٨- الهروب الكبير

90.7K 3.3K 483
                                    

             ٨- الهروب الكبير

ليلة كاملة قضتها تموت ذعرا دون اي خبر يذكر عن ذاك الذي غاب خلف نديم و اخته .. القلق يتأكلها حرفيا مع مرور كل ساعة دون ان يأتيها اي معلومة عنه .. و عما يجري دون علمها.. تكاد تفنى انتظاراً وقهرا مما دفعها لتكثيف الفحوصات اليومية حتى تجد ما يشغلها عن التفكير في الامر الذي قد يدفعها للجنون ..

اوشك النهار على الانتصاف و قد اعتقدت انه ما عاد هناك من مريضات .. همت بالنهوض من خلف مكتبها في اتجاه باب حجرة الكشف لغلقها الا انها رأت فتاة صغيرة لا يتعد سنها الخامسة عشرة تقف فى اضطراب و خلفها يقف رجلا ملامحه لا تعرف الهوادة واللين ..

تطلعت اليهما فى تعجب فهى المرة الاولى التي يزورها رجل داخل عيادتها الخاصة بالنساء فعادة تأتي المريضة ومعها امها او اختها او حتى حماتها ..

تنبهت انها أطالت التحديق بهما فاندفعت تسأل فى دهشة حاولت إخفائها :- خير !؟.. اى خدمة !؟..

هتف الرجل بصوت قوى :- اه يا داكتورة .. عايزين بس خدمة ..

اكدت فى ادب :- تحت امرك ..

هتف :- عايزينك تسنني لنا البت دى عشان چايلها عريس وعايزين نكتبوا كتابها ..

انتفضت فى ذهول :- عريس !؟.. عريس ايه !؟.. دي لسه طفلة ..

تطلعت للفتاة تسألها مشفقة :- انتِ عندك كام سنة يا حبيبتي !؟..

لم تنطق الفتاة بحرف فيبدو انها كانت قد لُقنت تعليمات مشددة الا تفوه بحرف واحد مع اى من كان .. 

ساد الصمت للحظات والفتاة مضطربة لا ترفع ناظريها عن الارض ابدا مما دفع ابيها ليهتف في نزق :- ملكيش صالح بالبت .. احنا عايزين نكتبوا كتابها ولازما شهادة تسنين .. هاتكتبيها ولا لاااااه!؟..

اكدت دلال فى صرامة :- طبعا لااا.. ده اذا كان الامر بأيدي لانه للاسف مش اختصاصي ..ده اختصاص الوحدة الصحية  .. لكن انا عايزة أنبهك دي جريمة .. بنتك مبلغتش السن القانوني للجواز .. دى اصغر بحوالى ٣ سنين وزيادة كمان ..

وحاولت ان تثنيه عن عزمه باللين هاتفة :- ده خطر ع البنت .. ليه الاستعجال !؟.. استنى كام سنة تكون وصلت ال ١٨ ساعتها يبقى الموضوع قانوني .. و يبقى جسمها كبر شوية وتقدر تستحمل الخلفة و الولادة .. بنتك لسه عيلة صغيرة .. حرااام ..

صدرت عن الفتاة شهقة لاإرادية تؤكد بكائها الصامت الذى حاولت اخفاء أناته لكنها لم تنجح فقد كشف ذاك النحيب مدى حزنها الذى كانت تحاول وأده ..

اقتربت منها دلال فى تعاطف هامسة :- اسمك ايه !؟..

هتفت الفتاة بصوت مهتز النبرات:-نادية ..

لم يمهلهما الاب تجاذب أطراف الحديث بل جذب الفتاة من ذراعها فى قوة لتهرول خلفه محاولة مجاراة خطواته الواسعة حتى لا تنكفئ على وجهها جراء اندفاعه المحموم ..

جلاب الهوى .. مكتملة.. اتحولت ورقي👌 واضاف عليها مشاهد وتنقيح🥰🌹حيث تعيش القصص. اكتشف الآن