الحلقه الخامسه والثلاثون
بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم/تسنيم عبدالله
وقف خلف مكتبه يبدو عليه الضعف والحيره تخنقه الدمعة التي تأبي الخروج حزنا علي فراق محتوم فراق حبه بشكل ابدي
كمال لنفسه .بالسهوله دي خلاص .... لكن لا مستحيل اتنازل عن حبي ليكي بالسهوله دي يا مودة لازم احاول تاني
خرج من مكتبه بكل اصرار علي محاولة اقناعها..خرج بخطوات سريعة لا يكاد يشعر بما يحدث حوله بعقله فكره واحده توقفت كل حواسه حتي ان احد الطلاب صاح مناديا اياه لكنه لم يسمعه فقط يسمع وقع خطواتها تبتعد عنه فقط ينزف قلبه لبعدها ودواه هو قربها ..توقف فجأه عندما لمحها تركب سيارتها في موقف السيارات فاتجه مسرعا يقف امام السياره باصرار محاولا منعها من التقدم بها خطوة شعرت مودة بالتوتر من تصرفه فلم تتوقع مجيئه خلفها ابدا ابتلع كمال ريقه بصعوبه وهو ينظر لها بعينيه نظرة استجداء واضحه فخرجت مودة بهدوء تخفي خلفه كل توترها الذي كان جليا بحركه عينيها
كمال .ممكن تسمعيني
مودة . ارجوك يا دكتور مافيش اي كلام ممكن اسمعه زياده
كمال .لا في
اقترب منها اكثر يتفحص ملامحها بحب وكأنه يحفر قسمات وجهها بقلبه وعقله
كمال. ارجوكي ...ادي حبي فرصه تانيه ...انتي لو تحسي بالي جوايا لو تحسي بحبي ....انا حبي ليكي تخطي حدود العشق انا متيم بيكي يا مودة ....لو في يوم دخلتي بيتي هتلاقي صورتك مرسومة علي كل جدران البيت ...
مودة مقاطعة بخجل . كمال انا ....
قاطعها كمال . ارجوكي سبيني اكمل سبيني احاول حتي لو محاوله يائسة... بعد ما هربت منك ومن صدك ليا وروحت علي ايطاليا مقدرتش انساكي فضلت ادور عليكي في كل بنت بقابلها
وهنا بدأت دموعه بالانهمار وهو يتذكر . كنت بشرب عشان انساكي الاقي نفسي بصرخ باسمك مقدرتش الاقي الي يشيلك من قلبي زي ما يكون اتكتبت باسمك ...لو قررتي تديني فرصه صديقيني هكون اسعد انسان في الدنيا واوعدك هخليكي اسعد انسانه في الدنيا
مودة وقد نزلت دمعة هاربه من عينيها فقط تمنت ان يحبها احمد كل هذا الحب فهي حتي وان رغبت بالطلاق فلاتزال تعشقه بل لاتزال متيمه به ..مسحت دمعتها بسرعه قبل ان تقول
مودة .مش بايدي يا كمال صدقني عمر الحب ما كان بادينا مش زرار هنضغط عليه هنحب ده ونكره ده ..انا الي هقولك ادي لقلبك فرصه يحب ويشوف غيري
كمال . حاولت كتير مقدرتش
مودة . متخيل ان الي انت مقدرتش عليه من سنين ممكن انا اقدر عليه
اغمض كمال عينيه بالم وهو يبتلع ريقه . افهم من كلامك انك لسه بتحبيه
مودة بتوتر . تقصد مين
كمال . احمد ..... لسه بتحبيه ....يا بخته ...بحسده
مودة . الي بيني بين احمد مجرد ورقه وهننهيها قريب
كمال بابتسامه ساخره . متزعليش مني انتي كدابه ..... كل الي اقدر اقوله ربنا يسعدك ويقدرني علي البعد ...انا هرجع ايطاليا تاني ورساله الماجستير تقدري تكمليها مع دكتورعبدالعزيز ....لو احتجتي اي حاجه متتردديش تكلميني
امسك كمال يد مودة التي شعرت بالتوتر وكادت ان تسحبها منه لكنه امسكها بقوة وكأنه يتمسك بطوق نجاته
كمال . ارجوكي
وقرب شفتاه من يدها وقبلها بحب الدنيا وكأنه يودعها ويستنشق ريحها ليبقى في قلبه حتي اخر نبضه
بقلم /تسنيم عبدالله
(( صلاة الجنازة علي عبدالله الحاضر الحاج محمد الفيومي ))
تردد ذلك النداء بمكبرات صوت المسجد يرج جنبات الطريق وجدران المسجد الذي سيشتاق لصوت قرأنه وصلاته يهز قلوب كل من اخذ بيده في يوم فبكل ركن تجد شاب او رجل يبكي فراقه ويذكر حسن صفاته وتردد الصوت ليشطر قلب احمد الذي دخل المسجد مفتوح العينين لكن مغيب الروح فقط تزرف عيونه الدموع حوله كل الناس لكنه لا يشعر باحد كان عمرو يسنده يمينا وفؤاد يسارا شعر بيد صغيره تشد قميصه فانتبه لها ليجد خمسه اطفال يبكون بحرقه وقف كبيرهم يحدث احمد
الطفل. حضرتك ابنه
اشار احمد برأسه فقط دون ان ينطق فاكمل الولد . البقاء لله يا عمو ....احنا كنا بنحب جدو محمد اوي كان بيصلي بينا وبيحفظنا قرأن
لم يتمالك احمد نفسه واجهش ببكاء مرير بكاء رجل فقد اخر طوق نجاه وكأنه طفل ضائع ليس رجل بالغ فربت فؤاد علي كتفه
فؤاد بحنان ابوي .ماتشد حيلك يا ابني ده امر الله
احمد وهو يحاول ان يتمالك نفسه . ونعم بالله
عمرو . يلا يا احمد عشان نلحق الصف يلا
كان يقولها وهو يربت علي كتفه
قدم اهل الحي احمد في الصف الاول فوقف بخشوع وضعف بين يدي الله حتي كبر الامام التكبيره الاولي
<<الله اكبر>>
الله اكبر منك يا ابن ادم اكبر من غرورك اكبر من تكبرك وانانيتك الله اكبر فلا تظن نفسك ابدا كبيرا التكبيره الثانية
<<الله اكبر>>
الله اكبر فمهما طال العمر فلامفر من اللقاء والموت هو البرهان الله اكبر ولقاءه حق التكبيره الثالثه
<<الله اكبر >>
الله اكبر وغفور وتواب ورحيم فان عدت تاب وكأنك ولدت يوم تبت يغفر الذنب و يحب عبده التواب ويرشده لطريق التوبه التكبيره الرابعة
<< الله اكبر >>
لم يدري احمد بما يدعو فقط كان يردد يا رب يا رب ودموعه تجري حتي سلم الامام فسقط احمد علي ركبتيه يبكي وهو يصرخ ياااااا رب مليش غيرك يا رررب
بسرعة امسك عمرو بكتفه ليوقفه والكتف الاخر كان يمسكه عصام ولاول مره يلاحظ ان كلهم حوله عمرو ووالده يحيي وعمه حسين وعصام الذي خرج لتوه من السجن ويوسف وفؤاد وحسن كان ينقل بصره بينهم كالتائه
عصام . قوم يا احمد ووحد الله
احمد بحزن شديد . لا اله الا الله
ببطأ شديد مرت اللحظات حتي
حملوا النعش وساروا جميعا في جنازه مهيبه علي الاقدام يتهافتون الواحد تلو الاخر علي حمل النعش ولكن احمد اصر ان يظل يحمل حتي اخر لحظه وكأنه يكفر عن كل لحظة لم يكن فيها بجواره
دخلت الجنازة المقابر وقف الجميع ليخرجوا جسده المغطي بالقماش الابيض ويردد الجميع لا اله الا الله
اقترب احمد ليحمله معهم لكن عمرو امسك بيده
عمرو . بلاش انت يا احمد
احمد بدموع . اودعه .....اخر مره هشوفه فيها
عمرو . هنزل معاك
امسك احمد كتف عمرو وابتسم بضعف بين دموعه
حملاه ونزلا للمقبره ليريحا جسده من متاعب الدنيا وقبل ان يفك احمد رباط رأسه اشتم اطيب رائحة قد استنشقها بحياته وكأنها رائحة الجنه فابتسم وعيونه تزرف دموع لا يستطيع ايقافها وبمجرد ان فك رباط الرأس سقط رأس محمد يمينا وعلي وجهه ابتسامه رضا فلم يدري احمد وهو يخرج من المقبره ايبكي علي حاله ام علي موت ابيه فتذكر كل معاصيه وتذكر انه لم يدخر درهما لذلك اليوم كيف سيقف امام ربه فوقف علي قبر ابوه بعد رحيل الجميع
احمد . سبتني وسبت الدنيا المتعبه دي وارتحت سبتني لوحدي يا بابا الله يرحمك روحت للاحن مني عليك انا كنت قاسي اوي قاسي عليك وعلي مودة وعلي اولادي ..لو رجع بيا الزمن عمري ما كنت قسيت عليكوا ولو الزمن مدنيش الفرصه اني اصلح غلطتي معاك فانا مش هضيع فرصه اني اصلحها مع مودة واولادي ابدا ابدا واوعدك يا بابا اني هتوب و هتغير مش هكون قاسي ولا اناني تاني
بقلم/تسنيم عبدالله
ركبت مودة سيارتها وانطلقت تدور لا تدري اين تذهب تشعر بالضيق وبقبضه تنفست بصعوبه بالغة
مودة لنفسها . اكيد من الي حصل ... انا بس محتاجه اتكلم مع جيهان وهبقي تمام
توقف علي جانب الطريق لتخرج هاتفها وتفتحه
مودة باندهاش . ٨٥ ميسد كول ...ليه القيامة قامت ... عمرو ورحمة وجيهان ..ايه ده كله
اتصلت مودة بجيهان لتجيب في ثانيه
جيهان بانفعال . انتي فين قالبين الدنيا عليكي
مودة . براحة بس التليفون كان سايلنت كنت في محاضره
جيهان . طب تعالي حالا علي بيت عم محمد متتأخريش
مودة بفزع . ليه احمد كويس
جيهان بتوتر . كويس ومش كويس
مودة . ما تفهميني يا بنتي في ايه
جيهان بنبره حزينه . البقاء لله حاج محمد اتوفي
مودة بفزع . ايه .. لا حول ولا قوة الا بالله الله يرحمك يا عمي الله يرحمك
تساقطت دموعها رغما عنها وهي تتحدث لجيهان
جيهان . تعالي حالا قبل ما الرجاله ترجع
مودة . حاضر مسافة السكة
انهت مودة المكالمة وهي تدرك الان سبب الضيق مسحت دموعها وتحركت بسيارتها ولكنها لاحظت ان ملابسها غير ملائمة فتوقفت امام اول محل لبيع الملابس وبدلت ثيابها وانطلقت مسرعة لمنزل محمد واستقبلتها جيهان ورحمة
جيهان متأخرتيش الحمد لله
مودة وهي تنقل بصرها بين رحمة وجيهان . عرفتوا ازاي
رحمة . احمد كلم عمرو وعمرو بلغنا كلنا
مودة . ربنا يجازيه خير انسان محترم
ثم ابتسمت لرحمه وهي تربت علي كتفها
مودة . ربنا يجمعكم ببعض علي خير
اطرقت رحمة رأسها خجلا
جيهان . يلا بقي نجهز المكان احنا هنا هتلاقي الستات جايين كلهم مره واحده يعزوا
شرع ثلاثتهم بتنظيم البيت وفتحه وتجهيزه للمعزيين وتوافد النساء واحده تلو الاخري قبل ان يصل الرجال من المقابر وكانت مودة تقدم لاحداهن القهوة
