(51)

2.1K 114 9
                                    


بقلم نهال عبد الواحد

وفي اليوم التالي كان نبيل قد أعد كل شيء بمساعدة سيف الذي اتفق مع طبيب المستشفى التي بها حبيبة على كل ما يريد تنفيذه وقد نفّذه الطبيب بالحرف.

ثم نقل شاهندة وهاجر مخدّرتين في سيارتي إسعاف ودخلتا المشفى على مرئى ومسمع من الجميع والكل يفسّر الأمر على هواه، ثم وضع الجميع في جناحٍ كبير تحت إشراف خاص من ذلك الطبيب وطاقم مساعديه، على أن يكون الأمر سرًا فلا يمكن لأحد الدخول، الخروج أو الحديث عن أي شيء يخص حقيقة المريضات إلا فقط المتفق عليه.

وفي نفس الوقت اتفق نبيل مع عمته الذهاب إلى القصر لإحضار بعض اللوازم وقد حرصا أن يظهر عليهما الانهيار وشدة الوجع من تتابع المصائب العاصفة.

وفي مكانٍ آخر اجتمع شياطين الإنس عادل، صافي وفادي، وكان عادل وفادي يستعرضان كل الصور والأخبار التي ملأت مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص عائلة القاضي التي بالكامل صارت طريحة المشفى، ولم يبقى سوى نبيل وعمته المنحنيين من شدة الانهيار، بدوا كأنما كبرا مئة عام من شدة الهم.

كانوا يشاهدون ويقهقهون فقال عادل بنبرة متشفية: ضربة معلم على حق! واهي كل العصافير راحت وف يوم واحد!

فتدخلت صافي: دول البنات بس!

فأجابها عادل بنفس سعادته الغامرة: لا كده تمام التمام، عمك واهو طب واقع وإن شاء الله يودع أوام أوام، وسي نبيل بيخبط ومش شايف أدامه، ده المعتوه رافع قضية على شركة العربيات قال إيه العربية كانت ع الزيرو يبقى العربية ما فيهاش مواصفات الأمان! شُفت تخلف أكتر من كده! ده مخه فوّت خلاص!

فتابع فادي: وأنا عايزه يفضل مفوّت بس ف حتة تانية.

فأكملت صافي بشك: مش قادرة أصدق إن نبيل القاضي ينهار للدرجة دي!

فتابع عادل: لا صدقي يا قلبي! هي فعلًا حاجة ما تتصدقش! لكن أهو حققنا المستحيل وأخيرًا هنخلص منهم ونحط إيدينا على كل حاجة.

فقال فادي بجدية: أنا نفذت اللي انتو عايزينه اللي أساسًا ما يفرقش معايا، جه باقي وقت الاتفاق، أنا عايز المناقصة ترسى عليّ بأي طريقة، شوف هتعمل إيه!

فقال عادل باستخفاف: لا! دي لعبتي! في كام واحدة مظبطهم من قلب الشركة هيجيبولي صورة من ورق المناقصة قبل ما يتقدم ، واهو سي نبيل ياخد صدمة تانية ونخلص منه خالص.

فتابعت صافي بقلق: برضو مش قادرة أصدق، إنتو ما تعرفوش نبيل لا يمكن يسلّم بالشكل ده!

فنهض فادي واقفًا متأففًا وقال: صدّقي على مهلك! اللي يهمني إن المناقصة ترسى عليّ!

فنهضت صافي واقفة هي الأخرى واقتربت منه خطوة قائلة: إنت وقفت ليه؟ ما تخليك شوية كنت عايزاك ف حاجة مهمة.

(هل الضربة قاضية؟!)    By : Noonazad حيث تعيش القصص. اكتشف الآن