ترجلَ من سيارتهِ حتى باتَ واقفًا أمامَ ذلكَ الي يجلسُ قربَ النار الخفيفة، بِأحدى الأماكِن المقطوعة يدفئ جسَده.
و سُرعان ما إنتفَض لِشعوره بِتَايهيونق يجلسُ بِجانبه.
حدقَ بِه لِوهلة مصدومًا.
"خُذ" نطقَ تَايهِيُونق يعطِيه كوبَ القهوةِ الذي لا زالَ دافئًا.
"انتَ قاسٍ حقًا" همسَ تَايهِيُونق بِسُخرية.
"لمَ أتيت؟"
"لمَ تهرب مني!!" صَرخ فجأةً ليجفل الاخر لِلحظة.
"لمَ تهرُب؟ هَل تُكَرر الكارثة التي فعلتها بِي في صَغري!!" صرخَ مُجددًا بِحقدٍ يتطاير من عَينَيه.
"لا تَتعلق بالآخرِين تَايهِيُونق، ليسَ لي ذنب".
ابتسمَ تَايهِيُونق بِعَدم تصديق لمَا يسمَعه الآن. "جديًا، جديًا!! لا أصَدق مقدار سَذاجتي حقًا لأنني تعلقتُ و تمسكتُ بِشخصٍ يُخبرني أن لا أتمسكَ بالآخرِين!"
"انا لستُ شجرةً و انتَ لستَ قردًا" نطقَ يشرب من كُوب القهوة بِبُطء.
"جُونغكُوك" أردفَ بعدَ مُدة.
ليحدقَ به الآخَر بصمت.
"انتَ وحِيد، كئيب، لعِين، مريض و مجنُون!، و انا كَبالونكَ الأسوَد، الأصفَر باتَ خافتًا شاحبًا من بالُوني أقسِم لَك" زفرَ بِعمق حتى اكملَ قائلًا "بِسَببك".
"انا مريض كمَا تقُول، و مَن يرغَب بِمُصادقَة مُهَرج مريض و مجنُون؟"
"انا و اللعنة انا! كفّ عَن الهَرب و إلا صَفعتكَ بِقسوة!!" عادَ لِيصرخ بينمَا يشعر بِأنه سَينتف خُصَل شعره من فَرط غضَبه.
أمسكَ بِياقة المُهَرج حاملًا إياهُ بِقوة " أعلم، هَل تذكرت ما سَبب ترككَ لي بِصغرنَا، و لذلك رحلَت؟ لأنه لَم يكُن هناكَ سببٌ منَ الأساس أم ماذا؟"
