الفصل الاول

7.8K 154 12
                                    

#نوفيلا_اتجوزني_شكراً
#الفصل_الأول
#الكاتبة_هدير_خليل
#كوكب_روايات_هدير_خليل
#حكايات_و_روايات_للكاتبة_هدير_خليل

على مذياع القرآن الكريم الذى يصدح في أنحاء الشقة، أجواء مصرية دافئة تحدثت تقى وهي تتجه إلى باب المنزل:
- ماما أنا نازلة رايحة الكلية
أطلت عليها أمها من باب المطبخ قائلة:
- أوعي تتأخري وخدي حد من أخواتك معاكي يوصلك لغاية صحبتك هي مش فاطمة رايحة معاكي برضة؟
أجابتها تقى بتعجل:
- أخواتي مش هنا، راحوا يلعبوا الماتش وبعدين فاطمة هتستناني أول الشارع يعني مش متساهلة
غمغمت والدتها باستسلام:
- طيب خلي بالك من نفسك.
- حاضر مع السلامة
غادرت تقى وقابلت صديقتها فاطمة على أول الطريق وذهبوا إلى الجامعة وهن يثرثران فى أحديث شته...
على الناحية الأخرى كان وليد يتحدث مع والدته بضيق:
- يا ماما ارحميني أنا شوفت كل بنات صاحباتك اللي بتطلع هبله واللي بتطلع حولة واللي واحدة كل كلمة أقولها تقولها لأمها هو أنا هتجوزها ولا هتجوز أمها واللي رغاية واللي واللي... أنا خلاص تعبت.
ردت والدته بسخط.
- ما أهو يا بني بندور على ما نلقى بنت الحلال ولا عايز تقعد تتسرمح مع الشلة الفاشلة بتاعتك وتقعدلي من غير جواز.
غمغم وليد بتعب.
- أنا مرتاح كده... أنا مش عارف إيه اللي مضايقك من راحتي بس؟!
ردت والدته بضيق.
- وأنا مش مرتاحة وأنت قاعد كده من غير جواز يا بني أنا عايزه أفرح بيك وأشوف عيالك قبل ما أموت.
قبل يد والدته بحب وهو يغمغم باستسلام.
- ربنا يديك طوله العمر... ماشي يا ست الكل خلينا نشوف اللي اختارتيها المرادي
اتسعت ابتسامة والدته قائلة.
- أنت بس شوفها وهتدعيلي
غمغم وليد بعدم اقتناع.
- ربنا يستر طيب أنا نازل أقعد مع أصحابي شويه.
حركت والدته فمها بطريقة عشوائية تعبر عن امتعاضها متمتمه.
- أنت جيبك وراه غير شلة الغم دول.
رد وليد بسخط.
- خليني أهوى عن نفسي قبل ما تيجي اللي تنكد على أهلي وتكتم على نفسي يلا سلام.
تحركت خلفه والدته هاتفه.
- طيب أنا هتصل بالناس وهحدد معاهم ميعاد نروح فيه.
رد بلامبالاة وهو يغادر.
- اعملي اللي تعمليه.

عادت تقى إلى المنزل بعد أن أنهت محاضراتها وعندما دخلت إلى منزلها وجدت والدتها تجهز الطعام فألقت عليها التحية ثم اتجهت إلى غرفتها لتغير ملابسها وبعد أن انتهت ذهبت إلى والدتها لكي تساعدها، ليجلس الجميع لتناول الغداء، فكسر والد تقى هذا الصمت موجهاً حديثه إلى زوجته.
- هما الجماعة جاين أمتي؟
ردت والدة تقى.
- بعد بكرة
هز رأسه بتفهم وهو يكمل طعامه.
- خلاص شوفي لو في حاجة ناقصة قوليلي وهبقى أجيبها معايا وأنا راجع من الشغل.
مال أحمد على أخته تقى قائلا بفضول.
- بت يا تقى هو مين ده اللي جاى عندنا؟
رفعت كتفها بعدم معرفة.
- مش عارفة
قام أحمد بضرب أخيه محمود في قدمه من أسفل السفرة لجذب انتباه.
- آآآه
نظر لهم والدهم.
- في أيه؟!
نظر محمود إلى أحمد شرزا حتى يتوقف عما يفعل.
- مفيش يا بابا أنا بس عضيت لساني وأنا بأكل
غمغمت والدته بحنان.
