٢٥- فرحة العمر

98K 3.5K 790
                                    

٢٥- فرحة العمر

كان يقف متوترا يتلفت حوله في اضطراب داخل دائرة من نار تحيط به من كل جانب .. عاجز عن البقاء داخلها وغير قادر على الخروج منها .. واخيرا خبت هذه النيران ليصبح المكان حوله معتم والعجيب انه لايزل غير قادر على ان يبرح موضعه داخل دائرة النيران التي خبت جزوتها تماما .. وفجأة ظهرت تلك الاعين المخيفة المتربصة به .. كانت عيون مشعة لذئاب تحاول الوصول اليه وهو لا حول له ولا قوة .. لا يملك ما يدافع به عن نفسه .. يحاول دفع أذاها عنه لكن لا جدوى .. مزق احدهم طرف جلبابه بأنيابه الا انه سمع صوتا يناديه .. صوت يألفه ويستشعر وحشه لصاحبته .. صوتها هاتفا باسمه.. كان كلما هتفت يضئ المكان حوله فتندفع الذئاب المتربصة مبتعدة ذعرا ..اندفع احد الذئاب ناحيته وأوشك على اصابته لكنها  ظهرت بكامل هيئتها تنظر اليه في شوق وكفها يحمل مشعلاً قدمته اليه ما ان تناوله حتى لوح به فولت الذئاب هاربة .. لكن هى اختفت من جديد فظل ينادي عليها حتى استيقظ مذعورا يهتف بإسمها..

تطلع حوله في تيه للحظات ليتأكد انه كان يحلم وحمد الله ان كل من بالحبس نياما ما سمعوا هتافه باسمها .. مسح وجهه بباطن كفه هامسا في وجل :- يا رب خير .. يا رب ..

ليتناهى لمسامعه اذان الفجر فتضرع رافعا كفه من جديد وقلبه يهفو اليها .. يشعر بالسعادة انه لمح طيفها بمنامه فقد فاق شوقه لمرأها الحد..فتلك هى المرة الاولى التي يراها فيها بعد رحيلها عن النعمانية .. يضنيه شوقه لقربها.. فهل يدنيه قدره لها !؟..

             ****************

ما ان علمت النسوة بعودة دلال الا وتزاحمن على بابها من جديد وعلى الرغم من سعادتها لذلك الا انها استشعرت غصة بحلقها كادت تدفعها للبكاء ما ان لمست استقبالهن لها بحفاوة بالغة ودعواتهن لعفيف بالخروج سالما والنجاة من ضيقته ..

مر النهار طويلا نتيجة لإقبال النساء الذي لم تتوقعه .. وما ان همت بغلق باب غرفة الكشف حتى تناهى لمسامعها نداء باسمها .. تطلعت خارج الباب تحاول ادراك الموضع الذي يصلها منه الصوت واخيرا تنبهت لظل احدهم خلف شجرة بجوار الباب الخلفي .. تحركت في قلق هاتفة :- مين !؟..

خرج من مخبئه هامسا :- اني يا داكتورة .. لجل النبي تاچي معايا دلوجت .. مرتي بتولد وبتموت.. أبوس رچلك انچديها ..

اكدت دلال في محاولة لتهدئة الرجل الذي كان يبدو صادقا في كل حرف ينطقه حتى انها لمحت اثر دمع بعينيه :- حاضر .. بس اهدى وانا هروح ابلغ مناع يخرج لنا الكارتة عشان نروح لمراتك ..

ما ان همت دلال بالحركة حتى هتف يستوقفها:- بلاها مناع يا داكتورة ..

تطلعت اليه دلال متعجبة :- ليه !؟..

اكد الرجل بإصرار :- بلاش تجولي لمناع يا داكتورة .. اصلك لو عرف اني وخدك على فين مش هيرضى يچيبك ..

جلاب الهوى .. مكتملة.. اتحولت ورقي👌 واضاف عليها مشاهد وتنقيح🥰🌹حيث تعيش القصص. اكتشف الآن