1

9K 656 503
                                    



هَل لكَ بِأن تُنهِي عاصفةً تَعصِف في أعمَاقِ إنسَان؟

هنَاكَ عَواصِفٌ قَوية، تعصِف مُقتلعةً ذَراتِ المشَاعِر بِداخِل قَلب صَبيٍ صَغير، تُجرده منهَا .

حينَ كانَت تِلكَ العاصفة، تُفزِع أهالِي الحي السّاكِن، يمشِي المُهَرج يُغَني بِمُتعة .

" صَغير".
نطقَ، لِيُحدقَ بهُ الطفلُ مرعوبًا بِشَدة.

" هَل تُرِيدُ بالُونًا؟".
أردفَ يبتَسم بِريبة أفزَعت الطفل الذي جرَى سَريعًا مُبتعدًا عَنه.

" اه لقَد ذهَبت مسَاحيقُ التجميل من وجهِي لِهذه العاصِفة اللعينة"
أردفَ يصفعُ وجهه، و مَن رآه أقسَم بِأنه قَاتل أو مَا شَابه.

هوَ لا يبدُو طبيعيًا فِي نظرِ كل مَن وقعَت عَينيه عَليه.

جلسَ ضامًا قَدمَيه وسطَ الحي يلعبُ بِزينَته .

يُحدِقُ بِأبوابِ المَنازِل المُغلقَة بِإحكام.

هوَ كانَ يملكُ كهذهِ الأبوابِ كذلك، و لكنهُ لَم يكُن يملكُ ما يُوجد خَلفها.

・・

بينَما يمشِي حاملًا حقِيبةَ عَمله.

لمحَ جسدًا مُمَدًا على الأرضِ المُبَللة، يُغَني بِصَخب.

إتجه نَحوه، لِينطقَ
" أنتَ ذَلكَ المُهَرج؟".

" لا، ذاكَ المُهَرج"
نطقَ يُقَهقهُ بِصَخب .

" فَضيع، انتَ فَضِيع، إبنِي يُراقِبكَ كثيرًا هَل تَعلم؟ ".
نطقَ ذلكَ الأبُ مُجددًا .

" وداعًا سَيدي، إحضَى بِليلةٍ تَعِيسة تُضَاهِي أيّامي".
راحلًا بعدهَا، يحملُ زِينتهُ يبتَعد عَن مُقلتَي الواقِف بِسُكون .

" قَد أقسَمت على معرِفة لعنتكَ أيّهَا المُهَرج! ".
تفوهَ بِصوتٍ يطغَى على تَصادمُ قطراتِ الغَيث منَ السماء القَاتِمة بِأرضِ الحي المُعتم،

لِيتَبسمَ المعنِي يُحدقُ بِقدميه التي تُراقِص قَطراتَ الماء أسفَلها.

" مَا مِن لعنةٍ تُذكر، نفسٌ عمِيق، قُم بِأخذه و مِن ثمّ أخرِجه، و سَتنتَهي اللعنةُ يا سَيد!"
قائلًا بينَما ينظرُ لهُ وسطَ ريبةِ الأبِ مِن حدِيثه، يتَمايل بِمُتعة بينَما يجري أسفَل المَطر بِحُرية .

" تَوقف!"
يصرخُ بينَما يعُود مهرولًا ناحيتَه بِحذر،
كي لا يَقع من الأرضِ الزلقة، يتَمسكُ بِمظلته قويًا.

" ألقِهَا".
أردفَ المُهَرج مُقدمًا وجههُ للسماء، يَسمحُ بِغيومه أن تَهطل بِمائهَا فوقَ سيمائهُ المُلطَخة.

" ما الذي..؟".
أردفَ الأبُ بِغرابة.

" الخُردة فِي يَدك، ألقِهَا بعيدًا و دَع نفسَك تَستَرخِي لِبُكاءِ سمائنَا القَاتِمة، فَهيَ لا تَبكِي كثيرًا "
أردفَ يمُد ذراعَيه عاليًا يستَشعر قَطراتَ الماء فوقَ جسَده.

تركَ المِظلةَ لِينتفضَ حالمَا شعرَ بِالمطر يهطِل فوقَه .

رفعَ رأسَه عاليًا مُغلقًا عَينيه، لِيبتَسم حينَ شَعر بهَا تَهطل فوقَ وجهه.

" إنهُ جمِيل، لَم أفعَل هذَا من قَبل".
تفوهَ يبتَسم.

" لا تَبتَسم".
نطقَ بِصوتٍ هادئ.

حدقَ به المعنِي بِغرابة.

" السماء تبكِي، إنهُ لَلُؤمٌ أن تَتبَسَّم".














الفَصل الأول إنطباعُكم، أستَمر فيها ولا

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


الفَصل الأول
إنطباعُكم، أستَمر فيها ولا..؟

TK/𝐶𝑙𝑜𝑤𝑛 .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن