الثالث والثلاثون

21.6K 644 69
                                    

لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير 💜💜

صُدم محمد مما قالت!! ألم يتعاهدا على الثقه؟! ألا تثق به إلى الآن؟! فهم الموضوع على أنه عدم ثقه.. نظر إليها وجدها تمسك يوسف من تلابيب قميصه قائله بغضب: مش حسن الشافعي بيدخلك المخدرات هنا؟! أنا بقى هخليه ميعرفش ليك طريق..
ثم خرجت من الغرفه.. ليتبعها محمد بهدوء وهو ينظر أمامه بشرود يفكر كيف سيتعامل معها؟!
دلفت إلى مكتبها.. لتجلس على مقعد مكتبها وهي تضع رأسها بين راحتي يديها.. دلف بعدها محمد.. ثم أغلق الباب خلفه بهدوء.. وقف بجانبها ثم وضع يده على كتفها.. وكأنه أعطى دموعها الإذن لتنهمر.. نسي كل شيء.. كل ماكان يدور في خاطره.. نزل إلى مستواها وأحاطها بذراعيه.. ليقول وهو يربت على ظهرها بحنان: هشش.. اهدي ياآيه..
بكت أكثر.. ثم قالت بصوت مختنق: محمد.. أنا مبقتش عارفه إيه الصح وإيه الغلط؟! هل أنا مساعدتي ليوسف غلط؟! وهيعمل زي ماأبوه بيعمل فينا؟! ولا هو فعلاً يستحق المساعده وانه يتنجد من اللي بيعمله فيه أبوه؟! ثم نظرت إلى عينيه قائله بحزن:تخيل يامحمد إن هو بيدخل لابنه هنا في المصحه المخدرات..
نظر إليها ثم قال بهدوء: طب وأنتِ ياآيه جبتي يوسف هنا المصحه إزاي؟!
نظرت إليه قائله باعتذار باكي: آسفه يامحمد إني معرفتكش بموضوع يوسف ده بس والله أنا كنت عايزه أحل موضوعه لوحدي يامحمد مش عايزه أكون ضعيفه وأنت اللي تساعدني..
أمسك وجهها بين يديه قائلا بحنان: مين قالك إنك لما تقوليلي وأنا هاساعدك أنتِ هتكوني ضعيفه؟! أنا هاكون سندك ياعبيطه وأبقى واقف في طهرك مش حكايه خالص إنك هتكوني ضعيفه ومحتاجه مساعدتي عشان تعرفي تحلي مشاكلك.. يعني لو حد جيه جنبك أنا متأكد بنسبه ١٠٠% إنك هتقدري تقفي قصاده ياقطتي.. بس أنا مش هاقدر أقف واتفرج على حد وهو موقعك في مشكله.. أنا كده مش بلغي شخصيتك أو أنتِ شخصيتك ضعيفه زي مابتقولي ياآيه..
ردت عليه قائله ومازالت دموعها تنهمر: مكنش قصدي والله العظيم يامحمد إني أخبي عليك.. متزعلش مني عشان خاطري عندك يامحمد..
ابتسم إليها قائلا: عمري ماأقدر أزعل منك ياقطتي..  ثم قال وهو ينهض من أمامها جالساً على المقعد الذي أمام مكتبها: قوليلي بقى عرفتي إزاي إن يوسف بيتعاطى مخدرات؟!
نهضت هي الأخرى من على كرسيها.. لتجلس على القعد الذي أمامه قائله بهدوء: هاقولك يامحمد.. ثم رفعت إليه عينيها قائلا بابتسامه مهتزه: بس من غير تهزيق...
كتم محمد ضحكته بصعوبه.. ليقول بثبات: ماشي احكي ياآيه..
نظرت أمامها بشرود.. ثم بدأت في سرد ذلك اليوم الذي قابلت فيه يوسف لأول مره..
زفرت بضيق فاليوم لن يأتيها فايز؛ فللأسف هو مريض.. وحدثت في الصباح مشاجره بينها وبين محمد؛ فالبطبع لن تخبره أنها في حاجه إليه أن يقلها إلى عملها.. لتركب سياره أجره..
أملت السائق العنوان؛ ليقلها إلى المصحه.. توقفت أمام سياره الأجره دراجه ناريه.. لينزل منها شاب ملثم.. لاتنكر أنها ارتعبت كحال السائق.. ليفتح ذلك الملثم الباب ويسحبها من يدها.. قاومته قائله وهي تستنجد بسائق السياره: إيه أنت مش هتوقفه ولا إيه؟!
نظر إليه ذلك الملثم نظره تحذير.. ليقول السائق بخوف: وأنا مالي..
نظرت إليه ثم قالت باستحقار:شكل الرجاله ماتت أيام الحرب..
ليسحبها ذلك الملثم قائلا بغضب وهو يشهر مسدسه في رأسها: طلعي اللي معاكِ..
عقدت ذراعيها أمام صدرها قائله بنفاذ صبر: بص بقى جو الأفلام ده أنا بكرهه تمام.. فياريت بقى تخلص وتجيب من الآخر..
ثم أنزلت فوهه المسدس من على رأسها قائله بسخريه: بلاش تلعب بالحاجات الخطر دي يابابا لأحسن تتعور..
نظر إليها هو الآخر قائلا بسخريه: متهيألي إني قلت من شويه طلعي اللي معاكِ يعني أنا جبتلك من الآخر فياريت بقى تخلصيني وتخلصي نفسك..
ابتسمت إليه قائله باستفزاز: على أساس إن البيه وراه اجتماع مع رئيس الوزراء ومش فاضي ولا إيه؟! بص يابابا أنا بقى مش هاطلع حاجه عشان أنت واحد كبير زيك ومش بتشتغل وبتيجي تبلطج على الناس..
أخذ يتلاعب بالمسدس بين يديه قائلا: يعني أنتِ مش خايفه على حياتك؟!
نظرت إليه قائله ببرود: أنا مبخفش عارف ليه؟! عشان أنا مبعملش حاجه غلط أنا بدافع عن حقي اللي أنت عايز تاخده مني.. وبعدين حتى لو أنت قدرت تاخذ مني فلوس ممكن أعرف هتعمل إيه بيهم؟! أنا هاقولك أكيد واحد شاب في سنك ياإما بيشرب مخدرات ياإما بيعرف بنات وفي كلا الحالتين أنت بتضيع نفسك...
يعرف إنها محقه ولكن ماذا يفعل؟! فإن لم يأخذ جرعه المخدر سيصاب بتشنجات كما حدث له الأسبوع الماضي.. لتستغل فرصه شروده وترفع القناع عن وجهه.. لم يتأثر كثيراً فهو يعرف أنها لاتعلم وجهه.. ليضحك بسخريه على قدره.. عاش مع أب وأم لايعلمان عنه شيء.. علماه الاستهتار واللهو وألا يأخذ الحياه محمل الجد.. نشأ على كراهيه أخته الكبيره التي تنصحه الآن.. قطبت جبينها فهو لم يثُر أو يغضب كما توقعت.. لينظر إليها قائلا بسخريه لاذعه: فرقت معاكِ يعني لما شوفتي وشي..
عقدت مابين حاجبيها قائله:هو أنت تعرفني؟!
ثم لاحظت شحوب وجهه والهالات السوداء أسفل عينيه لتقول:زي ماتوقعت بتتعاطى مخدرات..
ليرفع هو حاجبه باستنكار قائلا: برده مش عايزه تعرفي أنا مين؟!
ردت عليه قائله وهي تنظر في ساعه يدها: ياريت تخلصني عشان أنا..
قاطعها هو قائلا: يوسف الشافعي!!
رفعت إليه عينيها بصدمه... ثم ابتلعت ريقها قائله بعدم تصديق: أنت بتقول مين؟!
ضحك هو عليها قائلا: إيه يادكتوره مسمعتيش ولا إيه؟! يوسف الشافعي أخوكِ يادكتوره..
ثواني وكانت تستوعب الأمر... لتصفعه على وجهه قائله: بقى بتتعاطى مخدرات طبعاً ماأنا لازم أتوقع إيه من ابن حسن الشافعي؟! لازم يطلع زيه.. وطبعاً جاي تاخذ مني فلوس بس اللي أنت متعرفوش بقى إني مش هديك فلوس وهاسيبك تخبط رأسك في الحيطه.. لتكمل قائله ببرود: وأنت تخطبها أنت ليه؟! أنا اللي هاخبطهالك؟!
لاحظت تلك العصاه الملقاه بجانب الطريق.. لتأخذها بخفه.. أما هو كان لا يستوعب شيء بدايه من صفعها له وحديثها السريع.. لتباغته بتلك الضربه على رأسه.. سقط هو على الأرض صريعها فاقدًا للوعي..
لتخرج هاتفها وتهاتف خالد قائله:أيوه يادكتور خالد..
رد عليها خالد قائلا: إيه اللي أخرك يادكتوره؟!
قاطعته قائله بسرعه: بعد إذنك يادكتور ابعتلي عربيه من المصحه على المكان اللي هابعتهولك ده..
قطب جبينه قائلا: ليه؟!
ردت قائله بنفاذ صبر: خلص يادكتور وابعتها.. يلا سلام..
لترسل إليه موقع المكان المتواجده فيه.. لتنظر إلى يوسف الملقى على الأرض قائله بوعيد: إما ربيتك يايوسف...

طفلة أوقعتني في عشقهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن