مرحباً .. أنا هنا
أرتب بدلتي السوداء الرسمية بينما أمشي على رصيف المشاة
حتى أصل إلى المكان المعهود ..
ألتقي بذلك السجين المسكين .. شاحب الملامح .. وكأن السجن قد امتص رحيق وجهه وقضم سنوات عمره .
يجري بيننا حوار مبهم ، حوار غير مفهوم .. ثم أغادرههاأنذا في الحافلة ، أشاهد نسمات الهواء في الأنحاء ، كل نسمة تمسك بيد صاحبتها الاخرى ثم يجمعهن حضن طويل ، وعميق جداً !
أخيراً وصلت إلى المنزل ..
أفتح باب منزلي الصغير فأدخل وأنا أنادي : أبي أبي ..
ليُفتح فجأة باب إحدى الغرف ومع فتحه يسقط قلبي من الطرف الايسر ويهوى بين قدميّ
شبح !!
وجه مظلم يشع بالنور !
أوه تباً هذا أبي يحمل المصباح بين يديه ويلصقه بوجهه
لقد أخافني في هذا الوقت
أبي : يجب أن أتبول لقد حبست نفسي طويلاً
ثم يغادر الغرفة
أقوم بغسل الثياب المتسخة ..
ثم أجلس مع أبي على طاولة العشاء ..
فقط أنا وهو
إن الوحدة شعور سئ ، أسوء شعور قد تجربه في حياتك
لكن علي أن أكون سعيداً فعلى الاقل هو معي .. لا أعتبر بهذا أنني وحيد ، ولكن من يدري ؟ قد يفارقني يوماً ما ثم سيبدأ ذلك الشعور يمزقني إرباً إرباً
لقد كبر أبي في السن وبدأ شعره يشتعل شيباً
أطعمه بيدي علني أرد جزءاً من جميله فقد رباني منذ أن كنت صغيراً وأطعمني وتعب في رعايتي
هل جزاء الاحسان الا الاحسان ؟
أزيل بقايا طعام عالقة على ثيابه ثم أسأله عن صحته
- هل تاخذ أدويتك بشكل جيد ؟ سمعت أن الطحالب المجففة جيده لمرضى الشلل الارتعاشي .
يجيب : اهتم بنفسك واترك أمري .. هل يعقل أنك لم تجلب فتاة للمنزل منذ 46 سنة ..
أنظر اليه في صمت وذهول فيكمل :
يسألونني الناس إن كنت تحب الرجال ؟!..
أقول في نفسي :
تباً للناس كم هم أغبياء بتفكيرهم التافه هذا .. أولئك اللواطيون قد أهلكهم الله من قبل ، أيعقل أنهم انتشروا من جديد ؟ إذن الهلاك قريب لا محالة !
نبدأ بمشاهدة التلفاز أنا وأبي فيدور بيننا حوار بسيط وغير مفيد حول المذيعة التي تظهر في الأخبار .
أبي فقد الأمل مني لذلك حينما يشاهد أي امرأة على وجه الأرض وأينما كانت وكيفما كانت يتمنى لو أحببتها وتزوجتها
لقد أصابه اليأس من عيشي وحيداً وصار أي شي وأي شخص يعجبه فوراً 😂
يخرج صورة لفتاة ما من تحت المنضدة ويعطيني اياها
أنظر للصورة بلا مبالاة
- حتى أمك كانت أكبر مني بسنوات ، لا بأس ، إسمها ورقمها في الخلف !بابتسامة ، ننظر لصورة أمي وأبي معاً وهما بالزي التقليدي .. مشاعر الحب والسعادة تكاد تخرج وتنفجر من بين الإطار المعلق .. أبي يغرق بداخلها ، يراها لوحة بعنوان موناليزا الحب ❤️
أنت تقرأ
الجين الساكن
Mystery / Thrillerفتاة مصابة بطيف التوحد شهدت على جريمة قتل ذات ليلة فـيقوم رجال القانون في المحكمة بالبحث عن الاسرار والحقائق حول ما إن كانت جريمة فعلاً أم إنتحار بينما تعاني الشاهدة نوبات مرضها وتحارب خوفها من الملأ لتشهد بالحقيقة في المحكمة. نوع الرواية : قانون...