- طيب كل براحة يا حبيبي.
لم يتحمل أحمد أن يكتم فضوله أكثر.
- ماما
- ايوه
غمغم أحمد بفضول.
- هو مين اللي جاي عندنا؟!
نظرت له والدته بحدة.
- ملكش دعوة وكل يلا عشان تروح تذاكر.
تمتم أحمد بحنق.
- طيب
بعد أن انتهوا من تناول الطعام نهض والد تقى قائلا.
- أنا رايح أنام شويه يبقى متنسيش تقولى لــــ تقي.
هزت والدتها رأسها بطاعة.
- حاضر... تقى.
- أيوه يا ماما.
هتفت أم تقى وهي تجلس على أحد المقاعد في حجرة الجلوس.
- تعالي عايزاكي في كلمتين
اتجهت تقى إلى حيث تجلس والدتها وجلست بجوارها ولكن سبقها أحمد وجلس بينهما لتهتف والدته بفزع.
- بسم الله الرحمن الرحيم أنت بتعمل إيه هنا يا زفت؟! مش قولتلك تروح تذاكر.
غمغم أحمد بتبرير.
- الله مش أنتِ لسه قايله تعالي يا تقي عشان عايزاكِ.
- قولت تقى!! أنت تقى؟!
رد أحمد بسماجة.
- لا أنا أخوها مش هتفرق يعنى... ها يلا قولي بقي في إيه؟! إحنا مش هنقضي النهار كله في كلام فاضي أدخلي في المفيد.
صاحت به والدته بحده.
- قوم يا فاشل شوف كتابك.
هتف أحمد بطفولية.
- والله هقعد أسمع وأنا ساكت.
قامت والدته بخلع الشبشب فركض أحمد سريعا إلى غرفته وأغلق الباب ليصطدم الشبشب بباب الغرفة ليصيح أحمد بفرح.
- مجاش فيا... آااه ليه كده حرام عليكى يا شيخه دا أنا زي عيالك تر...
صرخت والدته بعصبية.
- أحمد لو ما غورت من قدامي دلوقتى هنادي لأبوك.
تمتم أحمد بضيق.
- طيب داخل أم مفتريه هتروحى من ربنا فين يا شيخه.
نظرت له والدة شرزاً بنظرات مهدده جعلته يغلق باب الغرفة سريعاً بخوف من نهوضها والفتاك به، أخذ يتحرك في الغرفة ذهابا وإيابا ليهتف محمود بحنق.
- ما تقعد يا زفت خيلتني.
رد أحمد بضيق وفضول.
- مش قادر أنا عايز أعرف إيه اللي بيحصل بره؟ بص أنا هعمل نفسي رايح الحمام ولا رايح أشرب وأعرف إيه بيحصل بره؟
أجابه محمود بهدوء وثقة
- شكلك عايز تاخدلك كام تهزيئة من أبوك وبعدين هي مش محتاجه فكاكه عشان تعرف إيه الحكاية؟!
قفز أحمد على محمود على الفراش وهو يردف بفضول.
- أنت تعرف ماما عايزه تقى في إيه؟ قول بسرعه أنت ساكت وشايفني بهري قدامك وساكت.
حاول محمود أزاحته بعيدا عنه فهو يكاد أن يزهق أنفاسه الأخيرة بسببه.
- إبعد عني هتفطسني يا حيوان.
ابتعد أحمد وهو يهتف.
- أهو بعدت قول بقى.
اعتدل محمود وغمغم بحنق.
- يا بني اهدى كده.. أنت مش هتكبر أبداً.. دا أنت في ثانوي عام.
رد بحنق.
- سبت الهدوء ليك أصل لما أمك كانت بتوزعه فى بطنها دقت طعمه معجبنيش انطق بقى.. دا أنا حتى توأمك يعنى المفروض تحس بحرقة الدم اللي أنا فيها.
نظر له محمود بخبث.
- امممم تصدق صعبت عليا خلاص هقولك بس بشرط.
هتف أحمد بسرعة وفضول يكاد أن يقتله.
- إيه هو؟؟
أجابه محمود ببرود وهو يستغل فضول أحمد الذي يقسم أنه فى مرة فى المرة سوف يكون سبب هلاكه لا محالة.
- هأخد مصروفك لمدة أسبوع.
صرخ أحمد بانفعال فهو صحيح يموت لمعرفة ماذا يجري في الخارج ولكن ليس بهذا الغلو لما أصبحت الأسعار مرتفعة هكذا في منزلهم.
-نعععم ليه يعنى؟ ليه هو سر أمن دوله؟ دي تقى نفسها متسويش أسبوع مصروف.
رد محمود بلامبالاة فهو في النهاية يرغب في تهذيب فضول أحمد الذي أصبح مبالغ فيه.
-خلاص مش هقولك.
نظر له أحمد لثواني بتفكير وشك وتردد فمصرفه لمدة أسبوع ليس بقليل.
- طيب لو طلع اللي قولته غلط.
رد محمود بابتسامه واثقه وخيبة أمل بداخل من عدم تغير أحمد.
- هديك مصروفي أسبوع.
هز أحمد رأسه بالموافقة.
- ماشي قول يلا.
أجابه بهدوء.
-تقى جايلها عريس.
قفز أحمد بسعادة بالغه في أنحاء الغرفة بطريقة أفزعت محمود.
-إحلف!! دا أنا أروح أحضر الفشار من دلوقتى بقا
زوى محمود بين حاجبيه باستغراب وهو يطلع حالته بريبه.
- اشمعنى؟!
أجابه أحمد بثقه.
- ما أكيد العريس تحفه من التحف اللي ماما بتجيبهم وهنشوف أحلى فيلم بالصلاة على النبي
ضرب محمود كف بكف من جنان أخيه وأفعاله الصبيانية التي لا تتناسب مع عمره.
- عليه الصلاة والسلام.
بينما صدمة تقى من الخبر جعلها تغمغم.
- عريس!! و ده مجايب مين المرادي؟
أجابتها والدتها ببساطه وابتسامة.
- أم كريم جارتنا هي اللي جيباه هو قريبها من بعيد.
تمتمت تقى بسخط فهى خير من يعرف أم كريم و ذوقها فى العرسان.
- أنعم وأكرم.
لتكمل والدتها حديثها دون أن تبالي لسخرية تقى.
- فعايزين بكرة نروق البيت.
تمتمت بعدم رضى وهى تنهض.
- إن شاء الله أنا رايحه أذاكر.
لقد مرت باقي الأيام دون جديد ليأتى اليوم المنتظر والذي لم يخلوا من العادات المصرية لاستقبال العريس المنتظر، من تنظيف وجاتو وساقع وغيرها وكان الجميع في انتظاره، ليستمعوا إلى صوت جرس الباب لتهتف والدة تقى.
- روح يا محمود إفتح وأنت يا مزغود أدخل اوضتك.
غمغم أحمد بحنق طفولي.
- ليه يعنى ما أهو محمود قعد؟! أنا عايز اتفرج.. ولا حد قالك عليا أني بنت مش بتكشف على أغراب.
كانت والدته سوف ترد عليه ولكن صمتت عندما دخل محمود وخلفه العريس لتحل الصدمة على أهل تقى عندما رأوا العريس ليتمتم أحمد بذهول.
- يا نهار مدوحس مكنش يومك يا تقى ياختي.
نكزته والدته بحرج همسه بخفوت.
- اسكت يا زفت.
رحب بهم والد تقى برغم من صدمته.
- اهلا وسهلا اتفضلوا يا جماعة.
بعد الترحيب والسلام جلسوا ليتلفت العريس حوله هاتفاً بتعجل وهو يبحث عن عروسته المنتظره.
- هي العروسة مش هتيجي ولا إيه؟
هزت والدة تقى رأسها بتردد.
- هااا اه هتيجى قوم يا محمود نادى أختك.
نهض أحمد قائلا بسعادة.
- أنا هناديها.
رفعت والدته يدها لتمنعه ولكنه كان قد غادر بالفعل سريعا لتمتم بخفوت.
- أنت لا... ماشي يا أحمد ماشي.. اتفضل يا حبيبي إشرب العصير.
- شكرا
دخل أحمد عند تقى وجدها تتحرك في الغرفة بتوتر وخوف وعندما رأته اقتربت منه بتوتر ولهف لأي شيء يبث الطمأنينة داخل قلبها.
- أحمد!! إيه الأخبار كويس ولا زي كل مرة.
حاول أحمد أن يمنع ضحكته من الانفلات.
- دا أنتي هتنبهرى انبهار.
تمتمت تقى بشك.
- ربنا يستر.
حثها أحمد على التحرك.
- طيب يلا عشان نطلع.
هزت تقى رأسها بالرفض.
- لا أنا مش عايزة اطلع.
هتفت أحمد بقلق من تراجعها عن الخروج فسوف تقتله والدة إذا لم تخرج تقى وتتهمه أنه هو السبب في عدم خروجها.
- يلا يا تقى ربنا يهديكى بدل ما ماما تزعق.
بعد محايلات من أحمد خرجت تقى معه، فوقفوا للسلام عليها بينما هي تنظر للأسفل بخجل سلمت عليهم دون أن ترفع بصرها له وجلست بجوار أحمد وهمست له بخفوت.
- أحمد هو العريس أنهى واحد من اللي سلمت عليهم.
حمحم أحمد بابتسامه يحاول السيطرة عليها.
- احم اللي جنبك يا تقى.. ازيك يا عريس؟
هز العريس رأسه وهو يطالع تقى بتفحص.
- الحمدلله.. ازيك يا تقا؟!
ردت بخفوت وخجل.
- الحمدلله.. بس أنا اسمى تقى مش تقا.
غمغم بلامبالاة.
- مش فرقه كتير أنتي خريجة ايه بقا؟
ردت والدة تقى عندما لاحظت امتعاض ابنتها من حديثه.
- لا هي لسه في 3 كلية السنادي.
هتفت والدة العريس بضيق.
- إيه!! ليه هي مش مخلصة؟
ردت والدة تقى باستغراب من رد فعلها المبالغ فيه.
- لا، ليه هو في حاجة؟
تدخل العريس قائلا.
- لا مفيش.
هتفت والدته بامتعاض تستنكر حديث ابنها.
- ازاى مفيش؟
نظر العريس إلى والدته هاتفاً ببرود فهو لا يهتم إذا كانت انهت دراستها أم لا هذا لا يشكل فارق بالنسبة له.
- مفيش مشكلة يا ماما ما هي أكيد هتقعد في البيت بعد الجواز.
كشرت تقى بين حاجبيها مما استمعت وظنت لثواني أنها قد استمعت خطأ لذلك رفعت عينها له أخذت ترفع في رأسها وترفع حتى صدمت مما رأت حيث أنها رأت شخص طويل جدا جدا ورفيع وبشرة سوداء وشفتاه العلوية مشقوقة نصفين وعيون بارزة أفاقت تقى من صدمتها على حديث والدته التي تغمغم باستحسان رأي ابنها.
- إذا كان كده ماشي إحنا مش هنقعد نصرف علي تعليمها كفاية مصاريف أكلها وشربها.
برغم من ضيق والد تقى من حديثهم الوقح إلا أنه رد بحكمه وهدوء حتى تنتهى تلك الجلسة.
- أكيد إن حصل جواز إن شاء الله هيكون بعد ما تخلص تعليمها.
هز العريس رأسه بالنفي قائلاً بإصرار.
- لا طبعا أنا عايز اتجواز بعد شهر.
صاحت والدة تقى باعتراض على حديثه أي شهر هذا الذي يتحدث عنه فهي لم تجهز لابنتها إبره.
- نعم شهر إيه يا ابني اللي بتتكلم عليه ده؟!! دا إحنا مش هنقدر نجهز فيه حتى دا أن تغاضينا عن موضوع تعليمها.
وضع العريس ساق فوق أخرى بترفع مغمغماً بثقة.
- تجهزوا إيه؟! أنا هخدها كده من غير أي حاجة.
زوى والد تقى بين حاجبيه وهو يحاول أن يستوعب حديثه.
- إزاي يعنى يا بني؟ اللى بتقول دا ميصحش حد قالك أننا مش قادرين؟ أنا هجهز بنتى زي أي بنت.
رد العريس بهدوء وهو يوضح الأمر.
- احنا تقاليدنا كده العروسة بتدخل من غير ما تأخد حاجة من بيت أهلها.
برغم من تعجب والدة تقى من هذه العادات التي تنافي ما تستمع له من خلافات على اتفاقات الأثاث بين أهل العروسين ألا إنها تغاضت عن الأمر هاتفة بتسائل.
- وتعليمها.
رد العريس بتعجب من عودتها مرة أخري للحديث عن أمر تعليمها.
- مش مهم وبعدين هي هتقعد في البيت تراعيني وتراعى العيال والبيت.. هتفيدها بإيه الشهادة وبعدين مادام مكفيها خلاص.
تدخل محمود في الحديث قائلاً بتعجب من ثقه الزائدة فى مقدره على كفايتها مادياً.
- ليه هو أنت بتشتغل إيه؟
غمغم العريس بثقه وهو ينفخ صدره بفخر.
- أنا بشمهندس تسليك بلاعات.
هتف أحمد ساخراً.
- سباك يعنى.. أنعم وأكرم.
هزت والدة تقى رأسها بهدوء وهى تتغاضى عن سخرية أحمد وصدمة تقى التي تتابع الأمر بذهول.
- عادي... هو يعنى في شغل الأيام دي ولا حتى حد بيشتغل بشهادة... هو أنت معاك شهادة إيه يا بني؟
ردت والدة العريس بفخر وهى تربت على كتف ابنها.
- أنا ابنى ما شاء الله عليه كمل تعليمه لغايه الإعدادية.
لم يستطيع أحمد أن يتمالك نفسه أكثر من ذلك وانفجر ضاحكاً متمتماً باستهزاء.
- ههههه على كده أنا يقولوا عليا ايه؟ بروفيسور!!
زجرته والدته بحده من تقليله من مكانتهم حتى إذا كان رفضين ما يقال الإ أن ذلك لا يعني أنهم يسخرون ممن هم أقل منهم مكانه.
- أحمد.
غمغم أحمد بسخط مجبر على الطاعة الإ أن هذا لم يمنع فضوله.
- قعدت ساكت أهو... طيب هو أنت عندك كم سنه كده يا عريس؟
- ٤٠ سنة
تحدث والد تقى لينهى هذا النقاش فالأمر برمته غير مناسب لهم.
- طيب يا بنى أنت ادينا فرصة وإحنا هنبعتلك الرد.
غمغم العريس ساخراً وهو ينهض ويعدل من بدلته الخضراء بعجرفة.
- ماشي أنا عارف أنكم موافقين بس بتتقلوا علينا عشان منقولش عليكم مدلوقين.
نظر والد تقى إلى زوجته بغل وضيق وهو يعنفها بنظراته على هذا الوضع الذي وضعتهم به، ليجز على أسنانه هاتفاً.
- ربنا يسهل يا بني وهيوصلك ردنا قريب.
حث العريس والدته على التحرك للمغادرة لتهتف والدته بتلميح وغمزه مفضوحة للجميع.
- مش هتقولهم على اللي اتفقنا عليه.
هز رأسه بالموافقة وابتسامة واسعه قائلاً وهو يكمل باقي شروطه.
- أيوه صح كويس أنك فكرتيني يا ست الكل... بص يا حج لما اتجواز بنتكم مفيش حد فيكم هيزورها أنا مش ناقص كل شويه تقولي أمي قالت أمي عادت تمام.. ولا تقعد تلوك لت الحريم وتشتكي من أمي لأمها ودي تقول ودي تعيد.
هنا لم تتحمل تقى المزيد وخرجت عن صمتها صائحة به بانفعال.
- أنت فاكر نفسك جاي سوق العبيد... إيه هو اللي أهلي ما يجوش يزوروني ولا أكمل تعليمي هو مين أصلا اللي ضحك عليك وقالك أننا هنوافق عليك.
نظر لها العريس باحتقار قائلاً ونظره أشعرتها أنها أقل شئناً منه.
- هو أنتي تطولي؟
ردت تقى بغيظ.
- أيوه طبعا أطول وأطول أكتر من كده كمان.
فرد العريس منكبيه أكثر حتى يظهر طوله الفارع قائلاً بستهزاء من قصر قامتها.
- ورينى كده هتطولي ازاى؟!!
حمحمت تقى باحراج وهى تجز على أسنانها بغيظ.
- احم أنا مش بتكلم على الطول ده... حد قالك عايزه واحد يغير لمبة الشقة... وبعدين أنت شايف نفسك على إيه هااا؟؟
زجرتها والدتها لعلها تصمت فمهاما كان لا يجوز التطاول عليهم فهم في النهاية ضيوف في منزلهم.
- يا بت عيب كده.
غمغم والد تقى وهو يتحرك لجلوس بجوار أحمد الذي يحمل طبق الفشار يأكل منه ويشاهد ما يحدث بستمتاع.
- سبيها.
رد العريس على تقى بتفاخر وهو لا يبالي لما حوله كل ما يشغله أن يعرف تلك القصيرة مقامها.
- أنا مهندس تسليك بلاعات أد الدنيا يا بتاعت الكليات يا فاشلة.
شهقت تقى بصدمة وهى تشير على نفسها بعدم تصديق.
- بقى أنا فاشلة؟!! أنا عايزة أعرف حاجة واحدة بس أنت منفوخ على إيه؟!! دا أنت سباك ومعاك إعدادية يعني أحمد أخويا الفاشل ده دكتور و رئيس قسم بالنسبالك.
صاحت والدة العريس بدفاع عن ابنها ولم تهتم أنها تتطاول على الناس الذين يستضيفونهم فى منزلهم.
- أهم حاجة أنه هيكفيكي ويستتك بدل ما أنتِ قعده بايرة محدش معبرك كده.
خرجت والدة تقى عن صمتها وتركت ابنتها التي كانت تحاول أن تبعدها عنهم لتصمتها.
- مييييين دي اللى بايره يا عيوووني... دا بنتى العرسان بيقفوا عليها طوابير... وبعدين على رأى المثل يا واخدة القرد على ماله يروح المال ويفضل القرد على حاله.
حركت والدة العريس شفتيها بطريقة شعبيه يمين ويسار وهي ترد على والدة تقى بمثل يضرب مثلها بقوة.
- وهي بنت فرن عيش عشان يقفوا قدامها طبور دي حتى على رأى المثل الحلوة بختها مال والوحشة ماشيه يمين وشمال.
صاحت تقى بانفعال.
- أااااااانا وحشة؟!! هو أنت مش شايفه شكل ابنك ولا إيه؟
نظرت لها والدة العريس بضيق قائلة.
- قمر خمسة في عينك المدورة دي.
جزت والدة تقى بغيظ قائلة.
- القرد في عين أمه غزال يا حبيبتي.
أردات والدة العريس الرد ولكن قطعها تدخل محمود في الحديث لينهي تلك المهزلة.
- ان.....
- بسسسسسسسس خلاص اتفضلى يا حجة معندناش بنات للجواز.
هتف العريس باحتقار.
- أحسن برضة هات علبة الشوكولاته بتاعتنا ولا عايزين تضربوا عليها.
صاح أحمد بغيظ من وقاحة تلك الناس التي فاقت الحد.
- نضرب على إيه يا معفن؟ دا أنت من أول ما دخلت عندنا و ريحة الشقة اتقلبت خد علبتك و غور جاتك داهية تأخدك عالم معفنه.
أخرجهم أحمد من منزلهم وأغلق الباب خلفهم هاتفاً وهو ينظر إلى والدته بابتسامه واسعه.
- النهاية... يلا يا ست الكل شدى حيلك وانزلينا بالجزء التانى سريع سريع.
غمغمت تقى بحنق وهى تنظر لوالدتها بعتاب.
- عجبك كده يا ماما خليتي اللي يسوى واللي ميسواش يتريق عليا.
طبطب أحمد على صدره قائلاً.
- الله يكرمك أكيد أنا طبعا اللي اسوى.
ضربه والده على رقبته هاتفاً.
- ومين اللي ميسواش يا حيوان.
دلك أحمد رقبته بآلم من مزاح والده الثقيل.
- آاااه في إيه يا حج... أكيد محمود يعنى اللي ميسواش هو في غيره أو عريس الغفلة أيهما اقرب.
كاد محمود أن يرد عليه إلا أن والدهم زجره بصرامه.
- خلاص... وأنت يا أم محمود ابقي نقي كويس مين تدخليه البيت تاني.
صرخت تقى برفض افزعهم.
- لاااا مفيش تانى ولا تالت أنا مش هشوف أي حد يجي من طرف صاحبات ماما.
هز والد تقى رأسه لينهي هذا النقاش.
- طيب خلاص يلا كل واحد على أوضته.
ذهبوا إلى غرفهم وسط مناوشات تقى وأحمد الساخرة بينما على الجانب الأخر عند وليد، كانت تتحدث معه والدته.
- متنساش معاد بكرة مع الناس.
هز وليد رأسه بضيق.
- إن شاء الله.
ليكمل حديثه مع نفسه بقلق.
- ربنا يستر من دي مقابلة.


انتظروا الفصل الجاى
يتبع
☆☆☆☆☆

نوفيلا اتجوزني شكراً { مكتملة}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن