الحلقه الخامسة والعشرون
اوقف احمد السياره جانبا فقد وصل القسم حيث يحجز عصام خرج من السياره وارتدي نظارته وتقدم باتجاه القسم ليرتطم بفتاه اثناء سيره كانت تخرج من القسم في تلك اللحظة
احمد .سوري ..انتي كويسة
رفع احمد بصره لها فشعر لوهلة انه رأها مسبقا وهي ارتبكت وارتدت نظارتها بسرعة في محاولة منها باخفاء وجهها وركضت مبتعده عنه بسرعة دون اي كلمة تابعها احمد باندهاش حتي اختفت وسط الجموع ثم استدار ليكمل طريقه بهدوء متوجها لغرفة المأمور واثناء مروره كان احد الجنود يدفع بشادي امامه فرمقه احمد بغضب من تلك الابتسامه الساخره المستفزه علي وجه شادي فبصق احمد بوجه باشمئزاز فمسحها شادي ببرود
شادي .بشوقك يا احمد بيه
طرق احمد غرفه المأمور الذي رحب به واجلسه وخرج وما هي الا لحظات وكان عصام يقف امامه بملامح رثه وابتسامه هادئة علي وجهه توجه احمد ناحيته واحتضنه
احمد باهتمام .عامل ايه يا عصام
عصام بهدوء .كويس الحمد لله ...ما تيجي نقعد بدال الوقفه دي مش كفاية رطوبة الحجز الي قطمت وسط الواحد
قال جملته الاخيره مداعبا وهو يتوجه لاقرب مقعد فنظر له باندهاش علي حالته
احمد مداعبا وهو يجلس امام عصام .انت هتقولي ده انا الرطوبه بقت صديقتي خلاص
ضحك عصام ضحكة عالية من كل قلبه اندهش لها احمد فعندما كان بمكانه لم يشعر سوي بالكأبه والحزن فكيف له بهذا الرضا
احمد باهتمام .مش محتاج حاجه يا عصام
عصام .لا انا كويس الحمد لله ...اه بالمناسبة اشكرلي سيادة اللواء جدا لولاه كنت اتسحلت
احمد بابتسامه .والله لولا سيادة اللواء كنت انا كمان اتسحلت واتسوحت وروحت ورا الشمس مش عارف ممكن ارد جميل الراجل ده ازاي
عصام وهو يربت علي يد احمد .بانك تعامل بنته كويس دي احلي شكرا ممكن تقدمها له
احمد .عندك حق ...علي ذكر الشكر بقي اظن في هنا حد تاني يستحق الشكر
قالها وهو ينظر له فابتسم عصام واطرق رأسه
عصام .ما عملتش حاجه تستاهل الشكر
احمد .انت بتقول ايه ده لولاك كنت زماني لسه في السجن ويا عالم كان هيتحكم عليا بايه ده غير البهدله الي انت فيها دي بسبب جدعنتك معايا كل ده ومعملتش حاجه تستاهل الشكر
عصام .هتصدقني لو قولتلك اني انا كده مرتاح اكتر ...من اللحظة الي حصل فيها الحادثة دي وانا حاسس ان دم العمال الي ماتوا دول في رقبتي بيخنقني ...بس خوفي كان مقيدني ولما خسرت المنصب الي جريت وراه حسيت ان ده عقاب من ربنا ليا فضلت ايام محبوس جوه عقدت الذنب لحد ما جيت وطلبت تشوفني عشان تنبهني لخيانه شادي في عز ازمتك ...حسستني قد ايه انا عيل وجبان ...انا الي المفروض اشكرك مش العكس
احمد .اي حد مكاني كان لازم يعمل كده
عصام .لا اي حد مكانك كان هيقول وانا مالي ما تخليني في الي انا فيه انا ناقصه بمشاكله كمان
عصام وهو يربت علي كتف احمد .متشكر يا صاحبي ..ممكن تقبل اكون صاحبك
احمد بابتسامه .اكيد طبعا ..واي حاجه تحتاجها في اي وقت هتلاقيني جنبكبقلم/تسنيم عبدالله
في منزل مودة كانت تجلس امام لوحتها تمسك بقدح من القهوة بيد وباليد الاخري فرشاه تنهي بها الرتوش الاخيره للوحة في تلك اللحظة سمعت جرس الباب فتحركت بهدوء اتجاه الباب القت نظره من العين السحريه علي الطارق فتبتسم بسخرية وتفتح الباب وتتجه لمقعدها امام لوحاتها وهي ترتشف من قدح القهوة فتدخل رحمة خلفها وكأن نيران الجحيم تستعر من عينها
رحمة بانفعال .فين احمد
مودة بهدوء .الناس تقول السلام عليكم ...صباح الخير
رحمة .لا في سلام ولا خير بيني وبينك
مودة .طب اهدي بس عشان الي في بطنك
رحمة بارتباك .الي في بطني
احست مودة بارتباكها فابتسمت بخبث .اه الي في بطنك هو انتي مش حامل ولا ايه
رحمة .مالكيش دعوة بيا
مودة .انا بس كنت عايزة اقولك مبروك
ثم ارتشف من قدحها وتابعت . واحمد لسه مجاش
لم ترد رحمة وخرجت واغلقت الباب خلفها بعنف فابتسمت مودة
مودة محدثة نفسها .معقولة ممكن تكوني عاملة علينا فيلم وتكوني مش حامل ....وليه لا ....الايام هتبين كل حاجه