١٣. الفتاة التي رأت الشيطان

648 91 50
                                    

سمع الثلاثة همساً خلفهم:
- إنهم حولنا و لا نستطيع رؤيتهم...

قفز الثلاثة من الأريكة بسرعة و استداروا نحو مصدر الصوت، اختبأت ماريا خلف روي و دموعها على خديها بينما وجه إدوارد شاحب جداً، فخرج أليكس من خلف الأريكة و هو يقول باسمًا:
- إنها جملة مخيفة حقاً..أليس كذلك؟

أسرع إدوارد نحوه ليضربه إلا أن روي و ماريا أمسكاه، فصاح به بانفعال:
- ما الذي جاء بك فجأة إلى هنا، أولم تكن في عمل؟! و منذ متى و أنت تستمع إلينا دون إبداء حركة؟
- منذ مدة طويلة، دخلت إلى المنزل فرأيتكم مندمجين بكل حواسكم بقراءة شيء ما.. فأردت معرفة ما هو و وقفت خلفكم!

جلست ماريا منهارة على الأرض و هي تغطي وجهها بيديها فساعدها روي على النهوض و حمل الدفتر و أعطاه لأليكس قائلاً:
- لا احسب أنه يوجد شيء تود معرفته لا يوجد هنا، إذا ستأخذه و تتركنا؟

حمل أليكس الدفتر و أجب بحماس:
- بالعكس، كل شيء يبدأ هنا!

نظر الجميع نحوه بإستغراب ليضيف:
- حقيقة نحن لم نكن لنترككم بمجرد العثور على دليل واحد فقط، ما نريده حقاً هو أن نصل إليهم أياً ما كانوا، أن نوقفهم من تدمير البلاد بأي ثمن!

حدق الجميع نحوه باستغراب و قال روي يائساً:
- هذا صعب المنال يا أليكس، إنهم شياطين!
حتى جميع رجال الشرطة في البلد لا يمكنهم الوقوف في وجههم!

أجاب أليكس بثقة :
- يفوز الأذكى يا روي، لا الأقوى.
نحن الآن نمتلك معلومات مقدرة عنهم، و نعلم أن إدوارد أحد أهدافهم الرئيسية بسبب تلك الثمرة التي لها مكانة لديهم، سآخذ هذا الدفتر للمركز لمعاينته من قبل القائد، و خلال ذلك سيقوم جين و هانا بحراستكم.

- و من يكون هؤلاء؟
تساءل روي باستنكار ليقرع الجرس و يذهب أليكس، ثم يعود بعد دقيقة و برفقته رجل ضخم أصلع الرأس و شابة قصيرة ذات شعر بلون الشوكولا و ملامح لطيفة،
حمل أليكس معطفه على عجل و قال:
- زميلي جين، مساعدتي هانا، و هؤلاء هم الأطفال، سأغادر.

نهض إدوارد و قال بجفاف:
- لنذهب للعمل يا روي! لا يوجد أطفال في المنزل أيها الشرطي!

تنهد أليكس و أردف:
- حسنا، لكن سيرافقكما جين إذا.
نهض روي من الأريكة و حمل قبعته و من ثم لوح لماريا قائلاً:
- لن تكوني وحيدة اليوم! الآنسة معك!
ابتسمت ماريا و لوحت لهما بيدها فخرجا وأغلقا الباب يتبعهما الشرطي الضخم.

تنهدت ماريا و ظلت واجمة لوهلة، ثم تذكرت لتنهض بسرعة و تخاطب الشرطية بتوتر:
- آسفة حقاً حضرة الشرطية! هل أعد لك بعض الشاي؟

هزت هانا رأسها و أجابت بود:
- لا داع لذلك، أنا بخير. جئت فقط للجلوس معك.

أومأت ماريا و جلست برفقة الشرطية، لتزفر و تقول بينما تنظر نحو النافذة:
- أليكس يعمل كثيراً، أليس كذلك؟
أعتقد أنه من الأشخاص الذين يعطون كل ما لديهم تجاه واجبهم، حتى النهاية.
كذلك روي و إدوارد، يذهبان للعمل كل يوم و يتركانني وحيدة.
كانا يعرفان الجد أكثر مني، لكنهما لم يبكيا، و ظلا قويين و دفعاني لأكون أقوى.

إلى الهاويةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن