(34)

2.3K 129 9
                                    

بقلم نهال عبدالواحد

بالفعل اقتنعت حبيبة وهاجر، أعطاهما نبيل مهلة يوم لجمع متعلقاتهما، وقد جمعتهما بالفعل وهاهي الليلة الأخيرة.

لكن هاجر لم تعد لطبيعتها، بل جلست وحدها تزاحمها الأفكار محدثة نفسها...

لا أدري ماذا حدث لي؟! لماذا لم أُصر على رأيي في عدم الذهاب معهم؟! يا إلهي! ما هذا الضعف الذي ألمَّ بي؟!  كنتُ أقوى وأكثر تحكُّمًا وتحمُّلًا، لم أتخيل يومًا أن أسقط في بحار العشق العميقة هكذا!

أجل! صرتُ معترفة بأني أحبّ، بل أني قد سُحرت بهذا النبيل، بِتُّ لا أُنكر تأثيره عليّ، ولا أدري إلى متى؟!
و تُرى ما آخر هذا؟ لماذا أشعر بألمٍ قريب؟ أم هي مجرد مخاوف و تهيؤات؟

حاولت هاجر التصالح مع النوم لكنه أبَى المصالحة وأصرّ على البعد و الهجران.

ومن ناحية أخرى كانت حبيبة تعاني من فوضى مشاعرها المختلفة وأفكارها المتبعثرة محاولة توقع أي شيء فتحدّث نفسها هي الأخرى...

لا أستطيع وصف مقدار إحساسي ولا ماهيته نحو المستقبل ونحو قرار العودة إلى العائلة، تُرى هل فعلًا لن أقابل أبي؟!

ماذا؟! هل قُلتِ أبي؟

لا لا بل أقصد ذلك الرجل! حقيقةً أنا لم أجرّب الكذب من نبيل أو شاهندة  ومؤكد سيفيان بوعدهما لي.

هل ستصمدين أمام ذلك الشعور الذي بدأ ينبت في قلبك؟! إن ذلك الرجل صار يخطر ببالي طوال الوقت!
هل أسامحه وأقبل التعامل معه؟!
لا أدري ماذا أفعل؟! فحتى الآن أنا مشوشة!

لكن! لقد نسيتِ أمرًا في غاية الأهمية، رياض!
كيف سأراه فيما بعد؟ كيف سأتحمّل بعاده عني؟!
أجل فأنا سأشتاق إليه وسيكتوي قلبي بلوعة حبه وشوقي إليه، أخبرني متى ألقاك!

ثم نهضت فجأة أمسكت بهاتفها واتصلت بأخيها.

فجاءها صوته ناعسًا: أيوة يا حبيبة، إنتِ كويسة!

فأجابت بخجل: أنا آسفة، شكلي صحيتك.

- ولا يهمك يا حبيبتي، هه جهزتِ كل حاجة!

- آه، كله تمام.

- تحبي أجيلكم بكرة إمتى؟

- زي ما تحب.

- حبيبة لو مش مستعدة أو حاسة إننا بنضغط عليكِ قولي و نأجلها بعدين.

- لا لا أبدًا، مفيش ضغط خالص.

فقال بتثاؤب: طب يا بيبو مش عايزة حاجة!

- شكرًا يا نبيل...

وقبل أن يغلق الخط نادته مجددًا: نبيل!

فابتسم قائلًا: والله عارف إنك عايزة حاجة! قولي على طول ما تتكسفيش، محتاجة فلوس ولا حاجة!

(هل الضربة قاضية؟!)    By : Noonazad حيث تعيش القصص. اكتشف الآن