٨

8.5K 167 26
                                    

دخلت الجناح براحه ...خلعت العبايه بضيق ...ضاق خلقها طول اليوم لابسيتها !
توجهت لغرفةالنوم ..اول ما حطت رجلها باب الغرفه تصنمت ..لما شافته جالس على السرير وكأنه ينتظرها.....رجعت خطوة للخلف ...وامنيتها تكون مثل الملح لمايذوب بالماء ...
رفعت راسها لما كلمها بنبرة ماارتاحت لها : الحمد لله على السلامة كل هذا تنظيف!
زوجتي سنعه ما شاء الله !
ما تدري ليه التمست بكلامه نبرة سخرية ...
تابع كلامه بنفس النبرة ..وملامحها متجمده : عسى ما تعبتي كل هالوقت بتنظيف المطبخ !
إلتفتت للخلف لما سمعت باب الجناح يدق ...تكلمت بهمس :ثواني !
توجهت الباب وتمنت انها ما فتحت الباب من الهجوم إلي واجهها : انت على مين تضحكين ؟
حاسبه نفسك كذا نظفت المطبخ !!
عقدت حواجبها كل هذا الهجوم لانها ما نظفت المطبخ بالشكل المطلوب !
وش هذي العائله ..سرعان ما لمعت بعقلها فكره حتى تهرب من جواد ..وبملامح هاديه ...زينت ثغرها بابتسامه لفتت انتباه ام جواد من جمال هالابتسامه ..تحس اعطت الجازي جاذبيه ما شافتها من قبل ..
مسكت يد خالتها بنعومه وتقدمت خطوه للخارج بفرحه ناسيه انها ما هي متحجبه : من عيوني يا خالتي الحين ارجع انظفه قدام عيونك الحلوه ...ربي ما يحرمني منهم !
رفعت ام جواد حاجب على كلام الجازي ..وبعدها إلتفتت على جواد إلي سحب الجازي من شعرها وجذبها لنحوه بحده : وين وين ؟!
طالعه بدون حجاب !
حطت يدها على راسها بتذكر : نسيت
التفتت لخالتها وهي تحاول تفلت من قبضة جواد : ثواني ألبس واجيك !
بهتت ملامحها لما كلم امه : شوفي رنيم ترجع تنظفه ...دام يدها مكسوره ما رح تنظف مثل ما تبغين !
واشر للداخل تفضلي يمه !
الجازي ما تبغى تنفرد فيه تمسكت بام جواد بموده وبلهجه سريعه تكلمت: تفضلي يا خالتي ..فنجان قهوه ما يصير لازم نضيفك .. ما رح تتأخرين !
سحبت يدها ام جواد بقرف وبنبره متوعده : وقسم بالله لما تفكين الجبيره ما رح اسكت على قذارتك !
تفهمين !
ارتخت يد الجازي ..بلعت غصتها من اسلوبها الجاف والمستحقر لها ..والسبب ما تعرفه ...اخذت نفس ..تكلمت بروح مرحه عكس المشاعر إلي داخلها تمزقت من معاملتهم : من عيوني يا احلى خالة بالدنيا ..رح تلقين المطبخ يلمع لمع ..لكن الحين صعبه بسبب يدي !
ناظرتها بتقييم قبل ماتغادر « لابسه بنطال جينز ...وبلوزه خيط لونها احمر ماسكه على جسمها النحيل.....اماشعرها لوحده حكايه ثانيه ... تكلمت بنظره قرف وهي تناظر الجازي : ربي يعينك يا ولدي على ما بلاك !
لفت وجهها وغادرت المكان!
غمضت عيونها لثواني ...بداخلها تصرخ لمتى رح تتحمل هالحرمه ؟!
ليه ما تفوت فرصه للتجريح فيها !
تعاملها وكأنها جماد بدون احساس ...يا بغضها لذي النظره إلي يناظرونها فيها ....كأنها حشره قذره تثير الاشمئزاز !
قطعت افكارها لما زادت سرعه دقات قلبها لما سحبها للداخل وقفل باب الجناح ...غمضت ثواني و هي تردد بداخلها «جاءك الموت يا تارك الصلاه »
تكلم وهو متوجه للكنب بنبره دبت الرعب بقلبها : تعالي هنا !
بلعت ريقها وبخطوه بطيئه تقدمت ...وبنبره مرتعبه تكلمت لما حست بقرب اجلها : ممكن طلب ما رح اطلب غيره !
استغرب ملامحها المرتعبه وحب يسايرها : اطلبي اشوف !
ردت والدموع معلقه برموشها : ابغى اكتب وصيتي قبل كل شيء !
عقد حواجبه باستنكار لهذا الطلب ..تتمسخر عليه : وصية !
هزت راسها : ايه وصيه ..بالله تسلمها لابوي بعد دفني !
ضحك على سماجتها ما يدري هي تتصرف ببراءه ..والا خطة خبيثه منها حتى تخلص نفسها من العقاب ...رد وهو يناظرها : والله هذي البشاره ما قلتي متى الدفن ان شاء الله ؟!!
طنشت كلامه ما هي بحاجه لتجريح اكثر إلي فيها مكفيها ....
توجهت لشنطتها القريبه ...اخذت ورقه وقلم ..جلست على الارض وبدات تكتب وصيتها ....وبداخلها شعور قوي انها هذي اخر لحظات حياتها ...
وبخط كخط الاطفال كتبت :
بسم الله وبعد
الى الاب الفاضل المحترم وليد .....اكتب لك آخر حروفي بهذه الدنيا ...لانسج لك مشاعر صادقه من المحبه والاحترام ...ابي الفاضل كنت دائما نقطه فخر بحياتي ...يا من ربيتني واحسنت تربيتي «اضع خطا احمر تحت هذه الجمله » كم تمنيت ان اعيش عمرا اطول حتى ترى ثمار تربيتك فابنتك الصغيره قد قاربت على بلوغ الثامنة عشر....العمر الذي عاهدت نفسي بأن يكون نقطه لتحولي من سن الطفوله الى سن النضج لكن للاسف تبقى الامنيات بهذه الدنيا سراااب ...هأنا بأخر لحظاتي من الدنيا ولم ابلغ ذلك العمر حتى تراني فتاه ناضجه .... في هذا الوقت تعجز الحروف عن وصف مشاعري تجاهك ... اختصر كل ما في قلبي لاخبرك «ابي أحبك »
اتمنى ان تخفف عن امي صدمة غيابي عن هذه الحياه ...امي الحنونه لطالما احببتها بالرغم من شدتها في بعض الاحيان ....انتما ثنائي جميل لجمال ارواحكم ..وبالختام اوصل احر مشاعر المحبه والشوق لامي الغاليه ....لكن قبل الختام ارغب بإخبارك بأن ابنتك فارقت الحياه بفعل الوحش الذي زوجته لها ...اخبرتك من قبل الطلاق هو الحل الامثل حتى لا يصل الامر الى جريمه قتل ... لينتهي الزواج بموت فتاه كزهره صغيره فتحت اوراقها قبل أوانها للتتفاجئ بمن يقطعها ويرميها ارضا ..يدوس عليها بقدمه حتى يفقدها جمالها ...وتندثر وتختفي من هذا العالم ..
انا تلك الزهرة يا ابي ...اعرفك يا ابي لمكانتك بالمجتمع ستتنازل عن دمي من اجل جاهات ... وتغض النظر عن دموع امي واخواتي ...لكن لتعلم اني لن اسامح بدمي المهدور ...وليأخذ هذا المتوحش جزاءه !
اتمنى يا ابي ان لا ترمي بكلامي عرض الحائط ...وفي الختام اقول حفظك الله .

احكي غياباً مزق الوجدان~للكاتبة ضاقت انفاسيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن