بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم 💜💜
عاد كل من آيه ومحمد إلى المنزل.. نزلا معاً من السياره وعلى وجههما ابتسامه مشرقه لبدء حياه جديده... دلفا إلى الداخل ليجدا أن الجميع متجمعين في بهو القصر حول تيا التي تبكي.. هرولت إليها مسرعه.. ثم قالت بقلق وهي تتفحصها:في إيه ياتيا؟! مالك في حد مزعلك؟!
لم ترد عليها تيا ولكنها ارتمت في أحضانها لتضمها آيه بحنان.. ثم نظرت إلى والدتها قائله بتساؤل:في إيه يامامي؟! مين اللي مزعل تيا؟!
هزت والدتها كتفيها بعدم معرفه.. ثم قالت:والله ياآيه معرفش.. من ساعه لما رجعت من عند مايا وهي عماله تعيط كده..
حملتها آيه على كتفها قائله وهي تصعد بها على الدرج:خلاص يامامي.. أنا هاخد تيا ونطلع فوق وابقي خلي حد يبعتلنا الأكل على فوق..
ردت عليها ياسمين قائله:حاضر يا حبيبتي..
لتأخذ آيه تيا وتصعد إلى الأعلى...
دلفت آيه إلى غرفتها... لتجلس على الفراش وجانبها
تيا.. ربتت على ظهر تيا قائله بحنان وهي تحتضنها: مالك ياتيا؟! في حد مزعلك؟!
قالت تيا من بين شهقاتها:شوفتي ياآيه سيف مش بيهتم بيا زي الأول..
عقدت آيه حاجبيها قائله بتساؤل:مش بيهتم بيكِ إزاي ياحبيبتي؟!
مسحت تيا دموعها بظهر يدها.. ثم قالت وهي تزم شفتيها بعبوس طفولي:معتش بيقعد معايا كتير في المدرسه زي زمان.. ومعتش بيهتم بيا ويلعب معايا زي زمان..
قالت آيه في نفسها:أهو ده اللي أنا كنت خايفه منه..
ثم ربتت على شعر تيا قائله بحنان:معلش ياحبيبتي.. هو تلاقيه بس مشغول شويه وكمان الإمتحانات قربت وهو تلاقيه مضغوط شويه.. وبعدين إعتبريه زي مازن ماساعات مازن..
قاطعتها تيا قائله بغضب: إزاي أعتبره زي مازن؟! لا ياآيه سيف مش زي مازن..
هدأت آيه من روعها قائله بحنان:طيب ياتيا.. متضايقيش نفسك.. بكره إن شاء الله سيف يرجع معاكِ زي الأول..
ثم أكملت بمرح وهي تدغدغها: وبعدين أنا جايه من بره ولاقياكِ عماله تعيطي قلت فيه حد مات عندنا في العيله ولا إيه؟! مكنتش أعرف ان الموضوع فيه أستاذ سيف...
أخذت تيا تضحك بشده حتى أدمعت عينيها.. لتقول وهي تمسك يد آيه:خلاص ياآيه بليز كفايه مش قادره هاموت..
توقفت آيه قائله وهي تنهض من على الفراش:خلاص ماشي.. أنا هاقوم أخد شاور وأغير هدومي وأجي.. لتشهر سبابتها في وجه تيا قائله بتحذير:متتحركيش من هنا لحد ماأجيلك.. ولما يطلعوا الأكل ماتاكليش من غيري واستنيني.. مفهوم!!
ضحكت تيا قائله وهي تقلد آيه:مفهوم..
ضحكت آيه.. ثم توجهت إلى المرحاض..
بعد فتره خرجت آيه من المرحاض.. لتجد طاوله الطعام مُعدَّه وتيا تتناول الطعام بشراهه.. لتقترب منها آيه وهي تضحك عليها بشده قائله وهي تجلس بجانبها: سبحان مغير الأحوال من شويه كان عندك جفاف عاطفي دلوقتي ماشاء الله.. لو كنت سيبتك دقيقه كمان كان زمانك واكله الطباق كلها..
قطبت تيا جبينها قائله بعبوس وهي تترك الشوكه من يدها: إنتِ هتحسديني ولا إيه ياآيه؟!
قبَّلت آيه جبين تيا المقطب.. ثم قالت وهي تضع الشوكه بفمها مره أخرى:لا ياحبيبتي.. بالهنا والشفا على قلبك يارب..
