الخامس عشر

24.9K 816 55
                                    

لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير 💙💙

كان الاثنان يتناولا طعامهما باستمتاع إلى أن استمعا لذلك الصوت الأنثوي خلف آيه:محمد!!
التفت آيه سريعا إلى تلك صاحبه ذلك الصوت.. لتنصدم مما رأت!! فتاه ذات جسد ممشوق.. طويله القامه.. مَن يراها يظن أنها عارضه أزياء.. ترتدي تنوره سوداء قصيره تصل إلى منتصف فخذها وفوقها كنزه من اللون الأحمر ضيقه للغايه.. لتتقدم منهما وهي متعمده التبختر في سيرها مما آثر حنق الأخرى!! لتصل أمام محمد وقد تجاهلت وجود آيه مما آثر حنق آيه أكثر ليتحول فورا إلى غضب جحيمي وهي تراها تصافح زوجها!!
لتسمع صوتها أخيراً وهي تقول: هاي يامحمد.. وحشتني أوي ووحشتني أيام زمن..
ثم أحضرت لها كرسي لتجلس بجانب محمد أو بالمعنى الأصح لتلتصق به.. وقد وضعت ساق فوق الأخرى لترتفع التنوره أكثر.. لتنقل آيه بصرها تجاه محمد الذي كان يجلس في صدمه من أمره.. لتقول إليه وهي تجز على أسنانها من الغضب:مش هتعرفني يامحمد ولا ايه؟!
ردت الأخرى قائله بدلال:أه صحيح يامحمد مش هتقولها أنا مين ولا إيه ياميدو؟!
:ميدو!! قالتها آيه بغضب وهي تنظر لمحمد نظرات ناريه..
ثم التفتت تجاه تلك الفتاه قائله بابتسامه مصطنعه:طب وإنتِ مش هتقوليلي إنتِ مين؟!
لتقول الأخرى بحماس:أه طبعاً.. أنا ندى إكرامي.. كنت مع محمد زمان في الجامعه..
ثم أكملت قائله بخجل مصطنع وهي تنظر إلى الأسفل: وكان فيه بينا قصه حب!!
لينظر محمد تجاهها بصدمه.. فهي كاذبه!! ثم نقل بصره تجاه آيه التي تحولت عينيها لسوداء داكنه!! ليقول محاولا إخراج الكلمات من بين شفتيه وهي يهز رأسه كعلامه بالرفض:ياآيه.. والله ما....
لتقاطعه آيه بعلامه من يدها بأن يصمت.. ثم أكملت حديثهما مع تلك الندى قائله:احكيلي أكتر عن قصه الحب دي!!
ردت ندى بابتسامه واسعه وقد حققت مرادها بعد مرور سنوات عديده:يااااه كانت قصه حب عارفاها الجامعه كلها.. كانت كل الناس بتقول إن إحنا ثنائي هايل مع بعض.. ومحمد على طول كان بيجبلي هدايا وبيفسحني.. وكان فيه شجره في الجامعه مسمياها أنا وهو شجره حبنا.. الشجره دي تحتها أول مره محمد اعترفلي بحبه لما كنت بعيط تحتها.. وساعتها خدني في حضنه وقالي إنه عمره ماهيسيبني!!
لتنظر آيه تجاهها هي تضع يدها أسفل ذقنها قائله ببرود: وإيه اللي منع قصه الحب الجميله دي؟!
ردت ندى قائله بحزن مصطنع:بابي كان ممانع.. وعايز يجوزني ابن عمي.. بس أنا رفضت وصممت إن محمد ييجي يتقدملي.. وبالفعل راح بس بابي للأسف طرده وجوزني ابن عمي بالعافيه.. بس أنا وهو اطلقنا من ٣ سنين عشان أنا معرفتش أعيش من غير محمد.. ولسه بحبه زي ماأنا متأكده أنه لسه بيحبني..
رد محمد قائلا بغضب:إيه الكلام الفارغ ده ياندى؟! إنتِ عارفه كويس إن عمري ماكنت بحبك.. ولا هاحبك.. إيه الهبل ده؟! واضح إنك لسه عندك أمل لحد دلوقتي إنك ممكن تدخلي حياتي..
ثم أكمل وهو ينظر لآيه برجاء :اوعي تصديقها ياآيه...
ردت ندى قائله بحزن مصطنع:للدرجه دي يامحمد لسه زعلان من اللي حصل زمان.. ومش عايزها تصدق ليه ها؟! ماكل الجامعه كانت عاوفه اللي فيها..
ثم أكملت وهي تنظر لآيه:اوعي تصدقيه ده هو بينكر إنه بيحبني عشان لسه زعلان..
لتردف آيه بأسف مصطنع:تؤتؤتؤ... قصه حب حزينه فعلاً.. بس إنتِ نسيتي تسأليني عن حاجه مهمه.. إيه هي؟! إيه هي؟!
قالتها آيه وهي تتصنع التفكير.. ثم أكملت:نسيتي تسألي أنا مين؟!
نظرت إليها ندى قائله بفضول:مين؟!
لترد آيه ببرود عكس عينيها المشتعله من الغضب: آيه مراته!!
لتنظر الأخرى إليها بصدمه.. أما محمد قد فاض به الكيل.. ليخرج من جيبه بعض المال.. و وضعه على الطاوله.. ثم نهض من على كرسيه ساحباً آيه من يدها إلى خارج المطعم.. ثم دلف بها إلى السياره.. ليلتفت إليها قائلا بعصبيه:إيه اللي عملتيه جوه ده؟!
ردت عليه قائله آيه بهدوء يشبه هدوء ماقبل العاصفه: أنا عملت حاجه.. مش المفروض أنت اللي تحكيلي عن قصصك الغراميه..
رد عليها محمد قائلا بغضب:قصص غراميه إيه وزفت إيه؟! إنتِ مش مدياني فرصه أشرحلك ليه إنها واحده كدابة.. كانت هتموت زمان وتوصلي وأنا اللي كنت بصدها.. بس أنتِ عماله تسأليها وتستفسري.. مش قبل ماتسأليها كنتِ تسأليني أنا الأول هي مين؟!
لتندفع فيه آيه قائله بغضب: والله عايزني أسألك وهي جايه تدلع في مشيتها وحطالي خمسين كيلو ميكب على وشها وصبغالي شعرها أحمر.. وجايه تلزق جنبك.. وأنت إيه شكل كان عجبك الموضوع.. وموقفتهاش عند حدها ليه.. ولا كنت مستني لما تاخدك بالأحضان..
هدأها محمد قائلا بصدق: والله العظيم ياآيه ماحصل حاجه من اللي هي قالتها.. عمري مابصت ليها ولا لأي واحده تانيه غيرك..
ثم أكمل بمرح :وبعدين أنتِ تعرفي عني إني بجيب هدايا لحد... ولا أنا بتاع شجره حبنا والجو الأهبل ده...
عقدت آيه ما بين حاجبيها قائله ببراءه:يعني هي كدابه؟!
هز رأسه كعلامه بالموافقه...
لتكمل قائله بغضب طفولي:يعني أنت عمرك ماجيبتلي هدايا؟!
تنهد محمد قائلا بنفاذ صبر:لا هاجيبلك أنتِ بس.. مش هاجيب لحد تاني غيرك.. ممكن بقى تسكتي شويه..
قطبت آيه جبينها قائله باستفهام:ليه؟!
أجابها محمد قائلا بهدوء:كده بحب أشوفك وأنتِ ساكته وهاديه.. ممكن؟!
ارتسمت على شفتيها ابتسامه صافيه.. ليداعب هو شعرها قائلا بحنان: اوعي تزعلي من أي حاجه ياقطتي ماشي..
اتسعت ابتسامتها.. لتومئ برأسها قائله:ماشي..ثم تطلعت إليه قائله ببراءه:هنروح فين تاني؟!
رد عليها قائلا :زي ماتحبي..
ثم أدار محرك السياره وقبل أن ينطلق بها كان يرن هاتفه.. ليخرجه من جيبه وهو يتأفف ماإن رأى اسم المتصل.. رد قائلا ببرود:نعم..
:ازيك يا محمد بيه؟!
هذا كان صوت سالي السكرتيره..
:نعم!!
لترد بحرج ؛فهو لم يرد عليها:في ورق مهم عايز توقيع حضرتك عشان إجتماع بكره..
:ماشي.. ربع ساعه وأكون في الشركه..
أغلق معها.. ثم وضع الهاتف في سترته مره أخرى.. ليلتفت قائلا لآيه:معلش يا قطتي.. فيه ورق مهم عايز توقيعي في الشركه.. ممكن نأجل الخروجه ليوم تاني؟!
:وليه يوم تاني؟! ما أروح معاك الشركه... وبعدين نخرج.. ليقول وهو يبتلع ريقه بتوجس فهي إن رأت سالي السكرتيره فبالتأكيد ستقتله!! :مش عايز أتعبك..
:ولا تعب ولا حاجه...
ثم نظرت إليه قائله بشك:في حاجه هناك مش عايزني أشوفها ولا إيه؟!
ليرد عليها بارتباك:ها.. لا.. مفيش يلا عشان نروح الشركه.. وبعدين نكمل البرنامج بتاعنا.. ايه رأيك ؟!
ابتسمت إليه آيه قائله:ماشي..
****************************
في شركه محمد البغدادي...
بعد أن أغلقت سالي مع محمد أسرعت بإخراج المرآه وعلبه مستحضرات التجميل؛ لتتأكد من مظهرها للمره العاشره!! فهي تريد أن توقعه بأي طريقه.. ولا تعرف ماذا تفعل فهي قد استنفذت معه جميع حيلها.. ولكنها تعتقد أنه بالتأكيد سيقع في يوم من الأيام..

أمام باب الشركه...

بعد أن ترجل محمد من السياره فتح لآيه باب السياره وساعدها على النزول من السياره.. لتتأبط هي ذراعه.. وتدلف معه إلى الشركه وهي تنظر إلي جميع أرجاء الشركه بانبهار وفخر بزوجها وحبيبها.. فشركته أصبحت من أكبر الشركات ومبناها الراقي لم يغفل عن أعينها.. لينظر البعض إليهما بصدمه داخل الشركه من التي اقتربت من محمد البغدادي لهذا الحد.. والموظفات كانت نظراتهن موجهه على آيه بحقد من جمالها الأخاذ.. أما هو لم يغفل عن أي نظره من تلك النظرات.. ليسمع الهمهات خلفهما.. ليلتفت إلى جميع الموظفين بسرعه.. ليقول إليهم وهو ينظر إليهم نظراته الحاده:اعتقد إن إحنا مش قاعدين فاضيين عشان نقعد مع بعض نتكلم وندردش..
ثم أكمل بصوت جهوري:يلا كل واحد على شغله..
اتجه بآيه نحو المصعد.. ليدلفا معاً إلى داخله..
ليضغط على زر الطابق العشرين.. تطلعت إليه آيه قائله بتوتر: قولي الموظفين تحت هيقولوا علينا ايه.. وإحنا كنا داخلين مع بعض؟!
رد عليها محمد قائلا بمشاكسه:هيقولوا مديرهم العاقل اتجنن خلاص..
قطبت آيه جبينها قائله بغضب طفولي:ياسلام وأنا اللي جننتك...
غمز إليها قائلا بمرح: مجنناني من زمان وحياتك..
ضحكت هي عليه بصخب... ثم وصلا إلى طابق مكتبه.. أنزلها مره أخرى.. ليفتح باب المصعد ويخرج منه ممسكاً يدها... ليسيرا معاً في الرواق حتى وصلا أمام باب مكتبه ليقول دون النظر للسكرتيره خاصته: ابعتيلي الورق على المكتب.. مع فنجان قهوه..
أما آيه فقد نظرت إليها باشمئزاز بدايه من وجهها الملطخ بمستحضرات التجميل حتى فستانها القصير.. ولكن ماطمأنها أن زوجها لم ينظر إليها كأنها غير موجوده.. لتبتسم باتساع وهي تتقدم معه إلى داخل المكتب بعد أن أغلق الباب خلفهما..
انبهرت من تصميم المكتب الرائع.. فكانت الغرفه مزيج بين اللونين الأبيض والأسو... و يوجد أريكه واسعه من اللون الأسود على الجهه اليسرى من المكتب.. كل شيء أعجبها.. ولكن أكثر شيء أعجبها هو مجموعه صورهما معاً في مختلف أعمارهما التي توجد على سطح مكتبه الأسود.. ربت محمد على كتفها قائلا:إيه رأيك في الشركه؟!
تطلعت إليه قائله بسعاده:تحفه يامحمد.. كل حاجه ذوقها جميل آوي.. أنا بجد فخوره بيك جداً..
نظر إليها قائلا بعدم تصديق:بجد يا آيه؟!
ضحكت آيه قائله:بجد والله..أنا فخوره بيك أوي..
جلست على الأريكه.. ليجلس هو الآخر جوارها..
تطلع إليها محمد قائلا بتساؤل: تفتكري إني أستاهل كل ده؟!
قطبت آيه جبينها قائله بدهشه: ليه بتقول كده؟!
أراح رأسه إلى الخلف قليلاً.. ثم قال: مش عارف.. بس يعني حاسس كده معرفش بقى..
ربتت آيه على ذراعه قائله بابتسامه هادئه: لا أنت تستاهل على فكره.. بطل بس أنت تفكير بسلبيه..
ضحك محمد قائلا: بقى أنا بفكر بسلبيه..
أومأت إليه آيه قائله بتأكيد: أيوه.. وأكبر دليل الأفكار اللي في دماغك..
اقترب منها محمد قليلاً.. ثم قال: هعمل حاجه بس متضايقيش..
نظرت إليه باستفهام.. ليقبل هو وجنتها سريعاً.. ثم ابتعد عنها.. بقيت آيه عده دقائق تنظر للفراغ أمامها بصدمه.. لتدير رأسها فجأه تطلع إليه.. لتقول بخفوت: أنت عملت إيه؟!
ضحك محمد قائلا: خلاص معملتش حاجه..
نظرت إليه آيه بضيق طفولي.. ليضحك محمد على مظهرها..
كل هذا وهما غافلَيْن عن سالي التي تنظر إليهما بحقد من خلف باب المكتب... وقد أحضرت هاتفها لإلتقاط صور لهما؛ لتريها لشخص ما..
***************************
#طفله_أوقعتني_في_عشقها
#آيه_محمد_عبدالرحمن
رأيكم 💙💙
دمتم سالمين قمراتي الحلوين 💜💜
والله ياجماعه مش لازم كل يوم تقولولي نزلي فصل كمان أنا بعدلها وبكتب في ملكت عرش قلبي ده غير يعني إن كل كاتبه ليها برده حياتها الشخصية مش فاضيه انا بس للكتابه يعني..
ياريت ياجماعه تستوعبوا الكلام ده..

طفلة أوقعتني في عشقهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن