الحلقه التاسعه والعشرون

6.7K 115 0
                                    

الحلقه التاسعه والعشرون

بقلم/تسنيم عبدالله
السكين الذي طعنت بها قلب احدهم تسل بحده لتطعن قلبك بلا رحمه هكذا القي القدر كلماته علي هناء التي انزوت في ركن غرفتها تبكي بحرقه وفجأه انتفضت وكأنها تذكرت شيئا واخذت تتلفت حولها يمينا ويسارا حتي وقعت عيناها علي هاتفها مسرعة امسكت به وطلبت رحمه بلهفة غريق يكاد ان يلفظ انفاسه الاخيره .لكن رحمه في تلك اللحظه كانت داخل محل البقاله تتبضع بعض المشتريات فلم تنتبه لهاتفها الذي يرن بالحاح مستغيث فحاولت هناء الاتصال بفيروز التي اخرجت هاتفها من حقيبه ظهرها والقت نظره ضيق علي المتصل ووضعت الهاتف امامها ولم تجب فعاودت هناء الاتصال  مره اخري كانت رحمه تدخل السياره في تلك اللحظه وتدير السياره فلمحت هاتف فيروز الصامت لكنه يضئ معلن اتصال
رحمه .ما تردي
هزت فيروز كتفها كعلامه علي الاعتراض
رحمه .مين الي بيتصل
فيروز بضيق .هناء
رحمه .ردي شوفيها عايزه ايه
امسكت فيروز بهاتفها لترد
فيروز .ايوة .....طب اهدي بس مالك بتعيطي كده ليه ......طب انا جايالك ....اهدي بس انتي ...سلام
رحمه .جايه لمين ..انتي عايزه تروحي هناك تاني
فيروز .اسمعي الاول ...الزفت الي اسمه فريد ضربها وسرق دهبها ....اكيد عمل كده لانها لوحدها
رحمه .وانتي راجعه بقي عشان تحميها منه انتي فاكره نفسك الاندرتيكر
فيروز .هو عارف انها بجوازها منه محدش هيحميها منه وانها هتخسر اي دعم لكن انا هيفكر الف مره قبل ما يقربلي انتي فاهمه
رحمه .انا مش موافقه علي الكلام ده
فيروز.ارجوكي يا رحمه رجعيني عندها مش هكون مرتاحه وانا عارفه انه بيعذبها وانا مش بعملها حاجه
رحمه .وانتي هتعملي ايه
فيروز .هعمل اي حاجه بس مسبهاش لوحدها
رحمه .معتقدش انها تستاهل
فيروز .تستاهل لانها امي ....ومش هسيبها مهما حصل منها
توقفت رحمه فجأه بالسياره حتي ان اصدر احتكاك العجلات بالاسفلت صرير مزعج والتفتت لفيروز 
رحمه . مش هكون مطمنه عليكي كده قلبي مش مرتاح
فيروز .هكون علي أتصال بيكي ....ما تخافيش عليا
نظرت رحمه لفيروز وتعجبت من اصرارها العجيب واخيرا
استسلمت رحمه لرغبه فيروز بالعودة لهناء علي الرغم من احساسها القاتل بان اختها ليست بمأمن بجوار ذلك الحيوان وبعد ااستدارت بالسياره لتسير بطريق العوده الذي لم تنطقا فيه بكلمه واحده توقفت امام باب المنزل والتفتت لفيروز بخوف
رحمه .ارجوكي خلي بالك من نفسك وخلي تليفونك في ايدك
فيروز بحب .ما تخافيش عليا هكون بخير متقلقيش
خرجت فيروز من السياره تركض بسرعه وتتابعها عيون رحمه حتي اختفت وادارت رحمه السياره بيد مرتعشه تمنعها خوفها من التحرك
بقلم/تسنيم عبدالله
فتحت فيروز الباب وركضت لتحتضن هناء بجزع لتحاول تهدأتها فقد كانت عيونها منتفخه من البكاء ربتت فيروز علي شعر هناء وكأنها هي امها وليس العكس
فيروز بصوت حنون .اهدي يا ماما .اهدي خلاص انا جنبك
هناء .اخد الدهب كله ما سبش حاجه
فيروز .المهم انك بخير
تركت فيروز امها بهدوء وهي تقول .هجيبلك ميه ...ولا اقولك هعملك عصير يهديكي
دخلت في فيروز للتعد كوب من العصير البارد بعد ان تركت هناء وهي تتابعها بعيون باكيه مكسورة عاجزة عن الكلام لحظات وكانت فيروز امامها تحمل كوب العصير وعلي وجهها ابتسامه ودوده واقتربت من هناء الجالسه علي كرسي السفره تسند رأسها المثقل بالهموم علي يدها وضعت فيروز كوب العصير علي طاولة الطعام امامها
فيروز.احلي كوباية عصير دي ولا ايه
هناء. ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي ....واحده غيرك كانت ولا سألت فيا
قالت جملتها الاخيره وهي تبتسم لابنتها بحب و فتمسك فيروز بيدها لتدعمها
فيروز. انتي امي مهما حصل
قطع حديثهم صوت فتح الباب وغلقه بعنف ليلتفتوا لمصدر الصوت فيجدوا فريد يدخل وعلامات الضيق جلية علي وجهه
فريد. ايه الي جاب البت دي هنا تاني ..مش كانت راحت مع اختها
فيروز بتحدي . ده بيتي وبيت ابويا اجي وقت ما احب وامشي وقت ما احب
فريد .بطلي طوله لسان يا بت انتي بدل ما اعلمك الادب
هناء .انت هتمد ايدك عليها هي كمان ولا ايه
تذكر فريد حسين تهديده له فالان من طريقة حديثه بعض شئ
فريد وهو ينقل بصره بين فيروز وهناء بخبث .انا داخل وعايز الاكل والا مش هيحصل كويس
دخل فريد واغلق الباب خلفه بعنف حتي ان فيروز قد انتفضت
هناء  ايه الي انا عملته في نفسي ده
فيروز . أكيد هنلاقي طريقه تخلصنا منه ..بس دلوقتي تعالي نعمله اي حاجه ياكلها خلينا نتقي شره
قالتها وهي تربت علي كتف امها بحنان دخلا فيروز وحنان للمطبخ لأعداد الطعام لفريد وعلامات الحزن والأسى علي وجه هناء حتي انها اسقطت بعض الزيت علي الارض
هناء .يا خبر هاتي يا بنتي فوطة امسح الي وقع
فيروز.عنك انتي يا امي
نزلت فيروز علي ركبتيها ومسحت ما تساقط من امها في تلك اللحظة دخل فريد وبصوت جهوري
فريد.فين الزفت الي هنطفحه
هناء بتأفف .وطي صوتك واتكلم كويس
لمح فريد جسد فيروز الممشوق وهي تنظف الارض لاحظت فيروز تلك النظرة الخبيثة منه سريعا فانتفضت واقفة تعدل هندامها ولكنه لم يطل النظر والتفت لهناء واقترب منها وامسك شعرها بسرعة وعنف قال وهو يضغط علي اسنانه بغيظ
فريد انا اعمل الي انا عايزه وانتي تخرصي خالص ولا علقة الصبح مكيفتكيش
فيروز وهي تمسك بيده لتبعدها عن امها . ابعد ايدك عنها ..حرام عليك
كانت هناء تتأوه وتبكي . خلاص سيبني
فريد وهو ينظر لفيروز  بخبث  ابعدي انتي يا حلوة
تخلصت هناء من قبضته واحتضنت ابنتها وهي تنظر له بخوف .ثواني والاكل هيكون قدامك
فريد وهو يداعب لحيته .الادب حلو برده
ذهب فريد لغرفة النوم وجلس علي طرف السرير لا يستطيع التوقف عن التفكير بفيروز وصور له شيطانه انه يستطيع ان يقترب منها كما يشاء فلا رقيب ولا حسيب لحظات وكانت هناء امامه بصينية الطعام وضعتها امامه وكادت ان تخرج لولا انه استوقفها
فريد .هاكل لوحدي
هناء. يعني عايز ايه
فريد  تعالي كلي معايا
هناء .ماليش نفس
فريد بنفاذ صبر .الي اقول عليه يتنفذ بقي
هناء باستسلام .خلاص هقعد بس تمام
شرع فريد بالاكل بكلتا يديه بطريقة همجية مما اثار اشمئزاز هناء كان يلقي نظرة جانبية عليها من حين لاخر حتي انهي طعامه وانفض يديه ووقف
فريد.هقوم اعمل كوبايتين شاي عشان تشرب معايا يا جميل
كان يتكلم بابتسامه مستفزة جعلت هناء تشمئز اكثر ما ان انهي جملته حتي خرج ودخل للمطبخ واعد كوبان من الشاي وضع في احداهما قرصان من الدواء وقلب الشاي بعناية وحمل الكوبان ورحل قدم الكوب الذي وضع به الاقراص والذي ميزه بوضع المعلقة به لهناء التي امسكته وهي تشعر بريبه جلس امامها وهو يمسك بكوبه
فريد .اشربي عمايل ايديا وحيات عنيا
هناء . مش عايزة
فريد  .ما تشربي وانتي ساكته ولا اقوملك انا مش اتعب نفسي عشان اعملهولك ومتشربهوش
هناء .خلاص خلاص هشرب اهو
امسك فريد بكوب هناء لتتجرعه دفعة واحده
فريد  ايوة كده شاطره ...بالهنا والشفا علي قلبك
كانت هناء تنظر له بخوف وريبه وهو يبتسم لها باستفزاز حتي بدأت تشعر ببعض الدوار فامسكت برأسها
هناء . انا دايخة كده ليه انت حطتلي حاجه في الشاي
فريد. قومي نامي
امسكها فريد من جزعها والقي بها علي السرير باهمال وما ان سقطت حتي غطت في نوم عميق ففرك فريد كلتا يديه بحماس وخرج متجها لغرفة فيروز التي كانت تتحدث لرحمة عبر الهاتف
فيروز .ربنا يسهل بقي يا رحمه ..ادعيلنا
رحمة التي كانت اتقف امام منزلها تستند علي سيارتها تنظر علي المبني باسي .والله انا كمان محتاجه الي يدعيلي
شعرت فيروز بمقبض الباب يتحرك
فيروز  بخوف .مين
رحمه   . في ايه يا فيروز
صوت فريد من خلف الباب الذي لم يستطع فتحه لان فيروز اغلقته بالمفتاح . انا فريد
فيروز .عايز ايه
فريد .امك نامت وعايز حد يعملي شاي
فيروز . ما تعمل لنفسك
فريد  لو كنت اعرف ما كنتش طلبت يا اختي
فيروز لرحمه .هاروح اعمله شاي عشان يسكت
رحمه  .طب خليكي معايا ع الخط متقفليش
فيروز .تمام
فتحت فيروز الباب ودخلت المطبخ لتعد الشاي فلحق بها فريد وحاول ان يلف يديه حول خصرها لكنها التفتت بسرعة وهي تحمل سكين فابتعد عنها
فيروز باشمئزاز .كنت عارفة انك قذر
سمعت رحمه جملة اختها فركبت السياره مسرعة وهي لاتزال تستمع لما يدور
فريد .طب ابعدي السكينه دي لا السلاح يطول يا حلوة
فيروز .ابعد انت لا اسيح دمك
فريد . بموت في الشراسة ...عارفة انا كنت واثق انك هتتعبيني وانا بحب الي تتعبني
فيروز بخوف حاولت ان تخفيه .اخرج بره والا هصوت والم الجيران
فريد .بضحك. انتي كده خوفتيني يعني
بحركة سريعة امسك بيدها وجذبها من شعرها بعنف حتي انها صرخت هنا كانت رحمه تبكي من الخوف علي اختها لم تجد سوي ان تعلق مكالمة اختها وتتصل باول من جاء ببالها لينجدها اول سند لها بعد والدها اخرجت رقمه بسرعة وطلبته
رحمه بخوف  وبين دموعها .عمرو الحقني يا عمرو الحق اختي
عمرو انتفض بمجرد ان سمع صوتها بتلك الحالة . اهدي وفهميني ....طب انا مسافة السكة هكون هناك
واغلق الخط سريعا وخلع معطفه وانطلق مسرعا واخرج هاتفه واتصل برقم
عمرو .الو احمد  ....بدون شرح الحقني علي بيت اهل رحمه بسرعة انا مسافة السكة وهكون هناك .....مافيش وقت للشرح بس كل الي اقدر اقوله كارثة ولازم نلحقها
اغلق عمرو الخط وانطلق بسيارته في تلك اللحظه كان احمد قد وصل لتوه امام المنزل ومعه مودة
مودة .خير في حاجه
احمد .عمرو بيقول في كارثة ...معلش يا حبيبتي انا مضطر امشي
مودة .بسرعة بس يا حبيبي ....ربنا يسترها
انطلق احمد يركب سيارته بسرعة
مودة .ابقي طمني
ابتسم احمد لمودة  وانطلق بسيارته مسرعا تتابعه مودة
بقلم/ تسنيم عبدالله

مشاعر حائرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن