الفصل الثالث

3.3K 128 8
                                    

نوفيلا اتجوزني شكراً
الفصل الثالث
بقلمى / هدير خليل

أتى موعد حفل خطوبة أسماء وذهبت تقى وأهلها لحفلة الحطوبة ولكن تقى كانت مع أسماء منذ الصبح هى وفاطمه لمساعدة فاطمة فى التجهيزات وبعد ان انتهوا ذهبوا معها إلى البيتى سنتر، نظرت لهم أسماء بامتنان وفرحه.
- شكراً يا بنات على وقفتكم معايا عقبال لما اتعبلكم فى فراحكم يارب.
بابتساما لها تقى وفاطمة ليأمنوا على دعائها لتغمغم تقى برجاء متحسر.
- بس والنبى يكون على واحد عدل أنا من كتر العاهات اللى بشوفهم حاسه أنى هتشل بدرى بدرى.
ضحكوا الفتيات على حديث تقى وأخذت تقص لهم على المتقدمين لها وهم يكادوا أن يموتوا من الضحك قطع عليهم ضحكهم وصول العريس ودخوله لكى يأخذ أسماء إلى القاعة وكان معه أصدقائه ينتظرونه بالخارج لتزف أسماء لعريسها ويذهبوا بسيارتهم، فخرجت تقى وفاطمة بعد العروس وأخذوا يبحثوا على وسيلة تأخذهم إلى قاعة الزفاف، لتهتف تقى بتسأل وهى تتلفت حولها.
- احنا هنروح القاعه ازاى دلوقتى؟
اجابتها فاطمة وهى تبحث بعينها عن أخيها ليقلهم ولكنها لم ترأه.
- أنا قولت لــــ الزفت أخويا يستنانا هنا عشان يخدنا مع الزفه بس شكله مجاش وطنشنا.
ردت تقى بحيره.
- والعمل ايه دلوقتى؟ أنا لو اتصلت بأحمد عشان ياجى يخدنا هيسوح لينا.. دا أن سمع التلفون أصلاً من دوشت القاعة.
هتفت فاطمة وهى تنظر حولها.
- تعالى نأخد تاكسى ونروح القاعة مش هتنفع وقفتنا دى فى الشارع كده.
وافقتها تقى الرأي وهي تحثها على أيقاف سيارة أجرة من أجلهم، بينما على جانب قريب منهم كان أصدقاء العريس يقفون هم أيضا ولحظوا تقى وفاطمة وهم يبحثون على وسيلة توصلهم للقاعة، ليردف أحدهم بتعجب.
- مش هما دول قرايب العروسة اللى قال عليهم محمد.. هو ليه مخدهمش معه ولا ما صدق يأخد عروسته ويخلع.
رد عليه صديقه بلامبالاه.
- واحنا مالنا يلا بينا خلينا نمشي.
ضحك صديقه هاتفا بمرح.
- وأنا اقول ليه مصاحبين بعض اتارى الوطيان مأصل فينا يلا بينا ياخويا.
غادروا أصدقاء العريس بينما صعدت تقى وفاطمة إلى سيارة الأجرة، وعندما وصلوا إلى القاعة أخذوا يبحثوا بأعينهم عن مكان أهلهم ليجلسوا بجوارهم بوجه يظهر عليه الضيق ورفضوا التحرك والذهاب إلى أسماء الذي أخذت تشير لهم حتى يأتوا لها ولكنهم اصطنعوا عدم رأيتها ولكن لاحظة والدة تقى تلويح أسماء لهم فسألتهم بتعجب بتصرفهم هذا.
- ايه يا بنات أسماء من الصبح بتشاور ليك وانتم ولا انتم هنا... قوموا شافوها عايزه منكم ايه؟
هتفت تقى بتهرب.
- أنا تعبانه روحى أنتى يا فاطمة شوفيها عايزه ايه؟
ردت فاطمة بغيظ.
- ما أنا كمان تعبانه روحى أنتى.
جزت تقى على اسنانها بغيظ من أسماء وفاطمة.
- هى بنت عمتى ولا بنت عمتك؟!
زمجرتها والدة تقى على أفعالهم الطفوليه تلك.
- ايه شغل العيال ده.. قوموا انتم الاتنين يلا روحوا شوفوها يمكن محتاجه حاجه.
نهضت تقى وفاطمه بتأفف واتجه إلى اسماء وهم يرمقوها بنظرات غاضبه لم تلحظها أسماء فى البداية لتعتبهم.
- ايه يا جزم شغاله اشاور ليكم من الصبح وانتم مش معبرينى.
انفجرت بها فاطمه بغيظ فهى لا يعجبها تصرف ابنة عمتها واحراجها مع تقى بتلك الطريقة.
- احنا اللى جزم ولا انتى يا واطيه... صدقتى ما شبطى فى درع عريسك وخلعتى وسبتينا احنا نتبهدل عشان ناجى القاعة.
حاولت أسماء التحدث واسكاتهم ولكنهم لم يصمتوا.
- وطى صوت فضحتينى الله يخرب بيتك وبعدين أنا قولت لمحمد يخلى أصحابه يوصلوكم لما سالت محمد على أخو فاطمة وقال أنه فى القاعة ومجاش مع الزفه.
ردت تقى بسخرية لاذعه ولم تنتبه إلى علو صوتها.
- ما واطيه اتلمت على واطى مصاحب اللى اوطى منه.
استمع لها محمد لتمتم بابتسامه هادئه تنفى ما سمعه.
- تشكرى يا ذوق.
خجلت تقى منه لاستماعه لحديثها الاهوج فحمحمت بحرج وهى تهرب من أمامهم.
- احم أنا شكل اخويا بينادى عليا أيوه جايه يا أحمد اهووو.
ركضت خلفها فاطمة بابتسامه محرجه.
- أنتى يا بت استنينى.
هتف محمد بضحك وهو يطالع خطيبته.
- هما دول صاحباتك؟!
هزت أسماء رأسها باستنكار.
- ولا اعرفهم.
لينفجروا بعدها فى الضحك بينما ذهبت تقى إلى أخيها أحمد و وقفت بجواره، ولاحظة تصرفاته الغريبه لتسأله بتعجب.
- أحمد بتعمل ايه؟!
أجابها أحمد وعيونه تتحرك فى كل مكان.
- بلقط رزقى.
كشرت بين حاجبيها بعدم فهم.
- أيوه يعنى بتعمل ايه؟!
رد أحمد بتوضيح وزهق حتى يتخلص من أسئلتها الكثيره التى تشتت تركيزه عما يفعل.
- بساعد البنات وعرفهم طريق الحمام هنا فين؟!
حاولت تقى أن تستوعب حديثه ولكنها فشلت فهتفت باستغراب.
- وفين تلقيط الرزق بقا فى اللى بتقوله ده؟!
مسح أحمد على وجهه بضيق فهو لن يتخلص من فضولها فـــ رد عليها بحنق.
- أنا عارف أنى مش هخلص منك عايزه ايه يا تقى فى يومك ده؟!
ردت ببساطه وهى تعيد عليه سؤالها.
- عايزه اعرف بتعمل ايه؟! و وقف كده ليه؟!
لقد نفذ صبر أحمد منها فصاح بحنق.
- يوووه بعاكس البنات يا تقى ارتحتى كده.
شهقت تقى بصدمه من وقاحته هاتفه بترقيع.
- وبتقولها كده من غير ما تتكسف يا بجحتك ياخى... احنا لما نرجع البيت أنا هقول بابا على عميلك دى.
صمت أحمد لثواني بتفكير قبل أن يهتف بخبث.
- لو قولتى لــــ بابا على اللى بعمله مش هقولك على النصيبه اللى ماما بتدبرها ليكى من وراكي.
اقتربت منه تقى بتوجس وهى تبحث بعينها عن والدتها.
- يا نصبتى أوعى تقولى أن ماما اتصاحبة على حد هنا.
هز أحمد رأسه بسخريه وشماته.
- لا اطمنى دى اتصاحبك على وحدات بس والنبى يا تقى فكرينى احنا ومروحين اشترى مخزون من الفشار عشان اللى فى البيت خلص وعشان شكلنا هنتفرج على مسرحيات لألفيه الجاية.
نظرت له تقى بذهول وعدم تصديق لما تسمعه منه.
- يا حيوان ماشى يا أحمد بس نرجع البيت وأنا هوريك.
صرخ أحمد بمرح فجأه وهو يشير بعينه على مكان والدته التى تقف فيه.
- الحقى الحقى دى شكل المسرحيه هتبدء هنا استنى يا تقى متتحركيش لغايه ما اشوف فى فشار هنا ولا لا؟! أوعى تبدأى من غيرى.
لم ينتظر أحمد أن يستمع إلى رد منها و خرج من القاعه و هو يجرى لكى يبحث على أحد يبع فشار، أما تقى فقد وجدت محمود يتقدم منها بهدوء على عكس تصرفات أحمد الهوجاء والطفوليه لترفع أصبع السبابه فى وجهه هاتفه بتحذير وتوجس.
- أوعى تصدمنى وتقولى أن ماما عايزنى.
هز محمود رأسه بالإيجاب وابتسامه هادئه.
- أيوه أما فين راح أحمد؟
نظرت تقى إلى الطريق الذي غادر منه أحمد قائلة بغيظ وهي تجز على أسنانها.
- راح يجيب فشار.
انفجر محمود فى الضحك على تؤامه الذي لا يكف عن عبثته وتصرفاته الغير مسئوله.
- ههههه هو عرف؟! دا أنتى هتبقى مسخره النهارده من أحمد هيسهر عليكى تريقه لغاية الصبح.
زفرت تقى أنفاسها بيأس من تصرفات والدتها التى تجعلها محط سخرية من أحمد، فتمتمت بقهر.
- يبشرك ربنا بالخير يلا اطلع قدامى ياخويا خلينا نخلص من المصيبه دى قبل ما أحمد ياجى ويسوح لى قدام الناس دا مش بعيد ياخد الميك ويفضحنى.
ذهبت تقى مع أخيها محمود إلى والدتها و وقفت بجوارها وأخذت والدتها تعرفها على مجموعه من النساء الذى تقف معاهم والتى لا تعلم متى استطعت أن تتعرف عليهم.
بينما على الناحية الأخرى عند وليد كان يجلس مع أصدقائه يلتقطون أنفاسهم من التعب من كثرت الرقص الذى رقصوه مع العريس، كشر اسلام بين حاجبيه وهو يوكز وليد فى ذراعه ويشير برأسه بخفوت إلى تجمع من النساء.
- وليد أمك بتشور ليك.
نظر وليد لصديقه اسلام دون أن يلتفت إلى والدته فهو كان يعطى ظهره لوالدته و وجه لاسلام، ليهتف بتسأله وهو يدعوة الله أن يخيب ظنه.
- هى واقفه مع حد؟!
رفع اسلام رأسه مرة أخرى باتجه والدة وليد ليتأكد إذا كانت تقف مع أحد أم لا؟
- أيوه وقفه مع حريم.
كاد وليد أن يلطم على وجهه وهو  يردف برعب.
- اعمل نفسك ميت اعمل نفسك ميت.
انفجر اسلام فى الضحك وهو لا يفهم ماذا أصاب صديقه.
- هههه مالك ياض أنت اتهبلت ولا ايه؟ أوعى تكون ضربت حاجه من ورايه.
غمغم وليد بسخريه وحسره على ما تفعله به والدته فى كل مناسبه يذهب معها فيها.
- لا لسه هتهبل واضرب واعمل كل اللى تتخيله مادام أمى وقفه مع حريم يبقى لقيت لى نصيبه جديده تدبسنى فيها.
كشر اسلام بين حاجبيه بتفكير قائلاً.
- قصدك لقيت لك عروسه؟؟
هز وليد رأسه بقهر وهو يفكر كيف يخرج من هذه الورطه.
- أيوه زفته... بص أنا هعمل نفسى رايح الحمام وهتسحب على باب القاعه ومن باب القاعه على باب بيتنا وخليك جدع وجيب أمى مع أهلك يلا سلام.
لم ينتظر وليد أن يستمع رد اسلام وهرب من أمامه بسرعة كان شياطين الجن والأنس تركض خلفه ليصيح اسلام بصدمه من جنون صديقه.
- أنت ياااض... خد هنا يا زفت الله يخر بيتك يا شيخ.
لم تكف والدة وليد عن الأشارة لاسلام فاضطر أسفاً أن يذهب إليها ليرأه ماذا تريد منه.
- محتاجه حاجه يا طنط.
أخذت والدة وليد تبحث بعينها عن ابنها الذي اختفي مثل الزئبق لا تعلم أين هو؟ فهى منذ ثواني كانت تراه يقف مع اسلام لا تعلم أين اختفى.
- فين وليد راح؟ أنا كنت لسه شايفه وقف معاك.
حاول اسلام أن يجد حجه مقنعه حتى يتخلص من هذا الموقف السخيف الذى وضعه فيها وليد.
- احم.. مش عارف بس هو بطنه كانت وجعه فشكله راح التويلت.
هزت رأسها بخفوت وهى تلقى نظره اتجاه الحمامات لعلها ترأه ابنها ولكن لم تجده لذلك التفتت إلى النساء الذين يقفون معها قائلة بتعريف.
- دى اسلام صاحب ابنى وفى معزة وليد ابنى بالضبط سلم يا اسلام على أم تقى وأم فاطمه.
مد اسلام يده وقام بتسليم عليهم وهو لا يفهم شيء مما يدور حوله، لتقترب منه ولدة وليد وتهمس له بصوت منخفض لا يصل للأخرين.
- ايه رأيك فى البنات القمرات دول؟؟
نقل اسلام انظاره إلى الفتيات التي تشير عليهم والدة وليد برأسها ليكشر اسلام بين حاجبيه باستغراب وهو يهتف بابتسامه غبية.
- دول لــــ وليد؟! هتجوزيه اتنين مرة واحدة؟! أد ايه أنتى أم عظيمه يا بخت وليد بيكي.
ردت ولدة وليد بسخرية وغيظ من غباء صديق ابنها.
- وليد ايه اللى يتجواز اتنين؟! حد قالك أن شهريار؟! وبعدين هو عارف يتجواز واحده عشان يتجوز اتنين الموكوس ابن الموكوسه... أنا بقول هو يأخد اللى على الشمال وأنت تأخد اللى على اليمين واخلص منكم انتم الاتنين.
صاح اسلام بصدمه وصوت عالى لم ينتبه له.
- مييييين؟ يمين مين ام يمين؟!
وكزته ولدة وليد بحرج وهى تنظر لجميع بابتسامه محرجه.
- هششش بس الله يخرب بيتك فضحتنا يا مفضوح.
أثناء حديثهم جاء أحمد ورأه اسلام فتقدم منه وسلم عليه باستغراب من تواجده فى الحفل.
- ازيك يا اسلام ايه بتعمل هنا؟
حاول اسلام أن يستعيد هدوئه و وقاره وهو يجيب على أحمد.
- احم.. ازيك يا أبو حميد؟ أنا صاحب العريس.
هز احمد رأسه بابتسامه ونقل نظره إلى تقى بعد أن انتهى من السلام على اسلام وهتف بصوت مرتفع دون أن يهتم لمن حوله.
- أما فين العريس الغفلة اوعى تقولى المسرحيه فاتتنى والله ازعل.
رمقته تقى بغيظ لا تعلم لما تصر وللدتها أن تضعها فى هذه المواقف المحرجه كأنها أصبحت عانس لعنة فى سرها هذا المجتمع وأفكاره التى تنظر لأى فتاة تأخر رزقها فى الزواج نظرة مريضه ليس نظرة فقط بل ويصدرون الأحكام عليها فتلاحظ ابتعاد الأصدقاء لظنهم أنها قد تسرق أزواجهم منهم بينما الجانب الأخر من هذا المجتمع اللعين يحكم أن فرصه فى الحصول على شاب مناسب قد انتهت وأصبحت متاحه لكبار لسن لخطبتها أو من سبق له الزواج، تعلم رعب والدتها وخوفها أن تصل لتلك المرحلة ولكن حقا تشعر بالاختناق والاحراج من تلك المواقف، وكزت أحمد فى ذراعه وهي تجز على أسنانها.
- اتلم يا حيوان.
لم يهتم اسلام لما يحدث بين صديقه أحمد وتلك الفتاة والتفت إلى والدة وليد يحدثها برجاء لعله يهرب من هذا الموقف على خير.
- مش يلا بينا يا طنط خلينا نروح.
هزت والدة وليد رأسها بالموافقه وهى تكمل تنظر لوالدة تقى.
- أيوه احنا هنمشى بس لما أخد معاد من أم تقى نزورها أنا و وليد امتى؟
ردت والدة تقى بترحيب لاستقبالهم فى أى وقت يرغبون فى القدوم به فهي كم تتمني أن تطمئن على ابنتها مع شخص مناسب لها.
- تشرفونا فى أى وقت يا حبيبتى.
غمغمت والدة وليد بابتسامه متسعه.
- خلاص نخليها على بعد بكره كده إن شاء الله.
- تشرفوا إن شاء الله.
التفتت والدة وليد إلى والدة فاطمة تكمل حديثها معها.
- وأنتى يا أم فاطمة امتى ناجي ليكم يا حبيبتى؟
قاطع أحمد والدة فاطمة من الرد وهو يهتف بذهول.
- ايه ده أنتى هتخدى تقى وصاحبتها عليها هديه ولا ايه؟!
ضحكت والدة وليد على مزحت هذا الشاب الظريف لترد عليه بابتسامه موضحه له الأمر.
- هههه لا يا حبيبى دا أنا بحدد معاد عشان عايزه فاطمة لــــ اسلام ما هو زى ابنى برضوه.
غمغم اسلام بعدم فهم وهو لا يستوعب ما تتفوه به والدة صديقه.
- اسلام مين؟ أنا مش ابن حد أنا اصلا متسول مليش أهل.
وكزته والدة وليد فى صدره بحنق وهى تصلح ما افسده هذا الغبي شبيه ابنها فى تصرفاته الحمقاء.
- اسكت أنت... ايه قولتى يا ام فاطمة؟
ردت والدة فاطمه بترحيب.
- خلاص خليها بعد بعده يكونوا شوفتوا تقى.
ودعتهم والدة وليد بسعادة لحصولها على موعد لتقدم لزواج ابنها وصديقه الأبله لينتهى الحديث بالقبلات والأحضان وتأكد على موعد اللقاء ليغمغم اسلام بقهر وهو يتحرك خلف والدة وليد إلى خارج القاعة.
- ربنا ينتقم منك يا وليد الكلب يلا يا خالتى يلا أنا عارف أن موتي هيكون على يدك أنتي وابنك.
لم تبالى والدة وليد لحديثه المغتاظ وحركت فمها بطريقة شعبيه ساخرة منه.
- دلوقتى خالتى أما فين راحت طنط.
نظر لها اسلام بغيظ قائلاً بحسره.
- ما خلاص بقا.
صعدت ولدة وليد سيارة الأجرة بابتسامه متأمله وسط تحسره اسلام وندبه على حظه العاثر، بينما عند تقى وفاطمة الذين كانوا يتابعون ما يحدث بذهول وصدمه لتشير كلاهما إلى حيث كانوا يقف اسلام و والدة وليد.
- ايه ده؟؟
ردت والدة تقى بسعاده بالغه وهى توضح لهم الأمر.
- ايه هو اللى ايه ده... عريس أمه شافتك وطلبتك لابنها وحددنا معاد تتعرفوا فيه على بعض.
صاحت تقى باعتراض وغيظ مما يحدث معها بتلك الطريقة المهينه.
- هو أنا هتجوز أمه عشان هى اللى تختارنى أما هو ايه دوره عريس الغفله يقعد جانبي على الكوشه ولا دى كما أمه اللى هتعملها.
نظرت لها والدة فاطمة باعتراض وضيق من تبترهم على كل عريس يتقدم لخطبتهم ولكنهم لا يفهمون أنهم ليس أى منهم فليس بعدد المتقدمين للخطبه بل هو بمن هو أفضل للاستمرار معه الباقي من العمر ولكن يبدوا أن ما يطلبوا به أصعب مستحيل استيعابه فى هذا المجتمع الذي يراه أن عيب الرجل هو جيبه فقط.
- ايه اللى بتقوليه ده بس يا بنتى ما هو لو مش موافق عليكى ايه اللى هيخلى أمه تتقدم ليكم؟
ردت فاطمة بسخط وسخرية فربما ما تقوله والدتها يكون صحيح مع تقى ولكن كيف يكون ذلك معها وهى رأت بعينها ردود أفعال عريسها المبجل.
- لا والله أما مين اللى كان مصدوم من شويه ده؟!
ردت عليها والدتها بمراوغه فهي بالتأكيد لن تفسد الأمر بسبب ما تقوله ابنتها.
- الله وفيها ايه؟! وبعدين متحكميش عليه من غير ما تقعدى معه مش يمكن يطلع كويس اهو كلها يومين وتقعدي معاه وتحكمي عليه... يلا بينا ابوكى بيرن من الصبح عشان نطلع له يلا قدامى.
تحركت والدة تقى هى الأخره هاتفه.
- واحنا كمان يلا.
تحرك الجميع للمغادرة وأثناء ذلك نظر محمود لتؤامه فوجده يأكل وهو يتابع ما يحدث بسعاده.
- أنت بتأكل ايه؟!
رد أحمد بضيق.
- ده لب أصل ملقيتش فشار فضطريت أجبت لب وخلاص اسالى به نفسى ويبقا احنا ومشين اشوف أى حد بيبيع فشار واجيبه لازم القاعدة الجاية.
نظرت له تقى بغيظ وهى تشعر بالقهر لما يحدث معها.
- تصدق أنت معندك دم.
رد أحمد ببرود واستفزاز.
- ليه يعنى؟ وبعدين المفروض أنك تكونى اتعوتى يا توته... يلا بينا ويبقى فكريني اشترى فشار علشان مسرحيه بعد بكره علشان الفشار اللى فى البيت خلص مع اخر عريس أوعي تنسي.
بينما عند وليد عندما وصلت والدته إلى البيت اخذت تلومه وتعاتبه على ما فعل وتركه لها بتلك الطريقة.
- كده يا وليد بتسيبنى فى الفرح وتمشى بقا هى دى أخرتها.
رد وليد بتبرم من أفعال والدته وأصرارها على الزواج بتلك الطريقة.
- ما أنا عارفك يا ماما أكيد هتلبسينى فى بلوه بتاعت كل مرة فخلعت من اولها أحسن.
غمغمت والدته بفرح وهى لا تبالى بتلك القزيفة التى تلقيها فى وجهه.
- لا ما أنا خدت معاد مع الناس وهنروح ليهم بعد بكره.
انتفض وليد فى جلسها وهو يصيح باعتراض وذهول.
- ده مين اللى رايح؟ أنا مش متحرك من مكانى لو اطربقت السماء على الأرض.
ردت والدته بأصرار ونظرات صارمه.
- وأنا قولت هتروح مش بعد العمر ده كله تطلعنى عيله قدام الناس.
حاول وليد أن يجعلها تتراجع عما تنوى ولكن دون فائدة حتى أنها تركت له المكان دون أن تستمع إلى أى هراء منه وأغلقت باب غرفتها بعنف توضح به عدم رضاها عن أي حديث مما قال لينظر إلى باب الغرفة بتحسر قطعه رنين هاتفه ليجد المتصل صديقه اسلام.
- الو.
صرخ به اسلام بغضب يكاد يصم به أذنه فابعد وليد الهاتف عن أذنه قليلاً وهو يستمع إلى صيحات صديقه.
- الو يا برودك ياخى ربنا يخدك يا وليد وارتاح من صاحبيتك المهببه دى يا شيخ.
صاح به وليد بضيق فهو لا ينقصه صياحات اسلام الذي لا يجد لها مبرار.
- فى ايه يا حيوان؟ خرمت لى ودانى.
غمغم اسلام بغيظ وهو يتمني أن يكون صديقه الحقير أمانه حتى يوسعه ضرباً لعله يهدأ من غضبه قليلاً.
- كمان بتشتم ومش عجبك يارب تولع يا شيخ وأنا هتفرج عليك ومش هطفيك يارب ت...
قاطعه وليد من وصلت دعواته عليه قائلاً بتحذير.
- تعرف تتكلم زى البنى آدمين ولا اقفل التليفون فى وشك... فى ايه مخليك شايط كده؟!
رد اسلام بغيظ وهو يجز على اسنانه بغضب يتفاقم كلما يتذكر ما حدث فى تلك الخطبة اللعينة.
- فى أن أم سيادتك دبستنى فى عروسه بعد ما زنة على أمى واهى من ساعتها وهى مش عايزه تنزل من على ودانى وبتقنع فيا اغور اشوف الهبابه واتجوز كفايه سرمحه... هو اللى يعرف خلقتك يعرف يتسرمح ولا يهبب ايه نيله فى حياته كان يوم ما يعلم به الإ ربنا يوم ما عرفتك روح يا شيخ ربنا يخدك يا بعيد.
لم يبالى وليد لدعوته وتزمره الذي يشبه تزمر النساء وهتف بعدم فهم.
- أنا مش فاهم حاجه قولى ايه حصل؟ هو مين اللى هيتجوز أنا ولا أنت؟!
قص له اسلام كل ما حدث فى خطوبة صديقهم بعد مغادرته لتتعالي ضحكات وليد المغتاظه من تصرفات والدته.
- هههههه يعنى أنا وأنت هناخد واحدة وصاحبتها لا وكمان اللى هأخدها طلعت أخت أحمد دى اكيد فيزاتها ضربه بدرى بدرى.
غمغم اسلام بغيظ من ضحكات وليد.
- أنت بتضحك يا برودك ياخى... بص أنا مليش دعوة أنا واحد مش بتاع جواز أنا أخر معاكسات غير كده يفتح الله شوفى لى صرفه فى التدبيسه دى بدل ما اقتلك وأخلص منك.
ردت وليد بسخريه وعجز فهو لا يعلم كيف الهروب من هذه الكارثه الجديدة التى اوقعته بها والدته.
- مش لما القى لنفسى الأول بس متقلقش أنت أكيد هتلقى فيها عيب امسك فيه وهتخلع من الموضوع ما هى أمى عمرها ما بتجيب حاجه عدله اسألنى أنا.
صمت اسلام لثواني يقلب الأمر فى رأسه قبل أن يهتف بتوتر.
- أنا قلبى مش مطمن بس ربنا يستر يلا أنا رايح انام مش قادر أفتح عيني سلام.
- سلام.
مر اليوم التالى دون أحداث حتى أتى يوم مقابله وليد وتقى، بعد روتين كل مقابله يحدث بين الأهل من كلا الطرفين جاء وقت أن تجلس تقى و وليد مع بعض قليلاً للحديث معاً ولكن قبل أن يخرج أحمد قال لهم.
- لما لماتش يسخن نادوا عليا أنا رايح اجهز الفشار.
رمقته تقى بغيط وعيون مشتعله من حديث أحمد الغبي ليحمحم وليد ليجذب انتباهها له.
- احم ازيك يا آنسه.....
ردت تقى وهى تجز على أسنانها بغيظ فها هو عريسها المبجله لا يعرف حتى اسم من يتقدم لخطبتها ما هذا العبث الذي يحدث فى حياتها.
- اسمى تقى ولا جاى لواحدة مش عارف اسمها.
رد وليد بابتسامه بسيطه ومكر فيبدو أن العروس مجبرة على تلك الزيجة مثله وهذا مأشر جيد على عدم أتمام الأمر.
- لا طبعا عارفه بس أنا حبيت اسمع صوتك ولا أنتى عايز تحرمينى من أنى اسمع صوت الكروان.
خجلت تقى من مغزلته الصريحه تلك وصمتت أما وليد فأكمل حديثه.
- هو أنتى فى كليه ايه؟
ردت تقى بخجل.
- كليه تربيه فى سنه تلاته.
غمغم وليد بابتسامه وهو يعرف نفسه لها.
- حلو ربنا يوفقك... أنا بقى يا ستى مهندس معمارى وبشتغل فى شركة سنى دلوقتى 30 سنه عايش مع أمى، بابا متوفى من 10 سنين وأنا وحيد... أنتى بقا مش هتعرفينى على نفسك ولا ايه؟
حمحمت تقى وهي تجيبه بخجل لم يفارقها.
- احم... أنا البنت الوحيده معايا أخين أحمد ومحمود فى كليه تربيه سنى 21 سنة.
ظل وليد وتقى يتحدثون مع بعض ما يقرب النصف ساعة باندماج حتى قطع عليهم حديثهم دخول أحمد وهو يجلس على أحد المقعد ويمسك طبق ملئ بالفشار وهو ينظر لهم بزعل واضح للأعين.
- انتم ليه اتاخرتوا كده أنا زهقت؟؟
نظر له وليد باستغراب وهو ينظر لساعة يده.
- اتاخرنا على ايه؟!
رد أحمد بحزن وهو ينظر إلى طبق الفشار بين يديه.
- ليه مفيش زعيق ولا اخناق ده الفشار برد.
ضحك وليد على شكل أحمد الطفولى وتزمره الذي فهم من خلاله ما كان يحدث مع تقى وسبب المتعة الرئيسي لدى أحمد.
- هههه لا متقلقش شكلك مش هتاكل فشار تانى.
نهض أحمد مفزوع من مكانه فسقط طبق الفشار منه على الأرض صارخاً بخوف.
- ااااااايه؟؟
دخل الجميع على صوت صراخ أحمد و رأوا منظر الفشار المسكوب على الارض وشكل احمد المفزوع بعيونه الدامعه لتقترب منه والدته بقلق.
- فى ايه يا أحمد؟؟ ايه حصل؟؟
رد أحمد وهو على وشك البكاء بشتكي لوالدته ما قاله له وليد.
- الحقى يا ماما ده بيقول مش هأكل فشار تانى.
غمغم والد تقى بغيظ من تصرفات ابنه الطفوليه التى لا تتناسب مع سنة ولا حتى الموقف.
- أنت اتهبلت ايه اللى بتقوله ده يا غبى؟؟
رد أحمد بحزن واضح وهو يزم شفتيه ليمنع نفسه من البكاء.
- ده بيقول أنه هو و تقى متفهمين وهيتجوزوا.
نظرت له والدته باستغراب فهى لا تفهم ما يحدث مع ابنها.
- وأنت زعلان ليه يا متخلف؟؟
تركهم أحمد دون أن يجيبهم ودخل غرفته وهو حزين ولم يفهم أحد ماذا حدث له ولما كل هذا الحزن الواضح للعيان، تحدث وليد مع والد تقى يخبره بانتظاره لموافقة تقى وبعدها سوف يحددوا موعد للخطبة ليغادر بعدها هو و والدته بعد أن اخبره والد تقى أن يعطيهم مهلة أسبوع حتى تفكر تقى فى الأمر وتقرار وبعدها سوف يرسل لهم الرد، بعد مغادرته اتجهت تقى إلى غرفة احمد فوجدته يجلس حزين لتهتف بعدم فهم لما حدث له فجأه.
- مالك يا أبو حميد زعلان ليه؟! أنت مش فرحان لي أنى هتجوز.
رد أحمد بحزن وجمود.
- لا مش فرحان.
نظرت له تقى بعيون دامعه قائلة بحزن.
- يعنى أنت مش مبسوط لي وكنت فرحان لاللى بيجولى دول.
رد أحمد بحزن وصراحه.
- أيوه عشان كنت عارف أنهم مش هيخدوكى منى لكن أنتى عايز تسيبينا وتروحى مع واحد متعرفيش عنه حاجه.
سقط دموع تقى دون أن تشعر وهى تسأله باستفسار.
- يعنى أنت زعلان عشان هسيبكم؟؟
هز أحمد راسه بالموافقه لتكمل تقى حديثها بمحبه.
- ولا تزعل نفسك خلاص أنا هرفضه واقعد جنبك يا سيدى هو أنا عندى كم أحمد.
صرخ أحمد بسعادة وهو يحتضن أخته بحب.
- بجد هيييييي.
دخلت والدة تقى على صوت صياح احمد فوجدته يحتضن تقى بسعادة لتهتف بابتسامه متعجبه.
- فى ايه؟
رد أحمد بسعاده بالغه.
- تقى مش هتجواز.
ضربت والدة تقى يدها على صدرها بصدمه صارخه بفزع.
- يا نصيبتى ليه يا بنتى؟ ما الراجل ابن حلال ومفهوش عيب عايزه ترفضيه ليه بس؟
رد احمد بدلا من تقى هاتفا باعتراض.
- مش مهم أهم حاجة أنه مش هيخدها منى.
نظرت له والدة تقى بتفهم وغيظ.
- يعنى أنت السبب؟! طيب دلوقتى هتخليها ترفض العرسان وتقعد جنبك وبعدين أنت لما تجواز وأخوك يتجواز واحنا نموت هتقعد مع مين هاا؟ هتسيبها لواحدها فى الدنيا ولا حد يدور عليها ولا تستني شفقتكم لما حد يفتكرها ويطل عليها.
شدد أحمد من احتضنه لأخته هاتفا برفض لحديث والدته.
- لا هخدها معايا.
هتفت والدة تقى توضح له فهى تعلم مدى طيبة قلب أحمد فمن يتعامل معه لا يقول أنه شاب فى الثانويه العامه بل هو طفل صغير يحتفظ ببرائته.
- وهى يعنى مراتك هترضى وبعدين زى ما أنت عايز تجواز وتشوف عيالك هى كمان زيك عايزه تشوف عيالها ويكون لها بيت.
رد أحمد بتردد وتشتت.
- خلاص تجوازه بس لو بعدها عنا لطلقها منه هااا.
ردت تقى وهى مازالت مستقره بين أحضان أخيها الحبيب.
- مين بس اللى يقدر يبعدنى عنكم أنا مفيش حاجه فى الدنيا تبعدنى عن أبو حميد حبيبى.
قبل أحمد أعلى رأسها هاتفاً بمحبه وعبث.
- حبيبتى يا توته... يلا أمري لله افكر فى طريقه تانى اسالى بها نفسى ما أنا لسه معايا فترة خطوبة أكيد هتسلى فيها جامد.
مر الأسبوع سريعاً وقام والد تقى بإرسل الرد إلى وليد بالموافقه ليتجهز الجميع للخطوة القادمة بترقب من البعض وسعادة من البعض الأخر.      
يا ترى ايه اللى هيحصل بين وليد وتقى؟
يا ترى كده خلصت متعة أحمد؟
ياريت تتفاعلوا مع الرواية وتقولوا رأيكم فى الاحداث والأبطال.
انتظروا الفصل الجاى. 
        يتبع 
☆☆☆☆☆

نوفيلا اتجوزني شكراً { مكتملة}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن