36) ذئب الجبال

17 5 7
                                    


الجبل قد تحول للون الأبيض حتى الصخور والمنحدرات قد دفنت تحت الثلوج مما يجعل أي خطوة خاطئة هي النهاية , رغم الارتفاع الذي وصلت له طبقات الثلج إلا أنه مازال يتساقط من السماء فالأماكن المرتفعة كالجبال يصل الشتاء لها قبل السهول وتكون الحرارة فيها منخفضة بشكل هائل وأيضاً كانت الرياح قوية لدرجة أنك قد تصطدم بغصن كبير طائر, ففي مثل هذا الجو كل ما يمكنك سماعه هو دوي الرياح العنيف

وسط ذلك البياض الذي غطى كل شيء مشت الفتاة مترنحة على ذراعها قطعة قماش مربوطة عل الجرح , مع كل خطوة يزداد الألم من ذراعها فمشكلة تلك الأسهم القصيرة أنها تنفذ عميقا داخل الجسم مما يصعب من إخراجها وبقائه حتى الآن يزيد من حجم الجرح مع كل حركة

رغم برودة الجو تساقطت بضع قطرات من العرق على جبهتها نتيجة الألم الذي تشعر به ولكن تعبير وجهها لم يبدوا كشخص بداخل جسده سهم إنما بدت كشخص قد سقط وجرح يده وحسب , كل نفس تأخذه كان بارداً جداً وعندما يخرج يبدوا كضباب أبيض لامع , الزرقة في أطراف أصابعها بدأت تزداد

شيئاً فشيئاً أصبح تنفسها أبطأ ويصدر صوت من رئتيها كصوت آلة قديمة , شفتاها متشققة والثلج متراكم على شعرها بينما تصبح رؤيتها ضبابية أكثر , يبدوا أن عضلات قدمها قد بلغت حدها بالفعل من مصارعة الرياح الشديدة فسقطت أرضاً على ركبتيها ثم ألقت بجسدها على الثلوج لتلتقط أنفاسها

بينما بدأت عينيها المتجمدتان تغلقان ببطء وإذ تظهر أمامها امرأة صورتها كانت ضبابية ولكن قليلاً من ملامحها كانت واضحة تلك العينان المشرقتان شفتاها المزينتان بأحمر شفاه زاهي ترسمان ابتسامة بهيجة ثوبها المطرز بالأخضر يرفرف مع الهواء كانت تقول شيئاً بينما تبتسم وتمد يدها نحوها كما لو كانت ستربت على رأسها لكن تلك اليد لم تصل أبداً ورويداً رويداً بدأت تبتعد لتذهب بجانب تلك الظلال الأخرى البعيدة بينما ترسم على وجهها مزيج من الحزن والقلق

لي جين : (( أعلم حتى أنتي ستذهبين بعيداً عندما ترين أبنتك تحولت لوحش... لطالما فكرت أني سوف أموت في الشتاء مردومة تحت الثلوج .. ولكن الآن عندما أموت أنا ربما لن أكون قادرة على الوصول لنفس المكان الذي أنتم فيه أنا في الغالب سأسقط في أعماق الجحيم ...ألا يمكنني ولو ليوم واحد أن أعود إلى جانبكم مجدداً ؟ يا للسخرية لا أستطيع حتى أن أبكي فهذه الأعين التي لدي لم تعد قادرة حتى على أن تذرف الدموع ))

أغلقت عينيها ببطء بينما تباطأت أنفاسها أكثر شيء ما ناعم جداً تحرك بجانب أصابعها المجمدة ,فتحت عيناها بتثاقل لترى ذلك الفرو الرمادي الذي يلمع بسبب الثلج أقترب الذئب منها أكثر ليجلس بجانبها ويوصل حرارته لها

ذلك الدفء الذي انتقل إليها وانتشر في جسدها مكنها من النهوض مرة أخرى ولكن بصعوبة ,بينما وقفت وسارت بضع خطوات بتثاقل سار الذئب أمامها وكأنه يرشدها لمكان ما كان يسير خطوات ثم يلتفت يتحقق من كونها ورائه ثم أخيراً وصلت لكهف بالنسبة لجسدها المجمد كان الكهف شديد الدفء لدرجة أنها ألقت بنفسها على جانب الكهف بينما سندت ظهرها للجدار وأخذت تلتقط أنفاسها

حقل الأكونيتمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن