١١. يد شيطانية

628 85 36
                                    

رفع روي نظارة إدوارد نحو الضوء متأملاً العدسات و قال:
- بالرغم من سقوطه المؤلم على وجهه إلا أن نظارته لم تكسر بحكمة قادر..

أومأ أليكس و مرر يده على جبهة إدوارد الساخنة ليضيف بفضول:
- لا أرى رضوضاً أو جروحاً على رأسه أو جبهته، لكن متى جرح بهذا الجرح في ساعده و يده؟

- لا أعلم، هو لم يخبرني بشأنه، لكنني لاحظت هذه الضمادات حول يده اليسرى منذ وقت.
ربما بعد اليوم الذي مات فيه الجد و هاجمنا ذلك الشيطان...
لقد قال الطبيب بأنه قد أغلقه له بسبعة غرز، و ألا ينزع الضمادات حتى يلتئم الجرح تماماً.
لقد سقط على ذراعه المصابة أيضًا و دخلت فيها بعض الشظايا، ربما سببت له شيئاً ما...

صمت أليكس مفكراً ثم أضاف:
- لقد أخبرتني بأنه قد قام بحمايتك و وقف أمامك عندما أراد الوحش مهاجمتك؟

صمت روي لبرهة ثم أجاب متفاجئاً:
- بلى! إذاً ربما أصيب بجرح من ذلك الوحش .. بالتأكيد!
أتمنى ألا يكون قد نقل له عدوى أو ما شابه أو يكون ذلك الزجاج المكسور ملوثاً...

أبعد أليكس الضمادات ببطء من ذراع و يد إدوارد اليسرى، و لاحظ أثر جرح عميق ممتد على طول ساعده و حتى يده، جرح كبير تغير لونه للون أسود.
كانت المنطقة المحيطة بالجرح قد تغير لونها إلى اللون الأحمر القاتم المسودِّ و انتشرت خطوط خضراء كالعروق على يده و ساعده.

تغيرت نظرات روي القلقة لأخرى مفزوعة و صاح:
- لترقد يده بسلام... ما هذا الشيء!
  كيف يستطيع تحريكها حتى؟
و أيضاً ساعده كله، و لماذا لم يخبرني لنذهب للطبيب!

تلمس أليكس الجروح بهدوء و قال:
- إنها غريبة الشكل لكن أعتقد بأنها قد شفيت جزئياً..ليس بها أي مواد غريبة و جرحه لا ينزف دماً أبداً...
حسناً، لنتركها هكذا و ننتظره ليفيق بالصباح.
سيكون مفزوعا لو استيقظ ليجد نفسه في المشفى دون سابق إنذار.

أومأ روي و قال:
- انا سأعتني بإيدي للصباح، لكن الغرفة بها سريران فقط لذا جد لك مكاناً آخر.

ابتسم أليكس و أجابه :
- بالتأكيد! سأنام في الصالة هناك حيث الأريكة ليكون المنزل كله في نطاق بصري.

خرج أليكس و خلع معطفه و رماه فوق الأريكة و من ثم استلقى عليها و ألف فكرة تدور في خلده.
جلس روي على الأرض قرب فراش صديقه، و استمر بتبديل المكمدات بأخرى أكثر برودة، بينما أضواء المنزل و الغرف المضاءة كما كل يوم تؤنسه في وحشة الليل الخالي، زفر روي بإرهاق و تلمس جبهة إدوارد هامساً:
- أتمنى أن تكون بخير للصباح، إيدي.
لقد قطعنا وعداً بأن نكون معاً حتى النهاية، أليس كذلك؟

شعر إدوارد بيد باردة تلمس جبهته و صوت مألوف يهمس:
- لقد هربت مني، لكننا لن نستسلم...
سأتبعك أينما تذهب، سألحقك أينما هربت، و عندما أمسك بك فإنني س...

إلى الهاويةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن