الجين الساكن

الانفجار

- هل تشاهد مقطعاً إباحياً ؟!
فاجأني أبي بسؤاله
- بربك ماالذي تقوله يا أبي ؟
- إذا شاهدت تلك الاشياء فلن تجد امرأة حقيقية أبداً
- لم أشاهدها حقاً يا أبي !
- مفاجاة !!
قالها وهو يخرج صوراً أخفاها بيده ثم وضعها على الطاولة وطلب مني أن أختار صورة من بينهم ..
اخترت صورة وإذ بها صورة المذيعة ليندا الذي يصر أبي أن أتزوجها ..
قال بسعادة : اتصل بها ، لا بد أنها من نصيبك !
فتحت بقية الأغلفة لأجد صورتها بجميع الأغلفة فقلت :
- كما توقعت !
قال أبي : اخرج معها .. موعد واحد فقط على الأقل .
صرخت والدم بدأ بالغليان في رأسي : توقف أرجوك ،
لا يمكنني توفير التكاليف لأفكر بالزواج
هل تعلم كم تبقى لأسدده ؟
كل هذا بسببك يا أبي ، لو لم تعطي صديقك ذلك المبلغ ..
أخفض رأسه وعلامات الحزن بدأت تملأ وجهه
لقد بدا كطير كسرت جناحه وقع بين مخالب القط لا يستطيع التصرف وهو يرى مصيره أمامه ..
لا أنكر أني شعرت بالندم لقسوتي عليه ولكن من يمنع الانفجار من الانفجار ؟!
قال بصوت يملؤه الشجن : هل كان علي مشاهدة حياة صديقي تنتهي أمامي ؟ ، ماذا كان الخيار الآخر لدي ؟
ثم خرج من الغرفة كالطير مكسور الجناح الذي التهمه القط المتوحش .. !

في صباح جوه لطيف وعليل
مرة أخرى أجلس أمام المتهمة "ميران " التي سأدافع عنها في المحكمة لأثبت أنها لم ترتكب جريمة القتل وإنما كان الأمر انتحاراً ..
بدأت حديثي قائلاً : 
- من المرجح أن يتم قبول شهادة الشاهدة كدليل
تسائلتْ بحزن : إذن ماذا يعني هذا ؟
أجبت : لا يعني أنها ستؤثر بالمحاكمة ولكن نحتاج إلى دليل قوي يدعم الانتحار ..
أكملتُ متسائلاً : أيمكنني أن أطلب منك معروفاً ؟
أجابت بانتباه : ماهو ؟
- من واجب المحامين الحفاظ على السرية ، ونعاقب إن انتهكنا سرية الموكل ، مما يعني حتى لو كنت مذنبة في هذه الجريمة ، لا يمكنني أن أكشف ذلك لأي شخص ..
هل أنت مستعدة لإجراء اختبار كشف الكذب ؟
- هل تعتقد أني ..
ثم توقفت عن الحديث وبدأت قطرات المطر بالهطول من عينيها
ثم قالت : إذا كان الاختبار عادلاً ، سأجربه ، إذا كان سيخلصك من شكوكك ، أوافق .. هل أجربه الآن ؟
كانت أمطار عيونها تزداد غزارة في كل لحظة
أجبت بابتسامة : كلا أنا أصدقك ، ارفضي الاختبار حتى ولو طلبه الادعاء العام ، قد يؤثر بالمحاكمة كما أنه غير موثوق بدرجة كاملة ..
ثم تحدثنا عن غاز البوتان الذي كان بالكيس وانتهى لقاؤنا ..