هكذا انقضى الليل ظلت آيه تطعم تيا وتمزح معها إلى أن جاء موعد نوم تيا لتساعدها آيه على النوم معها في غرفتها.. وبالفعل نامت تيا في غرفه آيه.. لتدثرها آيه جيداً بالغطاء.. ثم ذهبت لكي تصلي فرضها.. بعد أن انتهت من صلاتها.. وذهبت لكي تتسطح على الفراش وجدت هاتفها يضئ برساله محتواها "اطلعي ياآيه البلكونه"
وبالفعل خرجت آيه إلى شرفه غرفتها.. لتجد محمد يقف في شرفه غرفته التي بجانبها.. وقف بجانبه ولم يعد يفصلهما سوى جدار واحد.. ليسأل محمد آيه قائلا: كان مالها تيا ياآيه؟!
تنهدت آيه قائله: الموضوع متعلق بسيف..
قطب محمد جبينه قائلا باستفسار: إزاي يعني ياآيه؟!
ردت عليه قائله وهي تستند برأسها على الحائط بجانبها: سيف يامحمد داخل على فتره مراهقه ومشاعره أكيد مش متظبطه.. أنا كنت حاسه من الأول إن هو بيحب تيا بس مش الحب اللي إنتوا فاكرين إن هو بيحبها بيها.. لا ده حب أخوه يامحمد أنا كنت شاكه في كده.. هو اه بيخاف عليها بس مش زي ماأنت بتخاف عليا.. زي ماعاصم وعدي بيخافوا عليا أنا وسيري كده.. نظرت إليه قائله:أنت فاهمني صح؟!
وضع يده أعلى كتفها قائلا بتفهم: فاهمك ياآيه.. أنا هحاول أتكلم مع سيف..
هزت رأسها كعلامه بالنفي.. ثم قالت:لا يامحمد.. سيبه هو ياخد قراره في الموضوع ده.. متجبروش على حاجه.. هو مش صغير ومش كبير بس متجبرهوش على حاجه.. تيا بكره تكبر وتفهم كده..
هز رأسه متفهماً.. ثم قال:طيب ماشي.. إيه رأيك نتكلم في حاجه تانيه؟!
قطبت جبينها قائله:حاجه زي إيه؟!
رد عليها قائلا وهو يمسك يدها:نتكلم عن نفسنا..
ضحكت هي قائله:نتكلم عن إيه فيها يامحمد.. ماأنا وأنت عارفين بعض كويس..
نظر إلى عمق عينيها قائلا:أنتِ غلطانه ياآيه... أنا لو أعرف فأنا معرفش اللي واقفه قدامي.. أنا أعرف آيه اللي عندها ١٨ سنه بس لكن غير كده أنا معرفش.. اللي قدامي دلوقتي واحده تانيه هو أينعم إنتوا الاتنين واحد بس آيه اللي قدامي حاجه تانيه خالص..
ردت عليه قائله وهي تبتسم:طب وأنت شايف مين فيهم الأحسن؟!
شدد قبضته حول يدها قائلا بابتسامه جميله:الاتنين زي بعض بالنسبه لي.. الاتنين مقدرش أعيش من غيرهم..
اتسعت ابتسامه آيه لتقول:ولا واحده فيهم تقدر تعيش من غيرك..
كاد محمد أن يتحدث مره أخرى.. ولكن آيه تأثبت قليلاً..لتنظر إليه قائله:اااه مش قادره يامحمد.. تصبح على خير...
أومأ إليها محمد قائلا بقله حيله :وإنتِ من أهل الخير ياآيه.....
دلفت آيه إلى غرفتها.. أما محمد بقى في مكانه يسترجع أحداث اليوم وزياره حسن الشافعي إليه!!
رفع أنظاره عن الورق الذي أمامه ليقول بصدمه ممزوجه بالغضب: أنت!!
اقترب حسن من المكتب إلى أن جلس على المقعد الذي أمام المكتب.. ليضع قدم فوق الأخرى قائلا بابتسامه ماكره:ازيك ياابن البغدادي.. ولا تحب أقولك ياجوز بنتي؟!
نهض محمد عن كرسيه بعصبيه قائلا بغضب وهو يقبض على تلابيب قميصه: بنتك مين ياأبو بنتك؟! بنتك دي أنت ملاقش دعوه بيها ومتجبش سيرتها على لسانك القذر ده تاني.. مفهوم!!
نفض حسن ذراعي محمد من حول عنقه قائلا ببرود وهو يعدل لياقه قميصه:تؤتؤتؤ.. أنت عارف إن اللي أنت عملته ده عيب وميصحش.. وبعدين أنا طلعت جدع معاك المره اللي فاتت.. مش كل مره هاطلع جدع!!
نظر إليه محمد وقد اشتعلت حدقتيه بنيران الغضب قائلا وهو يضغط على مفاصل يده حتى ابيضت: طلعت جدع فين هاا؟! ياشيخ أنا مستعر أقول عليها بنتك...
جلس حسن مره أخرى على المقعد قائلا ببرود:وأنت تنكر إنك منفذتش اللي أنا قلت عليه؟!
سحق محمد أسنانه قائلا بغضب: أنا وقفت في وش آيه اه.. بس علشان أحميها منك.. ومتحلمش إن الحكايه دي تتكرر تاني..
نهض حسن قائلا ببرود:تؤتؤتؤ.. لا هي هتتكرر تاني وتالت.. عارف إزاي..؟! أنا هأقولك إزاي.. أنت هتطلق الأموره..
عند هذا الحد قبض محمد على عنق حسن قائلا بغضب: أقسم بالله أقتلك دلوقتي.. ولا يرفلي جفن على واحد كلب ولا يسوى زيك..
ضغط محمد على عنقه أكثر قائلا بوعيد:والله العظيم لو ماطلعت من هنا دلوقتي حالا.. لأقتلك وأخلص الدنيا كلها من شرك..
ابتعد عنه حسن قائلا بغضب. وهو يتوجه ناحيه باب المكتب:هتشوف مين اللي هيدفع تمن اللي عملته دلوقتي ده..
ثم خرج من المكتب كالإعصار المدمر.. ليجلس محمد على المقعد..وقد وضع وجهه بين كفيه يفكر في تهديد حسن الذي يعلم جيدا أنه قادر على تنفيذه..
زفر محمد بإرهاق وهو يتجه ناحيه غرفته ليستريح قليلاً...
***********************
مر الليل على الجميع وقد أتى الصباح بنوره..
مع بزوغ الشمس دلف عاصم إلى المنزل الذي قضى طوال ليله خارج المنزل.. ليصعد على الدرج متوجهاً إلى غرفته..
دلف إلى غرفته وضغط بيده على زر الإضاءة.. ليجد والده جالس على الأريكه.. ليقول بسخريه:مالسه بدري ياعاصم بيه!!
دلف عاصم إلى الداخل وهو يغلق الباب خلفه.. ثم تقدم من والده قائلا باعتذار:أنا آسف يابابا بس كنت تعبان شويه ومقدرتش أجي على هنا على طول..
نظر إليه والده ثم نهض لكي يجعله يجلس بجانبه.. ثم قال باهتمام: مالك ياعاصم؟!إيه اللي تعبك يابني أوي كده؟!
ارتمى عاصم يبكي في أحضان والده.. ثم قال بألم: تعبان أوي يابابا..
ربت أيمن على ظهره قائلا بحنان:صلي على النبي يابني واهدى..
مسح عاصم دموعه ثم قال:عليه أفضل الصلاة والسلام...
ربت أيمن على كتف عاصم قائلا بمسانده: عارف ياعاصم في حاجات يابني كتير بتحصلنا بنحس معاها إن الدنيا خلاص هتقف... يعني مثلاً لما بيموت حد عزيز عليك بتحس ساعتها إن الدنيا خلاص وقفت وإن حياتك انتهت مع إنتهاء حياه الشخص ده..
نظر إليه عاصم قائلا بحزن:اللي بيموت إحنا بننساه عشان عينينا مش بتشوفه.. هو صحيح بيفضل عايش في قلوبنا بس برده بنبدأ ننساه لكن إللي عايش قدامنا وبيتنفس ده ممكن يتنسي؟!
ربت أيمن على شعر عاصم قائلا بحنان:عارف ياعاصم محدش هيساعدك في اللي أنت فيه غير قلبك ياحبيبي.. أنت بتحب ياعاصم صح؟!
أومأ عاصم برأسه.. ليكمل أيمن قائلا وهو يخرج من الغرفه:يبقى اسأل قلبك يابني.. ولو أنت شايف إن القرار اللي هياخده قلبك غلط وأنت اللي صح.. اسمع برده كلام قلبك...
ثم تركه وذهب.. ليتسطح عاصم على الأريكه خلفه.. ثوانٌ وغط في نوم عميق..
استيقظ بعد ذلك وجد أن الساعه قد تجاوزت العاشرة والنصف.. عنَّف نفسه فقد نسي تماماً أن اليوم هو موعد عوده عدي من السفر.. لينهض بتكاسل متجها ناحيه المرحاض ليغتسل ويبدأ يومه...
أنت تقرأ
طفلة أوقعتني في عشقها
Romanceعشقها.. وعشقته.. فرقتهما الأيام بل الأشهر لا السنوات.. وجمعتهما مره أخرى.. أتت صعوبات ومتاعب كثيره.. مؤامرات وخطط صعبت العوده إلى طريقهما.. ترى هل سيجتمع حبهما مره أخرى رغم كل الصعوبات؟! أم سيكون للقدر كلمه في حياتهما؟! بقلمي آيه محمد عبد الرحم...