سيده ١ . انتي يا حلوة مرات بشمهندس احمد
مودة . ايوة
امسكت السيده بقدح القهوة . تسلمي ... الاولي بقي ولا التانيه
مودة وهي تحاول كبح غضبها . مافيش تانية ...مافيش غيري
السيده ١. بس الواد ابن اختي قالي انه متجوز اتنين
لكزتها سيده بجوارها . بس يا ام فهمي مش وقته
ام فهمي . الاه مش افهم
السيده ٢ . ما قالتلك مافيش تانيه اسكتي
ام فهمي . اتكتم يعني .. اهو
قالتها وهي تضع يدها علي فمها بعصبيه
انسحبت مودة لتقف بجوار جيهان ورحمه
جيهان . مالك الست دي قالتلك ايه
مودة . بتتدخل في الي ملهاش فيه
رحمة بخجل . مودة ممكن اقول حاجه بس متفهميهاش تدخل زي ما قولتي ع الست
رفعت مودة حاجبها فردت جيهان . قولي يا رحمه انتي في حمايتي
رحمة . احمد هيبقي راجع محتاج يرتاح ممكن يعني ...لو سمحتي تجنبي زعلك شويه وتوضبيله مكان يرتاح فيه
جيهان الله علي كلام الناس العاقله
مودة . كلام الناس العاقله عشان جاي علي مزاجك
جيهان . الله هي كلمه الحق بتزعل
مودة . ماشي يا رحمة هدخل اوضب اوضته وهركن زعلي يومين تلاته
رحمة . ربنا يهدي سركم يا رب
جيهان . امين
مودة وهي تشير لكليهما . بقولكم ايه انتم الاتنين انا قولت اركن زعلي مش الغيه
جيهان ساخره . اه بأمارة ...احمد كويس
كانت جيهان تقلد صوتها فردت مودة بانفعال . ايه مش ابو اولادي
جيهان بنفس النبره الساخره . فعلا يا رحمه هو ابو اولادها بس لا بتحبه ولا بتموت فيه ولا حاجه ابدا
رحمه تحاول كبت ضحكتها . اهدوا شويه لاضحك وافضحكم هنا ...ادخلي يلا انتي يا مودة وتعالي انتي معايا المطبخ
دخلت مودة غرفة احمد مسحت الاتربه وفرشت السرير بغطاء نظيف وفتحت حقيبته الموضوعة بركن الغرفه لتخرج ثيابه اخرجت قميصه الذي ظلت تتفحصه بحب ثم احتضنته واستنشقت عطره العالق بالقميص بحب وفجأه ابعدت القميص والقته علي السرير وعلامات الضيق تبدو واضحه عليها
مودة لنفسها وهي تنظر في المرآه المقابله . لسه محرمتيش لسه بتحبيه ومش قادره تنسيه هيعمل فيكي ايه تاني عشان تكرهيه ....بس هو فعلا اتغير ويمكن ربنا يجعل موت ابوه سبب عشان نرجع ..... مافيش رجوع حافظي ع الي فضلك من كرامة بقي .... بس انا تعبانه في بعده انا فعلا بحبه .... حبيه لحد ما حبه يقتلك وهو هيفضل زي ما هو مش هيتهز فيه شعره اقوي يا مودة متضعفيش ابدا كرامتك وكبريائك اهم من اي حاجه في الدنيا
قطع تفكيرها صوته القادم من الخارج ركضت تخرج من الغرفه وما ان فتحت الباب حتي تسمرت تتفحصه بشوق تتلمس ملامحه بعيونها اما احمد فارتسمت الراحه علي ملامحه العابثة وهو يهمس باسمها كان يبادلها نظرات الشوق وكأنهما عاشقان غابا عن بعضهما سنين تساقطت دموع مودة رغما عنها وهي تقترب من احمد بخطوات بطيئه حريصه لكن احمد لم يستطع ان يسيطر علي حاله وبخطوات سريعة اقترب يحتضنها امام عيون الجميع ويدفن وجهه برقبتها لم يشعر احد بدموع احمد التي تساقطت علي كتفها لم يشعر احد سواها بهدوء لفت ذراعيها حوله تربت علي ظهره برقه وعيونها تتابع كل حركه منه بحزن
فؤاد وقد لاحظ تهامس بعض النسوة وهم يتابعون احمد ومودة . خدي جوزك يرتاح جوه يلا
مودة بصوت هامس لاحمد . احمد تعالي ارتاح جوه
ابتعد احمد عنها ببطء فامسكت بيده وهو مستسلم لها وادخلته الغرفه واغلقت الباب خلفها لتستدير وتجده لا يزال يقف ينتظر قربها منه شعرت مودة بتوتر يقتلها اقتربت ببطء منه
احمد . انتي هنا فعلا مش كده
مودة بتوتر . اه هنا موجودة
احمد بابتسامه ضعيفه . الحمد لله
مودة باندهاش . الحمد لله اني هنا
احمد . طبعا دي اكبر نعمه تستاهل احمد ربنا عليها لحد ما اموت
لم يشعر احمد بنيران الحرب التي اشعلها بداخلها بكلماته حرب مشاعر تفتك بعقلها وقلبها كانت تنظر له كالتائهه لا تدري ايهم تنصر عقلها الذي يصرخ بها لانقاذ كرامتها وكبريائها ام تنصر قلبها الذي يدفعها لان ترمي نفسها بين احضانه وتنطق بحبه الذي المها
احمد . ليه بعيده كده محتاج قربك اكتر من اي وقت
موده بتوتر . احمد ااا..
احمد مقاطعا . محتاج روحك جنبي تقويني
اقتربت منه مودة بحرص وامسكت يده لتشده
مودة . ارتاح انت شكلك تعبان
احمد . ماليش مكان ارتاح فيه غير حضنك ... هيساعني
مودة وقد اجهشت بالبكاء فلم تعد تحتمل تلك الحرب اكثر
احمد . ارجوكي متعيطيش لو طلبي صعب عليكي بلاش
واقترب منها ومسح دموعها برقه وقبل جبينها
مودة وهي تحاول لم شتاتها . لا مش صعب
جلست مودة علي السرير ودخل احمد خلفها لينكمش كطفل بين احضانها بثواني كان قد غط في نوم عميق ظلت مودة بجواره تتأمل ملامحه وهو نائم وتعبث بخصلات شعره بحب علي وجهها ابتسامه وكأنها تعلن انتصار قلبها لكن عقلها لن يستسلم بسهوله ابدا
بقلم/تسنيم عبدالله
رحمة تدخل لجيهان المطبخ وعلي وجهها علامات السعاده
رحمه . شوفتي مودة استقبلت احمد ازاي ... ربنا يسعدهم يا رب
جيهان . مودة دي هتجبلي جلطه هتموت عليه وتقول لا مش عيزاه
رحمة . طب ما تكلميها
جيهان . غلبت معاها ..ده انا سلطت عليها باباها هعمل ايه تاني
ثم ابتسمت جيهان قبل ان تكمل . بس قولي لي انت من امتي بتحبي مودة كده وعايزه مصلحتها ...المفروض دي كانت ضرتك
رحمه بابتسامه . انتي مفكراني وحشه عشان اتجوزت احمد في يوم ...صدقيني انا لحد النهارده بانب نفسي علي اغبي قرار اخدته في حياتي ..بحاول اصلح ولو جزء بقربي من مودة ...مودة انسانه جميله اوي تستاهل تتحب وانا عارفه ان احمد بيحبها بجد
جيهان وهي تنظر لها بابتسامه . وانتي كمان جميله وتستاهلي عمرو
رحمه . هو باين اوي كده
جيهان . ربنا يسعدكم
بقلم/تسنيم عبدالله
بعد نهايه اليوم وانصراف الجميع وقف فؤاد علي باب المنزل وامامه مودة
فؤاد . خليكي مع جوزك اليومين دول
مودة بضيق . يا بابا انا ....
فؤاد مقاطعا بانفعال . بلا يا بابا بلا يا ماما خليكي مع جوزك دلوقتي وبعدين يحلها الحلال ...مش هتحتاجوا حاجه
مودة بضيق . لا عمرو جايب حاجات كتير جوه
فؤاد . ربنا يحميه الولد ده بميت راجل والله...يلا تصبحي علي خير
مودة . وانت من اهله
رحل فؤاد تاركا ابنته في حيره من امرها ولكنها استسلمت للامر الواقع فدخلت لغرفة زوجها فوجدته يصلي ظلت لحظات واقفه تتأمله حتي انهي صلاته ونظر لها برضا
احمد .تعالي اقعدي جنبي
جلست مودة امامه يبدو عليها عدم الراحه
احمد . انتي كويسه
مودة بتوتر . اه ...بعني الحمد لله.. انت كويس
احمد . الحمد لله كويس ...تعرفي اني حلمت ببابا
مودة . خير
احمد بابتسامه . كان لابس جلبيه خضره واقف بيني وبينه نهر كان مبتسم لي قطف تفاحه من شجره كانت جنبه وحدفها لقيتها في ايدي
مودة . حلم جميل
احمد . عارفه نفسي في ايه نفسي اخدك ونطلع عمره في رمضان بعد امتحانات الاولاد
مودة باندهاش . عمره
احمد . اه مش كان نفسك تطلعي عمره من زمان
مودة . اه
احمد . خلاص نطلعها سوا
مودة بتوتر وهي تهم بالوقوف . هقوم اعملك عشا
امسك احمد يدها ويقف هو الاخر . مودة ليه حاسك متغيره ...هو انتي معايا مش بارادتك برده
مودة وهي تهرب من نظراته . بارادتي يا احمد اكيد
احمد بتشكك . امال ليه حاسس بسور بيني وبينك
ابتسمت مودة بسخريه . الجمله دي قولتها كتير اوي زمان
احمد وهو يغمض عينه بالم . مش عايزه تسامحيني يا مودة
مودة. مش وقت الكلام في الموضوع ده يا احمد ...عن اذنك
قالتها وخرجت وهو جلس علي طرف السرير واضعا رأسه بين كفيه بحزن والم لم يختلف شعور احمد عن شعور مودة التي ركضت للمطبخ واجهشت بالبكاء الذي اصبح ملازما لها فهي حقا تشعر بذلك الجدار بينهما ترغب بقربه ولكن ذلك السور يمنعها حائط منيع يمنع مشاعرها من الوصول له
بقلم/تسنيم عبدالله
غرفة ضيقة مظلمه الا من ضوء ضعيف للقمر يتسلل تاره ويتواري خجلا خلف سحاب شتوي كثيف تاره اخري تاركا خلفه الغرفة اكثر ظلمه واكثر وحشه وتصدر الريح صوتا مخيفا يتردد بين جدرانها العاريه بقوة جعلت مودة تنكمش اكثر وتضم ساقيها لصدرها وهي تجلس علي ارض الغرفة البارده تبكي من الخوف والوحدة تنظر لباب الغرفه المفتوح الذي سمح ببعض الضوء الدافئ للدخول لكنها لم ترغب بالخروج وكأنها تخشي من شيئا مجهول خلف ذلك الباب شئ اقوي من الظلمه والوحده اجهشت مودة بالبكاء ورفعت رأسها تحاول النطق لكنها لا تستطيع في تلك اللحظه ظهر ظل خلف الباب شخص يرغب بالدخول بفزع الدنيا نظرت مودة للظل وصرخت بكل قوتها لتستيقظ من ذلك الكابوس وهي تتعرق وكأنها كانت تركض الاف الاميال
مودة . اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
نظرت مودة بجوارها ولكنها لم تجد احمد يرقد بجوارها فخرجت تبحث عنه بالمنزل لكنه لم يكن موجود نظرت للساعة فوجدتها قد تخطت الخامسة بدقائق فزاد اندهاشها لغيابه فركض تبحث عن هاتفها تشعر بالقلق عليه طلبته فوجدت الهاتف بالمنزل ظلت تنظر حولها بحيره وهي تمسك رأسها لا تستطيع التفكير في تلك اللحظة تطرق لسمعها صوت خطواته المميزة علي السلم فتحت الباب بسرعة قبل ان يصل امام الباب تنظر له بقلق
مودة . كنت فين
احمد بابتسامه . قلقتي عليا
مودة . احمد ارجوك كنت فين
احمد وهو يدخل . كنت بصلي الفجر في الجامع جنبنا
مودة باندهاش . تصلي الفجر
احمد . اه انا بقالي يومين بنزل اصلي الفجر وارجع وانتي نايمه
مودة . غريبه
احمد . انا قولتلك اتغيرت ليه مش قادره تصدقيني ..ليه مش قادره تديني فرصه تانيه اثبت اني اتغيرت فعلا
مودة بانفعال . عشان اديتك فرص كتير اوي ...عمري بيروح من بين اديا في فرص ليك ...لحد امتي
احمد . عارف اني قسيت كتير ومقدرتش نعم ربنا عليا واهو اديني بتعاقب ببعدك عني في اكتر وقت محتاجك فيه
موده . طب انا كان ذنبي ايه ليه اتعاقب بحبك هو جزاتي اني حبيتك واديتك من غير حساب جزاتي اني اتقيت ربنا فيك ...انا حاسه اني خارجه من علاقتي بيك بولا حاجه
لم تستطع كبح دموعها وهي تتحدث فاقترب احمد منها بحزن ومسح دموعها ولكنها ابتعدت وهي تنظر له بتحدي . متأخر اوي يا احمد
احمد . مدام في العمر ايام يا مودة يبقي لسه في فرصه
مودة بيأس . طب وليه ...روح عيش حياتك واعمل الي علي كيفك بعيد عني
احمد وهو يمسك بوجهها وينظر لها بحب . روحي معاكي يرضيكي اعيش من غير روحي يرضيكي اموت وانا عايش ....مكنتش اعرف اني بحبك كده
مودة . وهي تشيح نظرها عنه . الانسان ميعرفش قيمه الي في ايده الا لما يروح
قالتها ودخلت غرفه النوم واغلقت الباب خلفها واحمد ظل محدق بالباب بحزن لحظات وخرجت مبدله ملابسها وترتدي حجابها وتحمل حقيبتها دون ان تلتفت لاحمد كانت تهم بالرحيل فامسك احمد بيدها يمنعها من الخروج
احمد . رايحه فين
مودة . راجعة بيت بابا
احمد بحزن مصره تسبيني
مودة باصرار . اه يا احمد ويا ريت ورقة طلاقي توصلي
احمد . قولتها قبل كده وهقولها تاني مش هطلق يا مودة
مودة . ازاي قابل علي نفسك كده واحده بتقولك طلقني يعني مش عيزاك يا اخي
احمد بتحدي . بصيلي في عنيا وقولي مش عيزاك بكرهك وانا هطلقك حالا يا مودة
نظرت مودة لعينيه بحيره دون ان تنطق بكلمه وكأن اصابها الخرس
مودة بتلعثم . اااحممد ...بقولك طط لقني
اكان احمد يقترب منها خطوة وهي تبتعد عنه اخري حتي اصبح ظهرها للباب فاقترب منها اكثر واسند يده علي الباب خلفها
احمدوهو ينظر لعينيها بحب يلمع بعيونه . قولي بكرهك يا احمد
مودة بتوتر بالغ . لااا ...مش هقوول .. انا حره
احمد وهو يقترب من وجهها اكثر حتي انها شعرت بانفاسه . متقدريش تقوليها ....عشان بتحبيني ..وانا بعشقك
استنشق احمد انفاسها بعمق وهو يغمض عينيه . بموت في كل تفاصيلك ...روحك عينك
قالها وهو ينظر لعينيها فابتلعت ريقها بصعوبه وهو يلمس وجنتها باطراف اصابعه برقه . خدك الي لسه بيحمر لحد النهارده كل ما بقرب منك
ثم لمس شفتاها . شفايفك ...شهد العسل
هم ان يقترب من شفتاها لينهل منها بكل شوق وحبنكمل الحلقه القادمه