٤- غجري

106K 3.5K 650
                                    

            ٤-غجري  

انتهت دلال من معاينة النسوة جميعهن و ما ان همت باغلاق باب حجرة الكشف الخارجية حتى طالعها مناع على عتبتها يسألها في لهفة على حال زوجته :- معلش يا داكتورة بس سؤال كِده .. ايه اخبار مرتى ..!؟.. تماام ..

ابتسمت دلال لاهتمامه هاتفة :- اه يا مناع ذي الفل .. قربت خلاص كلها حاجة بسيطة و تدخل الشهرالتاسع ..

هتف مستفسرًا :- يعنى كل حاچة تمام .. طمنينى يا داكتورة .. اصلك كانت هتروح فيها النوبة اللي فاتت..

اتسعت ابتسامة دلال هاتفة :- متقلقيش .. لحد دلوقتى كل حاجة تمام .. بس الظاهر ان سعدية حظها حلو انها اتجوزت راجل بيعزها و خايف عليها كده !!..

وللمرة الأولى ترى مناع الذى يشبه الأسد الجسور ببنيته الضخمة و شاربه المفتول أشبه بقط أليف مع تلك الابتسامة الخجلى التي ارتسمت على شفتيه ليجيب هامسا :- معلوم يا داكتورة .. لو مكنتش اتچوزت سعدية مكنتش هتچوز غيرها ..

ردت دلال في سعادة ضاحكة :- يا بختك يا سعدية ..

أكد مناع :- و الله يا داكتورة اني ما كنت عايز عيال تاني .. الحمد لله على اللى چابه ربنا .. بس هى .. اعمل ايه ف دماغها .. عايزة تفرحني و تچبلي الواد ..

هتفت دلال :- باذن الله خير و ربنا يرزقكم باللي تتمنوه ..

رفع مناع يديه و ناظريه للسماء متضرعا :- يااارب ..

وهنا انتفض مناع في مكانه عندما تهادى لمسامعه نداء عفيف بيه باسمه ليهتف مسرعا اليه :- نعم يا عفيف بيه .. جاى حلا اهاااا ..

و اختفى بلمح البصر من أمامها لتبتسم هي و تدخل غارقة في افكارها .. و ما لابد لها من فعله لتبدأ النساء هنا في ادراك الحقائق العلمية و التي مفادها ان الرجل هو المتحكم في نوع الجنين و ليس هُن .. لكن كيف لها ذلك .. ذلك ما اخذ منها جل وقت بعد الظهيرة ..

            ******************

حاولت النوم قليلا لكنها لم تستطع .. تشعر بالملل الشديد هاهنا .. لاتجد ما يشغل وقتها بعد انقضاء فترة الكشوفات الصباحية .. بعد ذلك يصبح اليوم طويلا و مملا ..

تنهدت في ضيق و هي ترتدي تنورتها و بلوزتها و وضعت حجابها على رأسها بإهمال فهى على ايه حال لن تخرج خارج حدود المندرة  و ستجلس بالأسفل قليلا ..

دارت حول البهو الواسع تتطلع الى أثاثه القديم القيم و تفتح الأدراج لعلها تجد جريدة او مجلة ما تطالعها .. لكنها و لحظها الحسن وجدت مذياع كبير الحجم حملته في سعادة داعية الله ان يكون غير معطل ..

بدأت في تشغيله ليصدح بالأنغام .. صفقت بيديها جزلا .. و بدأت تتمايل بفرح مع الأنغام الرقيقة المنبعثة من الجهاز .. أخذت تدور في البهو الواسع تضئ أنواره واحدا تلو الاخر لتسطع القاعة بنور مبهر يجعلها أشبه بقاعات الحفلات الكبرى .. جذبت احدى الوسائد الموضوعة على احد المقاعد وأغمضت عينيها لتسرح بخيالها كالعادة و تحلم بأنها تراقص ذاك الفارس الذى حلمت به دوماً .. استدارة و أخرى بتنورتها الواسعة و حماسها للموسيقى جعل حجابها الواهن الاستقرارعلى رأسها يسقط دون ان تنتبه و هى التي كانت تركت شعرها الغجري منسدلا بعد ان مشطته لها الخالة وسيلة ككل ليلة .. شعرها الذى كلما كانت تهم بقصه تتراجع في اللحظة الأخيرة عندما تتذكر ان ابيها كان يحبه طويلا و غجريا هكذا .. لم تحظ بشعر ناعم مسترسلا كأمها و كان هذا الامر يثير ضيقها فكانت تكره ذاك الشعر الذى يشبه أمواج البحر في ليلة ظلماء بلا قمر ..

جلاب الهوى .. مكتملة.. اتحولت ورقي👌 واضاف عليها مشاهد وتنقيح🥰🌹حيث تعيش القصص. اكتشف الآن