حقل الأكونيتم

9 ) لا تنخدع بالأوهام !!

أتى أخيراً اليوم المنتظر يوم الاحتفال بميلاد الأميرة

ترقب الناس لهذا اليوم بشغف بينما تكدر مزاج الخدم خوفاً من مجيئه لما سيتوجب عليهم من أعمال يومها

وبالفعل كان التجهيز لهذا اليوم مرهقاً ومكلفاً جداً

امتلأ القصر بكل أنواع الزينة والمصابيح , ومن مطبخ القصر تفوح أطيب الروائح لأشهى المأكولات وكيف لا وهذا يوم ميلاد الفتاة التي ستصبح في المستقبل إمبراطورة هذه البلاد

تم تقسيم الخدم في وظائفهم تشويلي كانت في مكانها المفضل ..المطبخ وبالفعل كانت تستغل عملها لتتذوق الطعام , أما لي جين فكانت ضمن المجموعة مسئولة عن التنظيم قبل مجيء الضيوف واستقبالهم وإرشادهم للقاعة , لكن المسكينة وانتينغ كان سيتعين عليها العمل مع المجموعة المكلفة بتنظيف المكان بعد مغادرة الضيوف أي سيتعين عليهم البقاء مستيقظين طوال الليل لتنظيف المكان

بدأت أفواج الزوار بالوفود للقصر برؤية الهدايا التي معهم يمكن إدراك كم كانت منافسة التقرب من الأميرة والأمير شديدة بل كان الأمر أشبه بالصراع من أجل أن يضمنوا الحصول على منزلة عالية عند الحكام المستقبليين للبلاد

كمية السعادة التي شعرت بها الأميرة كانت لا توصف في الواقع أياً كان من سيكون في مكانها سيشعر بنفس سعادتها فمن لن يفعل عند حصوله على حفل ميلاد يتوافد إليه الناس من كل مكان في البلاد ويحضرون أثمن الكنوز كهدايا .

صوت الموسيقى يصل لمسامع الناس خارج القصر الذين كانوا بدورهم يحتفلون بسعادة بغض عن معرفتهم بمن صاحب حفل الميلاد هذا ولكن طالما هناك احتفال ما الذي يمنعهم من أن يحتفلوا أيضاً , أضاءت المصابيح الطرق وعلت الموسيقى وصوت الضحكات ملأ المكان أنيرت السماء بأضواء الألعاب النارية , كان احتفالاً مبهراً بحق

........

في حديقة القصر أثناء مغادرة الضيوف كان الأمير قد ذهب للسير قليلا بينما يراقب السماء المنيرة حيث تغمرها وتزينها الألعاب النارية بألوانها الجميلة , توقف عن سيره عندما صادف خادمة واقفة تراقب تلك الأضواء بالقرب من البحيرة كانت تتأمل بدون أي تعبير عن بهجة أو سرور فقط تراقب كما لو كانت تقوم بوظيفة ما

الأمير داو زي : منظر جميل أليس كذلك ؟

لي جين : أجل

الأمير داو زي : تبدوا كما لو أنها نجوم ملونة

لي جين : أعتقد ذلك

الأمير داو زي : يبدوا أن الجميع يحب ألوانها .. أوه انعكاسها على مياه البحيرة أكثر جمالاً

لي جين : (( هل سيستمر في الثرثرة هنا ؟ أليس لديه ما يفعله ؟ )) لكنه يظل مجرد انعكاس أنه ليس الحقيقة

الأمير داو زي : ولكن حقيقتها هي مجرد شعلة نار لكن عند النظر هنا لانعكاسها وتجاهل حقيقتها تبدو كبريق المجوهرات

لي جين : تجاهل حقيقتها !! ...ربما انعكاس الأشياء أفضل أحياناً لكن البقاء مخدوعاً بها قد يترتب عليه ما لا تحمد عقباه لذلك ألا يجدر بك النظر لحقيقة الأشياء عوضاً عن النظر للوهم الذي يغطيها هذا أفضل من أن تبقى منخدعاً بها ثم تحترق من شراراتها

داو زي : (( لماذا يبدوا هذا كدرس في طريقة الحياة ؟)) هههه ربما معك حق

لي جين : إذا بالأذن علي أن أغادر الآن

داو زي : أجل شكراً لوقتك

عاد لينظر للسماء ولكن كان منشغلاً عن المنظر أمامه بالتفكير في تلك الكلمات التي قيلت له بحده كما لو كانت صفعة على وجهه تفضح سذاجته

......

صباح اليوم التالي

وانتينغ : النجدة فلينقذني أحدكم لم أعد أشعر بجسدي

لي جين : تبدين كجثة خرجت من القبر

تشويلي : لا يهم كيف تبدوا الآن هل سمعتن لقد أعطى الإمبراطور الأميرة قصراً كهدية ميلادها قصراً كاملاً آآآآآآآآآآهه أريد قصراً أيضا

لي جين : ستموتين قريباً من كثرة حسدك

وانتينغ : عليكي أن تعثري على زوج ثري إن أردتي الحصول على قصر وهذا لن يحدث طالما أنك أقل جمالاً مني

تشويلي : أصمتي وانظري لنفسك في المرآة تبدين كعجوز سيتم دفنها

وانتينغ : لاااااا لقد انتهت حياتي بسبب تلك الأميرة المغرورة

......

في الليل في غرفة الأميرة

أخترق صوت تلك الخطوات الهادئة سكون تلك الليلة بينما تقترب ببطء من الغرفة أكثر وأكثر , أرتفع صوت ضربات قلب لين يونغ أصبح متزامنا مع تلك الخطوات لا يمكنها تحريك أي أنش من جسدها صوتها يأبى الخروج , الظلام الحالك في الغرفة يمنعها من رؤية الأشياء بوضوح , فجأة توقفت الخطوات وعاد السكون من جديد ,تمكنت أخيراً من أخذ نفسها بشكل طبيعي بينما تساقطت قطرات العرق تلك على جبينها

صوت صرير الباب قد قضى على لحظات الهدوء الطفيفة التي حصلت عليها تواً , صوت أنفاسها المضطربة ارتفع وضربات قلبها أصبحت كطبول الحرب , عيناها تدوران في الأرجاء بين محاولة لرؤية صاحب الصوت وبين خشية من رؤيته لكن تلك الدموع التي رفضت الانصياع لها والتزام مكانها قد انهمرت من عينيها لتجعل رؤيتها مشوشةً تماماً

**********