part 13

20K 708 134
                                    

لم يمر سوى أسبوع واحد وكم مر بثقل كالضيف الغير مرغوب به...، طويلاً يمر به اليوم كأنه دهر لا يعلم أحد متى سوف توقف وينتهي ليعلن ما بعده من ايام القادمة
.... أسبوع قام هو بعزل نفسه بغرفة مكتبه لا يعلم احد عما يفعله داخلها ... صائماً من الكلام كما الطعام ايضا... فقط يرتشف من الماء ما يبقي جسده حي

أبى ان يراها.....رفض رؤية الجميع بما ضمنهم مايكل قرر أن يحبس نفسه داخل قوقعة من صنعه
بينما صابها القلق يهجم عليها كالوحوش الفاتكة بها ناهشة لحمها وشحمها يزاورها من كل جانب
كانت علي طاولة الطعام يجاورها نيكولاس بينما مايكل اتخذ قبالتها مجلساً والذي لم يقم احداهما بسماع صوتها إلا لأشد الشدائد .. توقعوا انهيارها اكثر منه لكن في الحقيقة قامت هي بتمالك نفسها بشكل افضل لمجابهة کهذه المواقف كانت ثابتة تأبا الخضوع
وضع الطعام بينهم لتقول احدى الخدم ...سيدتي لقد وضعنا غدائه امام الغرفة ...ولكن...توقف عن الكلام بينما تحك يديه ببعضهما بقلق لتفت انتباه حياة التي عدلت جلستها مثبتة نظرها علي الخادمة ...لكن ماذا؟ ... أعادت حياة كلامها تحثها علي اكمال الحديث لتنبث بصوت مرتجف مجيبة بخوف من ردة الفعل التي ستنتج عن هذا.......لكن لم تمس الاطباق أي أنامل ...لم تُري حتى....
اذهبي من هنا... قالتها حياة وهي تضع رأسها علي الطاولة بألم
انفطر قلبها لعدة اشطار جزء يؤلمها علي الصبى وعدة غيره تمزقها علي زوجها....ألا يكفي ما تشعر هي به؟

لم يزرها النوم....لم يمس جفنيها  حتى كادت تنسي ذلك الشعور... شعور الراحة التي تاقت له شوقا
يتجول كل يوم بين احلامها أمام عينيها....يقابلها بملابس تكسوها الدماء ويمد يده الصغيرة طالباً منها النجدة ....بينما هي مقيدة الأيادي والأرجل مسلسلة بالحديد لا تقدر علي الحركة او التقدم له..... كانت هذه الاقل بين احلامها......أقلها فزعاً وألماً الصبي لم تذق طعم النوم حتى كادت تنسى كيف كانت نكهته نكهة الراحة ّّّ.....والاخر يؤلمها على حبيبها ...تبا إلا يكفيها ما هي فيه

..كانت تلك أقل أحلامها ...أقلها قهرا أقلها ألم لذا اعتكفت عن النوم كانت تظل مستيقظة جالسه بغرفته في انتظاره ان تسمع خطواته تصدح في المكان........تنتظر عودته
لكن لم يفعل
اذهبي له و أشددي اذره....قالها مايكل بصوت خافت مقاطعا بنات أفكارها وشريط ذكريتها لترفع هي رأسها من على الطاولة ......لا يريدني بجواره ّ....قالتها بانكسار أنثوي استطاع هو برزانته ان يفهمه رغم ابتسامتها الهادئة التي كانت تخدع بها الجميع
لا يا صغيرتي هو لم يتذوق قربك حتى يبعدك ..قالها مايكل يريضي بها كبرياء المرأة الذي بداخلها يحثها علي أن تذهب له ليساعده نيكلاوس قائلا
هو لا يعلم ما يريد ... مجروح ومتعب للغاية بالتأكيد سيحتاجك
شعرت ببعض من الأمل من تلك الكلمات التي وقعت على مسمعها .....هل يحتاجها..   هل سيحب قربها ....ربما ..و ربما لا ابتسمت ببهوت و هي تهز رأسها بنعم في محاولة ان تنهي الصراع الذي بداخلها
ربما عليها أن تفرض نفسها عليه في البداية كي يتقبلها
ما يمر به ليس بالهين ...بررت له أمام نفسها ثم أكملت لعل وعسى عقلها المتيبس يلين قليلا
الظالمون إذا احبوا....عشقوا بكل ذرة بهم بكل ما يملكون ،وخصوصا ان كان ملاكاً
يدفنونه داخلهم ويقفلون عليه داخل اضلاعهم بين ثنايا قلوبهم ويبعدونه ان اي ظلام ....يحافظون عليه نقي ...يحافظون على نوره لأن هذا النور ...يكون ضوء مصباح وسط مستنقعهم يحاولون أن يتعلقوا به ويعيشوا عليه ........مصباح فرعون أطفأ و تبا كم مستنقعة كبير

عرش الفرعونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن