بقلم نهال عبد الواحد
استمر الانتظار المرّ، لساعاتٍ وساعات وكل ساعة لا تمرّ! بل إنك لتجزم أن العقارب لا تسير! ما أسوأ انتظار المجهول! خاصةً لو كان ممزوجًا بالآهات، الآلام والدموع، تتمنّى الوقت يمر ولا تتمناه في نفس الوقت! تأمل الراحة والسعادة، لكن ربما يزداد بكاه!
لا يعلم أحد ماذا يدور بالداخل! ولا إلى متى سيظلون في انتظار؟! فلم يخرج أحد من الداخل يطمئنهم ويطفئ نارهم.
وفجأة بعد ساعاتٍ طويلة، سُمع صوت صراخٍ شديد يأتي من داخل الغرفة، هو على الأغلب صوت حبيبة! انتفض الجميع واتجهوا نحو غرفة العمليات كادت أرجلهم لا تحملهم، وبعد فترة أخرى أخيرًا خرج الطبيب، فالتف حوله رياض، نبيل والأب رأفت وعن مقربةٍ وقف سيف.
فأسرع نبيل متسائلًا بهلع: أنا أخو حبيبة القاضي، هو جرالها إيه؟ وإيه الوقت ده كله؟! وليه دخلت عمليات من أساسه؟!
فأكمل رياض: إحنا واقفين من ساعات طويلة لما مُتنا م القلق! هي اللي كانت بتصرخ دي، صح!
فأشار إليهم الطبيب بالهدوء ثم أجاب: في الحقيقة الحالة اللي جاية عليها بنتكم ما تطمنش، حالة اعتداء بالضرب، بالنسبة لخبطة الدماغ سطحية ومفيش منها مشكلة، لكن إيديها وبالتحديد الكفين، ده ضرب وحشي عنيف لأقصى درجة، عضم الكف والصوابع متكسّر، إحنا زرعنا عدد من الشرايح والمسامير بصراحة بطلت أعد، لكن هبقى أسجل العدد بالظبط من الأشعة المقطعية اللي هتتعمل دوريًّا عشان نعرف مدى التئام العضم.
فتدخل سيف قائلًا: هنحتاح تقرير تفصيلي بحالة المريضة.
فأومأ الطبيب قائلًا: هكتبه لحضرتك فورًا، بس أنا لسه ما خلصتش كلامي.
فتابع رأفت متسائلًا بحزنٍ شديد: هو لسه في حاجة تاني؟!
فأجاب الطبيب: لازم حضراتكم تعرفوا بدايةً هي هتحتاج لعمليات تانية وف الآخر عملية تجميل لأن الكف والصوابع كلها خياطات.
فأجاب رأفت: مفيش مشكلة من جنيه لمليون زي ما تحتاج هصرف حتى لو بعت كل حاجة أملكها!
فأكد نبيل: أيوة طبعًا، حضرتك عليك تحدد المكان الأنسب للعمليات دي وإحنا نوديها ومش مهم الفلوس ولا أي تكاليف المهم تقوم بالسلامة.
فأكمل الطبيب: أنا سيبتها تفوق عشان أتأكد إن الأعصاب سليمة وما اتأثرتش سواء بالاعتداء أو حتى أثناء إجراء العملية؛ لأن وارد إن الأعصاب تتقطع أو تتضرر ومعنى إنها اتألمت يبقى الحمد لله الأعصاب تمام، لكن نيمتها تاني لأن وجع عمليات العضم فوق أي احتمال، وأنا مش عايز أي وجع وضغط نفسي زيادة أكتر من اللي هتكون فيه الأيام الجاية؛ أنا عرفت إنها لاعبة ملاكمة للأسف، طبعًا هيتحط جنبها سابقًا...
فوجم الجميع بأسى! فأكمل الطبيب: عشان نبقى متفقين إن أي كسر أو حتى شرخ بيأثر على كفاءة العضو في الاستخدام العادي، لكن بالنسبة للعبة زي الملاكمة فبتحتاج لقوة إيد أكتر من العادي.
أنت تقرأ
(هل الضربة قاضية؟!) By : Noonazad
Romanceكان لكلٍ منهما رأيه الخاص، فكرته وفلسفته التي يعتنقها ومتشبثًا بها دون تغيير. لكن، لمتى هذا الجمود؟! ربما هناك حاجة لهزة شديدة أو ربما ضربة... لكن، ترى هل الضربة قاضية؟! August 2019 : November 2019 #Noonazad
