نوفيلا بنت الثانوية (مكتملة)

حقيقة الفارس

الفصل الخامس: ______

نظرت في صدمه قائله:
_مااازن
تعجب المدير قائلا :
=انتي تعرفيه!
_ايوه انتوا ليه مقولتوليش اسمه ؟
قال سامر ساخرا :
=مانتي لو ركزتي والمدير بيتكلم كنتي عرفتي لكن قاعده سرحانه يا غبيه
وضرب وجهها بلطف امسكت جبينها ونظرت اليه قائله بصوت طفولي
_انا مش غبيه
احتقن وجه مازن بالدماء ولكن كان يخبأ هذا التغير ببرود وجهه قاطعهم قائلا:
=طب ايه مش هنشتغل؟
نظر له المدير قائلا:
_لا انت انهردا مش هتشتغل لانك عارف نظام الشغل
=بس انا معرفش نظام الشغل
ظل المدير يفكر قليلا ليأذن له بالعمل مع العلم انه سوف يعمل هذه المده المسائيه وسوف يكمل للصباح وافق مازن وارتدي ملابس العمل وكانت تي شيرت ابيض بنصف أكمام وبنطال اسود وعليه تنوره بأسم المطعم وحذاء ذو عجلات وكان لتلا الزي ذاته ارتدي الملابس وذهب الي المطبخ لتخبره تلا بطبيعه العمل قائله:
_بص هنا انت دورك انك تاخد الطلبات بس تكون اسماءهم كويس لان هيكون محطوتلك ورقه بأسم كل طلب وانت هتبقي حافظ ارقام التربيزات هتاخد الطلب وهتروح توديه علي التربيزه ولو في اي اطباق فاضيه علي اي تربيزه بتجيبها وبتستني الطلبات اللي بعدها تجهز عشان تاخدها والطلبات زي الكوفي والعصاير انا اللي بعملها اصلي شغاله هنا من 3 سنين فسامر علمني واوقات الشغل هنا من 7 ل 3 العصر ومن 4 ل 10 باليل وفي استراحه صباحيه واستراحه مسائيه قبل انتهاء الشيفت اما الشيفات فبيشتغلوا الشيفتين بس ده كل حاجه
كان ينظر لها فقط ولكنه شارد تماما في ملامحها فهو يعلم طبيعه العمل ولكنه طلب هذا من المدير ليبقي معها ولكن وما ان ذكرت اسم سامر حتي تبدلت ملامحه للغضب ولكن اخفاه بسرعه واوميء برأسه ثم بدأ العمل ....
وفي الاستراحه المسائيه جلسوا جميعا فتبادلوا ذكريات الماضي كان مازن يجلس بجوار تلا فجاء سامر وطلب من مازن النهوض لانه يريد الجلوس بهذا المقعد اخبره المدير بأن يجلس بمكان اخر ولكنه يصر بأن يجلس هنا نهض مازن واستأذن منهم بأن يأخذ تلا ويجلسوا بالخارج نهضت تلا ثم ذهبا وظل سامر يتبعهم بنظراته المملؤه بالغيره ، خرجا سويا وجلسا علي صخره بجوار المقهي كانت نظيفه كانا ينظران الي القمر فهو في هذه الليله كان بدرا بدأت تلا الحديث قائله بهدوء:
_مازن انا نفسي اسألك سؤال
=همممم
_انتي ليه عالطول بتحب تقعد لوحدك وتسمع ف اغاني وبس عمري ما شوفتك حتي بتضحك ولو ابتسامه انت ليه كده؟
=كل ده سؤال!
_ههههه يلا جاوب متهربش
=بصي يا ستي انا حكايتي طويله اوي بتبدأ من..
فلاش باك
طفل صغير يبلغ من العمر عشر سنوات وأمه التي كانت تحبه حبا جما كانا يلعبان علي الشاطيء وكان يشاهدهما الاب من بعيد كانوا عائله سعيده ولكن لكل شخص ناجح هنالك اعداء كانت الام مذيعه بأحد القنوات وتكلمت عن موضوع الاتجار بالفتيات وذكرت اسم عصابه ما ورئيسهم وذات مره كانت قادمه من العمل في المساء وكان معها مازن في السياره كان يقفز علي اريكه السياره بركبتيه مغمض العنين وكان كل ما يقوله احبك يا أمي احبك يا أمي يكررها مرارا وتكرارا اوقفت الأم السياره لتجلب بعض الماء من المتجر وعادت كان مازن يراقبها من السياره وما ان اقتربت حتي حول يده علي شكل كاميرا وقال لها:
_استني يا ماما اخدلك صوره
=خلص طب ي مازن
_هخلص اهو يلا فين الابتسامه الحلوه
كانت الام لا تريد الابتسام حتي قال لها مازن:
_بحبك
فأبتسمت تلقائيا ثم اختفت الابتسامه لتسقط ارضا صدم مازن وهو يلفظ بأمي ويصرخ تجمع حولها الناس قائلين
=لا حول ولا قوه الا بالله مش دي المذيعه في القناه كانت بتساعد الناس اننا الي الله واننا اليه راجعون
فقد مازن الكلام وهو ينزل من السياره ويضرب وجه امه برفق حتي يخرج الدماء في يده ضمها وظل يبكي
ومن بعدها لم يستطع الكلام لمده سنه اخذه الوالد لاطباء العالم وعالجه ومن بعد هذه الحادثه وهو لا يتحدث مع احد ولا يبتسم ولا حتي اباه...
باك
=واللي بسمعه مش اغاني ده صوت امي
فتح هاتفه وشغل مقطع قصير ووضع الهاتف علي اذن تلا وكان صوت والدته وهي تغني اغنيه ما قبل النوم حاول مازن منع نفسه من البكاء ولكن لم يستطع ضمت تلا وجهه بيديها وهي تنظر له بعيون تملؤها الدموع ثم تنزع قطرات الدموع من علي وجهه عاد هو الي وعيه وهو يمسح دموعه قائلا:
=دي حكايتي انتي بقي ايه حكايتك
ظلت تلا تفكر قليلاا هل تخبره بقصتها تنفست الصعداء وقالت :
_انا بقي اهلي منفصلين من زمان كانوا يفضلوا يضربوا فبعض وبابا عالطول كان يضربني لان انا بنت مش ولد وهو كان نفسه في ولد كان كل يوم لازم يضربني ومره كان يطفي السجاير فيا ومره كان يسخن فحم ويخلينه امسكه انا كنت طفله 5 سنين وكان بيجيب الحزام الجلد التقيل ويضربني طب قولي انت واحده 5 سنين هتعمل ايه اصلا عشان تضرب كنت دايما اروح المدرسه ورامه في كل وشي من كتر الاقلام اللي كل يوم يضربهالي قبل ما امشي للمدرسه غير كده اصلا امي مكنتش طايقاني يعني حتي مشفتش حضن الأم كانت تكمل عليا ضرب عقبال ما بابا يجي كانت بتخليني اعمل كل حاجه الشقه وانا مكملتش حتي 10 سنين اعمل كل حاجه ولو اتأخرت اتضرب تعرف كانوا بيسخنوا السيخ بتاع الكباب ويحرقوني ولسه معلمه لحد دلوقتي بص
رفعت اكمام التي شيرت لتكشف عن اثار الماضي انزلت التي شيرت مره اخري وأكملت:
_ومن 5 سنين بس اتطلقوا ومحدش خادني فضلوا يحدفوني لبعض ده يقول مش هاخدها ودي تقول مش هاخدها انا نمت في الشارع يوم وانا كنت لسه مكملتش 13 سنه فضلت اتقلب معاهم سنه لحد ما جدتي خدتني اعيش معاها بعد ما عرفت كل اللي عملوه معايا ووقتها عرفت اني انسانه روحت وقعدت معاها كانت عايشه علي معاش جدي فانا جيت مكنش هيقضينا الفلوس قولتلها اني اشتغل رفضت بس اصريت اني اشتغل ولقيت الشغل هنا كان المدير طيب جدا اعتبرتوا بابايا بالظبط وهو اللي خلاني اخش المدرسة لاني كنت بدور علي مدرسه تقضي فلوس المرتب انا كنت هوقف دراسه بس هو قالي انو هينقلني علي المدرسة دي لانو عارف المدير وكده فروحت المدرسة وكملت دراسة كنت دايما بذاكر حتي اما كنت معاهم فكنت بجيب درجات حلوه رغم ظروفي الا ال 3 سنين اللي فاتوا مقدرتش اذاكر الا في ليالي الامتحانات انا مباخدش دروس علي فكره من اول ما بدأت دراسة بس دي حكايتي هنا لقيت عيلتي وبس
ظل مازن محدقا بها وهو متأثر بكل كلمه وتأثر اكثر عندما أرته الجرح نعم انه جرح الماضي الأليم الذي لا يشفي قاطع مازن الصمت قائلا:
=هو انا ينفع اذاكرلك؟
_هه
=ينفع اذاكرلك؟
فكرت تلا قليلا حتي تذكرت انه الاول علي كل المدرسه فقالت
_ايوه بس الوقت مش هيقضي!
=لا هيقضي
_ازاي؟
=هذاكرلك في وقت الاستراحه مش هو ساعه
_ايوه
=خلاص بس كده اتفقنا
_اتفقنا
=تيجي بكره الساعه 3 وهتقعدي ل 11 عشان تحضري الاستراحتين تمام
_تمام
وبالفعل حضرت تلا في اليوم التالي في الثالثه عصرا وبدأ مازن بالشرح لها كان لا يزال ينظر لها بل ويحدق كل مره حتي عاد الي المدرسه مره اخري بعدما عاد العامل في العمل الصباحي ،كان يحاول مازن الا يلفت الانظار فأكتفي ان ينظر الي تلا بين الحين والاخر لاحظ آسر هذا الشيىء فأخذ تلا من ذراعها بقوه عندما لاحظ مازن هذا خرج ورائهم وظل يناظرهم بدأ آسر الحديث ب :
=هو انتي ومازن في بينكم حاجه؟
:_____
=ساكته ليه ؟
:____
=تمام
ثم ذهب وتركها ليتقدم مازن بضع خطوات ليسألها:
_هو في ايه هو مالو؟....
في المساء بعد انتهاء العمل اخبرت تلا مازن بكل ما حدث معها من آسر وطلبه للصور المستمر وكلامه الغير لائق غضب مازن وقال لها بهدوء:
_الاشكال دي كل اللي بيعملوه انهم يلعبوا بقلوب البنات
=لا بس هو مش منهم
_افعاله بتقول كده
قاطع حديثهم صوت سامر وهو يدعوهم للداخل بسبب طاوله خاصه قادمه الان دخلا للمطبخ وهم لا يتحدثان كانت الطاوله لواحد منهم فقط وكانت تلا فأخذت الاطباق وذهبت وما ان خرجت حتي صدمت انها ساره ماذا تفعل هل تكمل الطريق ام تعود أكملت الطريق اليها ووضعت الاطباق ولكن امسكت ساره بيدها قائله:
_مفيش داعي تخبي نفسك يا تلا انا عارفه انك شغاله هنا الشغل مش عيب بس علي الاقل كنتي تقوليلي مش اعرف من الغريب
نظرت تلا الي الارض في خجل ولم تنطق بشبه كلمه فأكملت ساره:
_انا مش زعلانه منك مفيش داعي تبصي كده بصيلي يا تلا
نظرت لها تلا وكادت تبكي فضمتها ساره قائله بصوت خافت :
_بس بقي يا قمري انا عاوزه تحكيلي جيتي هنا ليه
خرجتا للخارج واخبرت تلا ساره بكل شيء بكت ساره وبكت تلا بعد اسبوع بدأ مارثون الامتحانات لأخر العام ولاول مره تصبح تلا هي المركز الثاني علي المدرسه بعد مازن وها قد جائت الاجازه الصيفيه ومازال العمل مستمر ولقاء الاصدقاء ولم تتحدث تلا مع آسر بعد اخر لقاء لهما في الصف اقترب مازن من تلا واصبحا اكثر من اصدقاء ففي احد الايام كانا جالسان علي ذات الصخره فطلبت تلا من مازن ان تري والدته أخرج هاتفه وأخرج الصوره نظرت لها تلا فوجدتها مطابقه للصوره التي شاهدتها في منزل منقذها منذ عام نظرت له محدقه عندما علم انها نفس الصوره صدم واغلق هاتفه مسرعا ولكنها قالت :
_شفتها خلاص هو انت اللي انقذتنا؟ كنت مخبي وشك ليه؟ انا ازاي معرفتش
=انقاذ ايه اللي بتتكلمي عنه ؟
_اه انكر انكر خلاص انت اتكشفت هههههه
ابتسم مازن لاول مره فنظرت له تلا بأنبهار قائله:
_شكلك احلي وانت بتضحك علي فكره
=بجد
_ييب بكتييير هههه اضحك كده تاني
=اهو
امسكت تلا بخدوده قائله
_يتتي بطه انت حلو