من جديد ..
قررت زيارتها في مدرستها
يجب أن أبذل جهدي قدر المستطاع
- جوانا هل أنا لست غريباً بعد الآآآآن ؟
ومديت نهاية الكلمة كما علمتني جوانا
نظرت إلي نظرة سريعة ثم أشاحت بوجهها بعيداً
فاجأتها : انظري لقد أحضرت لك هدية ، ألم تعجبك ؟
لم تكترث بهديتي بل واصلت المشي وهي تنظر للأسفل
سألتني ليزا : أليست هذه للأطفال الصغار ؟
أجبتها : أنا لا زلت أحب الأحجيات ..
وبدأتُ التحدث محاولاً جذب انتباه جوانا
- في هذه الهدية نوعان من الألغاز ، هذي أحجية رياضية
كيف يمكن أن تحصل على الناتج سبعة باستخدام العدد ستة فقط ؟! ..
نطقت جوانا : لا أعرف
فأجبت : فكرا بحلها التلميح هو كسر ، إذا أضفت العدد ستة إلى ستة تقسيم ستة يكون الناتج سبعة
تسارعت خطوات جوانا فـشعرتِ كأنها لم يعجبها اللغز
فحاولت للمرة الثانية : الأحجيات المنطقية نوعي المفضل ،
هل تعرف كيف يمكنك بناء منزل من أربعة جدران وجميع النوافذ باتجاه الجنوب ؟
أمسكتْ جوانا أذنيها بقوة وبدأت بالصراخ ..
هكذا إذن ، يبدو أننا وصلنا للرصيف الذي يجلس عليه الكلب
ركضت الصديقتان بسرعة البرق حتى عبرتا من أمامه ..
جوانا وهي تنظر لأشخاص يتناولون الراميون :
- راميون راميون
وبدأت تقوم بحركات غريبة حتى بدأت ليزا تشعر بالحرج
فقلت محاولاً إنتهاز الفرصة : هل نتناول الراميون ؟
يبدو أن الفكرة نالت استحسان جوانا فبدت سعيدة
أخذت جوانا تتناول حلوى متنوعة الألوان كانت قد أخرجتها من حقيبتها المدرسية ..
مديت يدي لآخذ قطعة حلوى زرقاء فضربت جوانا يدي برفق قائلة : لا تلمسها
ليزا : إنها تتناول القطعة الزرقاء فقط
جوانا : يمكنك أن تثق بالهلام الازرق ..
ووضعت قطعة حلوى صفراء في طبقي فابتسمتْ ..
إنها إنسانة في غاية اللطف !
*****
- لقد عادت جوانا تقريباً إلى وضعها الطبيعي بفضلك .
هكذا سمعت والدة جوانا تتحدث مع عدوي اللدود المدعي العام " ليون " من أمام باب منزلهممشت جوانا باتجاه ليون وقاموا بحركة مماثلة معاً
ضربة يد ، يمين ، يسار ، ضربة صدر ، يسار ، يمين
أو شئ كهذا .. لم أفهم شيئاً مما رأيته ، كانوا في غاية السرعة ..تباً لك يا ليون ، أنت تأخذ مكاني ، تحاول أن تجعلني في الزاوية دائماً .. أنت تكاد تنتصر علي .. تكاد تتفوق .. لقد اقتربت أكثر مني وهذا مالا أريده .. حدثت نفسي
وجهت حديثي إلى والدة جوانا : لقد صادفت جوانا في طريقي وألقيت عليها التحية
الأم بابتسامة : لدينا مدعي عام ومحامي الدفاع ، يمكننا الآن إجراء المحاكمة في المنزل ..
ليون مخاطباً والدتها : يمكنك رفض استدعاء المحكمة
الأم : نعم أنا ارفض
جوانا وهي تكرر كلام أمها : نعم أنا ارفض
ودخلا المنزل غير ملتفتين لمن يقف خلفهم ..
قلت لليون بعصبية : إنها مسألة حياة أو موت شخص ، هل يمكنك أن تسمح بعقاب شخص بريء بدون سبب ؟! وأكملت : كل الأدلة تشير إلى الانتحار
أجاب بتأثر بالغ : الأشخاص المصابون بالتوحد لا يمكنهم الكذب ، لهذا أنا أصدق جوانا
رديت عليه وبراكين بداخلي بدأت بالثوران : وأنا أصدق السيدة ميران ، جوانا حتى ولو لم تكن تكذب ربما تكون قد أساءت فهم الموضوع
ثم قلت والحمم قد تحولت إلى ثلج بارد : الناس يطلقون على الإدعاء والدفاع " الرمح والدرع " لكن دعنا نتجاهل هذا ، ولنكن درعان متوازيان بدلاً من ذلك
ثم بصوت عالي قلت : أرني الحركة التي فعلتها معها ، أريد أن أوثق علاقتي معها أيضا
يبدو أنه لعنني في نفسه كثيراً وبدوت كالاحمق أمامه فقال : - أنا أرفض
ذهب بسرعة تاركاً يدي في أدراج الريح تنتظر الحركة التي ظننت أنه سيعلمني إياها ..
حاولت مع نفسي ، ضربة يد .. يسار .. اقصد يمين .. ثم ضربة ماذا .. لا افهم شيئاً
لاحظت عينان تنظران إلي بخلسة في النافذة خلف ستار الغرفة .. هي مرة أخرى .. تجاهلت الأمر وذهبت في طريقي
أنت تقرأ
الجين الساكن
Mistério / Suspenseفتاة مصابة بطيف التوحد شهدت على جريمة قتل ذات ليلة فـيقوم رجال القانون في المحكمة بالبحث عن الاسرار والحقائق حول ما إن كانت جريمة فعلاً أم إنتحار بينما تعاني الشاهدة نوبات مرضها وتحارب خوفها من الملأ لتشهد بالحقيقة في المحكمة. نوع الرواية : قانون...