01. الماضي

12.8K 389 117
                                    

منذ عشر سنوات
عاش ولدٌ في السابعة من عمره في منزل صغير

لديه نافذتان و باب

لم تكن تدخل الشمس الا نادراً

كان المنزل مظلماً
اسود و احمر
مظلماً من لونه
و مظلماً في قلوب ساكنيه

منزل بنافذتين و باب

فيه يعيش ولدٌ في السابعة
و اخوه الاكبر في السابعة عشر
و يرقد على السرير دوماً

امهما المريضة
التي تصارع الموت للبقاء بجانب
طفليها...

كان الصغير قليل الكلام ...
حزين
لم يمتلك لعبة كباقي الاطفال ليلعب بها
لم يصبح لديه اصدقاء بسبب انّ ملابسه هي ذاتها كلّ يوم !!

حقا?!

اوه بالطبع حدث ذلك !

يخطو بقدميه الصغيرتين نحو المجهول
محاولاً الابتعاد عن الالم
المنزل !

" انت جميلي مين يونغي انت سكرتي الصغيرة
كن بخير من اجلي فأنا أحبك "

راح يغني هذه التهويدة الصغيرة
مخرجاً أحرفها من شفاهه الصغيرة الباردة

" انت جميلي مين يونغي انت سكرتي الصغيرة كن بخير من أجلي
فأنا أحبك "

اعادها عدّة مرات
بعد انّ جلس بجانب شجرة التفاح الكبيرة

الشجرة التي كان يلعب اسفلها السنة الماضية و امه كانت تقشر له  التفاح التي تقطفه منها

و لكن...

كلُّ شيءٍ تغيّر الآن ...

" امي انّي احبك جداً "
همس بها لترتجف شفتيه الصغيرتين و يبدأ بالبكاء

___________

يمشي باتجاه ذلك المنزل حاملاً في يده كيساً يحتوي الطعام و الدواء
فتح الباب المهترئ ، ليدخل و يغلقه بحرص

يخطو نحو غرفته المشتركة مع زوجته

ليطرق الباب بخفة
و يدخل ، ليرى جسد من أحب قلبه و جعله ضعيفاً هشاً

" ألن تريحي قلبي ?! لما تفعلين ذلك ?"
قال و الغصة في قلبه

" قلت لك لن نرحل معاً لتتفهم موقفي "
قالت بينما تنظر إلى زوجها و عشق حياتها
نظرةً واهنة

كيف تسمح له نفسه باختيار قرار كهذا ?!
ماذا عن طفليهما ?!

" اسمعني عزيزي حقق لي هذه الامنية فقط انني اعلم انّه كان يمكنني اخذ جرعات العلاج و لكنها غالية الثمن جداً و لا احتمل انّ اراك غارقاً في الديون "

حاول الكلام و لكنّها امسكت بيده ليصمت و ينظر ناحيتها

استأنفت الحديث مجدداً لتقول :

" اريد منك أنّ تتزوج من امرأة صالحة و تحبك تزوج مجدداً امرأة تحب أولادنا لا اريد من صغيري يونغي انّ يفتقدني و لا اريد من نامجون انّ يعيش مرهقاً بسبب اعمال المنزل اعلم انّك لن تقوم بها ...  "

" ما الذي تقولينه ?!"

اردف بصوته الغليظ المرتفع

" ارجوك ميني حبيبي افعل ذلك و تذكر دوماً انني احببتك كثيراً .. حتى لو لم تعدني انا سأعتبر بكائك هذا وعداً "

مرّت الليالي و الأيام و حالة هذه العائلة الصغيرة هي نفسها

الأب بجانب زوجته طوال النهار يبكي ليلاً على معشوقته و يهمل اطفاله

الام تصارع الموت

الولد الأكبر يهتم بالمنزل و بأخيه الصغير
أما ذلك الصغير فكانت نباتاتٌ ضارّة تظهر في حقل زهوره الصغير الذي كان يمثل حياته

يمضي نهاره مبتعداً عن الجحيم

و في الليل يزور الجحيم للنوم


هكذا كان...

_____________
انتهى
بتمنى تعطوا قصتي الدعم
و تحطوا تعليقات بين الفقرات
Love you all 🐣

Cold Lips YMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن