(44)

2.1K 122 15
                                    

بقلم نهال عبد الواحد

هبط نبيل وهاجر من درج الطائرة مشبّكًا يده بيدها وسار بانسجامٍ جوارها، فاقترب الصحفيون والتقطوا عدد من الصور، فسار بزوجته بعد أن صرّح بخبر زواجه وسيرسل إلى تلك المجلات الصور الخاصة بزفافهما.

ركب نبيل وهاجر سيارته الرباعية التي كانت تنتظره خارج المطار وتبعتها أخرى من الحرس، كانت هاجر طوال الطريق في حالة قلق شديد من هذه الخطوة، بينما نبيل كان شاردًا تمامًا مفكّرًا كيف سيواجه تلك المرأة بخطيئتها وبأعصابٍ باردة!

لكن! من أين يأتي بالأعصاب الباردة؟! فداخله غليان كبير، حاول التخلص من حالته هذه لأنها ستجعله يفتك بها بمجرد رؤيتها وربما قتلها، أو ربما سيصاب بمكروهٍ فورًا؛ فشدة الغليان في رأسه بدأت تسحب الصداع إليه.

قرر أن يلهي نفسه بحديثه مع زوجته وبعض المزحات الخفيفة التي ربما تهدئ من روعه، لكنه قد تفاجأ بها في قلقٍ جم!

ربتّ على يدها فانتبهت إليه فجأة مع فزة بسيطة منها، فتساءل في لهفة: مالك!

فأجابت: مفيش.

_ تصدقي واضح إنه مفيش!

_ إنت اتسرعت بتصريحاتك دي، حاسة إنها هتولع نار.

_ وبعدين! نفضل مستخبيين يعني!

_ مش عارفة.

_ يبقى تتفضلي تثقي فيّ، وتثقي ف نفسك.

نظر أمامه وهو يبتلع ريقه ببطء فدلّك رقبته قليلًا كأنه يشعر ببعض الاختناق، ثم بدأ يفك زر القميص العلوي، فانتبهت إليه هاجر ففزعت من هييئته وصاحت بلهفة شديدة: مالك بس! فيك إيه!

ثم تابعت: تحب تقلع الجاكيت يمكن خانقك!

فأومأ برأسه وبدأ يخلع كنزته بالفعل وقد أسرعت تعاونه بلهفة مربتّة عليه بلطف ماسحة على وجهه بلين.

ثم أخذت الكنزة منه وأحتضنتها بإحدى يديها وبالأخرى تتلمس وجهه متسائلة: بآيت أحسن! حاسس بإيه يا حبيبي؟!

فضحك بألم وقال: إنتِ متأكدة إنك مش عايزة حد يعرف؟!

فوجمت... فأكمل: هه إيه! ده مكتوب على وشك حبيبتي وبتموتي فيّ وملهوفة عليّ لهفة ما حصلتش.

_ بلاش أتخض عليك يعني!

_ لا اتخضي براحتك، بس ما تقوليش ما نعلنش دلوقتي، ده مكتوب على وشنا حبّيبة!

فضحك السائق، فابتسم نبيل موجهًا كلامه له: ولا إيه يا عم أحمد! شكلنا إيه؟

فقال الرجل بسعادة: ألف مبروك يا نبيل باشا، ربما يتمم بخير وينعم عليكم بالخلف الصالح يا قادر يا كريم! ست هاجر ست الستات ويا زين ما اخترت.

فغمز لها وقال: قولتش حاجة أهو!

فأعادت ظهرها للخلف وهي تضم كنزته الرمادية إلى صدرها وناظرة أمامها مستنشقة عطره الرجولي فيها بشرود فابتسم من حالتها.

(هل الضربة قاضية؟!)    By : Noonazad حيث تعيش القصص. اكتشف الآن