(39)

2.1K 120 16
                                    

بقلم نهال عبدالواحد

سار نبيل وخلفه حبيبة حتى وصلا إلى مكان تواجد رياض وصافي وما أن لمحه رياض حتى ابتهلت ملامحه وأشرقت كأنما غريق قد وجد من سينقذه في بحرٍ عميق.

أرخت صافي يدها قليلًا فسحبها بسرعة، وأخيرًا قد جاء الفرج، اقترب نبيل وصافحه مرحّبًا وهو باشًّا: أهلًا يا رياض نورتنا واتشرفنا بحضورك إنت وأهلك.

فأجابه مبتسمًا: أنا اللي ازدت شرف يا نبيل باشا، كل سنة وحضراتكم طيبين.

قال الأخيرة موجهًا حديثه إلى حبيبة فابتسمت له هي الأخرى، فقطع نبيل هذه الابتسامات والنظرات المتبادلة قائلًا: رياض، تسمح تتفضل معايا شوية.

فتفاجأ قائلًا: هه! آه طبعًا، خير إن شاء الله.

فابتسم له نبيل وكاد أن يقهقه ضاحكًا من هيئة رياض المفزوعة وقال: إنت مالك خُفت كده ليه؟ عايزك ف حاجة، إتفضل.

فأجابه: آه طبعًا، عل إذنكم.

قالها موجهًا حديثه إلى حبيبة وسار وخلفه نبيل الذي تباطأ قليلًا وأمسك بساعد صافي بقوة ومال نحوها بطريقة ما حتى لا يلحظه أحد وهمس إليها وهو جازًّا على أسنانه: حسابك معايا بعدين.

فنزعت يدها بقوة قائلة بغضب: إنت إتجننت! ولا نسيت نفسك!

فضيق عينيه وقال: هبقى أوريكِ الجنان شكله إيه!

تركها وانصرف يلحق رياض بينما هي وقفت تزفر شرزًا تدلك مكان مسكة يده وتتوعد له: حسابك قرّب يا نبيل، والحساب يجمع...

ثم لمحت حبيبة تحمل فستانها وتهمّ لتنصرف هي الأخرى فقد قلقت من اجتماع نبيل برياض وتتساءل بداخلها تُرى ما هذا اللقاء الذي لا يريد أن يكتمل! ولا حتى سلام مكتمل!

لكن قطعها صوت صافي تنادي عليها: حبيبة.

فرفعت حاجبيها بدهشة والتفتت نحوها قائلة بدهشةٍ وتعجب شديدين: بتناديني أنا!

فابتسمت بسخرية وقالت: هو في حبيبة هنا غيرك!

فقالت بنفس سخريتها: ويا ترى عايزاني ليه؟!

فتساءلت: ما قُلتيش إن عندك أصدقاء ظراف كده!

فضيقت عينها قائلة بتهكم: ليه؟! هو أنا قُلتلك على حاجة قبل كده! وبعدين بتسألي ليه؟! ويهمك ف إيه يا مرات أخويا؟!

استاءت صافي من طريقة حبيبة وتلميحاتها وقالت: ياريت تبطلي أسلوب الحواري ده وتحاولي ترتقي وتتأقلمي بأسلوب العائلات الراقية.

فقوست حبيبة شفتيها بعدم رضا قائلة: وهي فين تصرفات العائلات الراقية دي! أنا ما شوفتش غير لا مؤاخذة تصرفات... ولا بلاش!

فجحظت صافي بعينيها وقالت: إيه! إنتِ إتجننتِ! بصي بأه يا حلوة، إعرفي كويس إن كل وقت وله أدانه، يعني ما دمت ما اتحسبتِ علينا فرد من عيلة القاضي باشا يبقى تنسي تربية الحواري اللي إتربتيها.

(هل الضربة قاضية؟!)    By : Noonazad حيث تعيش القصص. اكتشف الآن