(23)

2.4K 132 21
                                    

بقلم نهال عبدالواحد

انصرفت حبيبة مسرعة محاولة تنظيم حركة تنفسها ربما تهدأ تلك الطبول التي تدق بقلبها وصارت لا تقوى عليها من شدتها.

هكذا قلبها يأخذها لمنعطفاتٍ بعيدة لا تحسب لها حسبان، هاهي في حالة عشقٍ تشلّ كل قواها، صارت تخشى من نفسها أن قد تحولت إلى عاشقة ضعيفة تتبع أوامر قلبها ولا تقوى على مخالفته... تُرى لأين ستذهب بقلبها أيها العشق؟

ذهبت حبيبة إلى الفندق مع باقي أعضاء المنتخب في مختلف الألعاب الفردية المشاركة لحضور ذلك المؤتمر الصفحي، و لم يكن الكثير يفهم الأسبانية فالغالبية تتحدث بالإنجليزية.

أما رياض فلم يستطع تحديد شعوره تلك اللحظة، فلا زال تأثيرها يسيطر عليه، صار الآن يشعر بكل شيء ويفهم معناه، يشعر بذلك الخفقان الشديد بمجرد رؤيتها، الحديث معها، تلك القشعريرة اللطيفة بمجرد مصافحتها أو الاقتراب منها، تلك السعادة الغامرة التي تنتابه في وجودهما معًا، وحتى شعور الغيرة الذي جربه لأول مرة اليوم عندما ضحكت ونظر إليها آخرون.

صار يشعر بكل تلك المشاعر ويفهم معناها جيدًا وبصدق، لا يحيد ويزيّف حقيقة شعوره من جديد.

لكن أكثر ما ضايقه الآن أنه لم يتمكن من قضاء ذلك اليوم المميز معها، ذكرى العام الأول للقائهما، وقد
نوى الاعتراف بمكنون مشاعره اليوم، فإن كان هذا اليوم ذكرى الاحتفال بيوم العزوبية فقد صار ذكرى ميلاد قصة حب أروع ما يكون.

انتهى المؤتمر واليوم وجاء اليوم التالي، استعد الجميع ورحلوا جميعًا في طريقهم عائدين إلى أرض الوطن.

عادت حبيبة معانقة هاجر عناقًا شديدًا، وها هي تراها بوجهٍ آخر غير الذي تركتها عليه قبل سفرها، وأيضًا عانقت بشدة هذه الأم الجميلة نادية أم رياض ورباب أخت رياض؛ وقد صرن أخوات وكأن بينهن رابط الدم.

ذهبتا حبيبة وهاجر إلى شقتهما كان ذلك قبيل وصول رياض الذي لم يقابل حبيبة منذ أن ذهب إليها في (طرّاكونة).

بالطبع لم يخفى هذا الخبر عن أمه، فسرعان ما علمت من إيهاب عندما عاد دون رياض وقد أخبرهم بتفاصيل كل شيء، والأهم وجه رياض الذي قد صار مختلفًا وأخيرًا... لقد أحب رياض ودقَّ قلبه، لقد سقط في بحر العشق اللانهائي!

بالطبع مكثت الفتاتين تحكيان عن كل ما حدث لكل واحدة منهما طوال الفترة السابقة، وكيف عانت كل منهما في افتقادها لأختها؟ وماذا استطاعت حبيبة شراءه لهاجر، وكانت هاجر شديدة السعادة بعودة ابنة خالتها وأختها وصاحبة عمرها.

بعد أيامٍ قلائل تمت استضافة أبطال البطولة في مختلف الألعاب الفردية المشاركة وتقسيمهم على عدة برامج و عدة حلقات من تلك البرامج الحوارية المشهورة.

وجاء يوم استضافة حبيبة وبعض زملاءها، لكنهم لم يدخلوا معًا بل كانوا يدخلون للقاءٍ بعد كل فاصل متتاليِين.

(هل الضربة قاضية؟!)    By : Noonazad حيث تعيش القصص. اكتشف الآن