--
••
اَمطارُ شديدَة غزيرَة تُعانقُ رياحاً جامِحَة عصَفت
بِسماءِ تِلك الليلَة المُظلِمَة والبارِدَة.
قَبُو صدِئ مقابِل بحرِ الليلِ الاسودِ لمدِينة انجلترَا ،
فُتِح بابهُ المُغلق منذُ سنواتٍ علَى طفلٍ ووالدته،
كُسِر بالواقُع، ليخرُج الطفلُ الشاحِب شديدُ النُحلِ
بِسُرعَة بخوفِ برزَ فوقَ ملامحُه المميزَة؛ الَاسيوِيَة مِن والدهِ ، وَالفرنسِيَة من والدتهِ. بمجردِ خروجهِ انحنَى مقرفصاً
عندَ فُتحة البابِ بانتظارِ وَالدتهِ لِتصعَد.
لَم يبدِي اهتماماً بالمكانِ حولهُ ، لَم يشعُر بالرغبَة لِمعرفَة
مايكمُن وراءّ بابِ القبُو ، رغمَ انهُ منذُ ولادتهِ لّم يبصِر
عالماً مختلفاً عن هذه الغرفَة .
خرجَت والدتهُ الخائِفة بحالٍ لايختلِف عنهُ، امسكَت
بيدهِ الصغيرَة و البارِدة محاولةً الهربَ قبَل انَ
يعُودَ حابِسُهَا ، ومَا إِن رفعتَ راسهَا حتَى رأتهُ واقفاً
امامهَا.
بِعينيهِ تشتعِلُ غضباً ، خرَجت شهقه صغِيرَة منَ
شفتيهَا المُزرَقة ودفعَت بابنهّا لخلفهّا ، كانتَ امرأة
قويَة لاتبكِي ولَا تشهَق ، لكِن خوفاً على ابنهَا فعلتَ.
خوفاً عليهِ من والدهِ ، البشرِي الفانِي.
وهيَ مصاصَة الدماءِ النقيَة الخالِدَة ،
اخافهَا.
فَهُو يملكُ ذلِكَ السلاحَ اللعِين القادِر علَى قتلهَا،
ولَم يكنُ ذلكَ ليرُهبهَا اطلاقاً ، انمَا ارهبهَا قدرتهُ
علَى ايذاءِ ابنهَا بهِ ايضاً .
كانتِ الجمِيلَة ذاتَ الخصلاتِ العسليَة والاعيُن السماوِية،
وهُو الوحشُ الذِي يملكُ ملامحاً شيطانِيَة رغمَ وسامتهَا.
"اِلى اينّ ترتحلِينَ ڤيرلا؟ ".
قالَ ، فشَدت بامساكهَا علّى ساعدِ ابنهَا ، الذُي
تألمّ وصمَت خَائِفاً عليهَا منَ الرجُل الشريرِ كمَا
اخبرتهُ ، هو لايخيفهُ ، بالعكسِ! هذا الطفلُ مستعد
لقتلهِ! لكِن امهُ نهرتهُ وحذرتهُ من هذَا فما كانَ منه الا
الطاعة.
صوتُ عاصفَة المطرِ كانَ عالياً جداً ، لكِن نبضاتِ
قلبهٍ كانتَ اكثرَ علواً ، لَم ينسَى هذَا المشهدَ ابداً ،
كيفَ تركتهُ والدتهُ واشهرتَ مخالبهَا وانيابهَا هاجمة
على من يسمَى والدهُ ، ودونَ ان تستطيعَ لمسهُ..
دوَى صوتُ انفجارٍ الرصاصاتِ منَ سلاحِه ، استقرَت
براسهَا ومعدتهَا ، واوقعتهَا فوراً جثَة هامِدَة ، بثوانٍ
قصِيرَة ، لَم يفهمَ عقلهُ حتَى مارأتهُ عيناهُ ، توسعَت
حدقتيهِ السوداءَ لِتُصبِح بمرورِ الوقتِ بينمَا يشاهد
جثة امهِ حمراءَ قاتمَة ، اشتعلتّ عينيهُ كقطرَة دمِ.
أنت تقرأ
Ice December || NamJin
Action{مكتملة} "ارجُوك؟."' يَحدثُ انَ تبكِي لشدَة الرغبَة بِشيء. ويحدثُ انَ تصفعَك الحقيقَة لتَفتحَ عينيكَ علَى مايُقابِلكُ. ادمعَت اعينُ الفتَى المبللِ بخفَة، لَم يكلفَ نفسهُ عناءّ مسحِ تلك القطرَة التي سارتَ علَى خدِه ، هُو كانَ متعلقا وبشدَة بتلكَ...
