10

977 105 473
                                    



أحداث الطفولة كمرض الجدري كل موقف هو عبارة عن تلك البثرة التي تطفو على سطح جلدك إهمالها أو العبث بها سيترك مكانها أثر ليس جميل و يصبح شخصك الآن مشوه بأفعال ذنبك فيها أنك لم تكن تعرف




ليلة رأس السنة

" لقد عدت " قلت بتعب مطأطئاً رأسي ما إن دخلت المنزل

البيت هادء جداً و أمي ليست هنا بحثت في المطبخ و لم أجدها، دخلت غرفة الجلوس أتفقدها لاقتني أعين آدم الجالس بجانب أبي بهدوء

" أنت هنا ؟ " ما بالي أسأل أسئلة غبية لمَ لا ألقي التحية و أغادر

" أجل هنا " أجاب و صمت

حسنًا جيد لم يقل شيء لعين كعادته و أنا استدرت و خرجت لكن وقفت بالقرب من الباب لسبب ما لا أعرف و في الغالب إنه الفضول لا أكثر

" إنه هكذا دائمًا لا يلقي التحية على أحد تصور حتى صباح الخير لا يقولها إلا إن كان في مزاج جيد يتصرف بطفولية و يتظاهر بعكس ذلك " تحدث أبي بهمس يا له من متذمر ألا يكف عن قول نفس الكلام

" رغم أنني أرى أنكم أفسدتموه بدلالكم إلا أنه ابنك في النهاية عليك أن تحبه كما هو .. دعه و شأنه أبي ألا يكفي! " قال آدم

نعم آدم أنا مصدوم أكثر منكم

إنه يكرهني لمَ رد على أبي هكذا ؟

أنا لست متأثر أو اهتم إنما لست مطمئن و أشعر أن قوله أزعجني كثيرًا

خرجت لغرفتي و وضعت سماعتي بأعلى صوت و بدأت بالكتابة الكثير من الأشياء التي لا تحتوي معنى لذا جميعها انتهى بها الأمر مكورة و مرمية بجانب سلة المهملات

شعرت بالضيق الشديد و قررت النوم

الجميع يمر بفترات يحزن فيها من أخوته أعني حين كنت صغير حزنت من أخي لأنه حصل على دراجة و لم يسمح لي بركوبها لكن تلاشى كل حزني له بعد أن نادتنا أمي لنتناول الغداء

و يحدث الكثير من المشاجرات بين الأخوة لكن ليس مثلنا أنا و أخي

أخي يملك نفس دمي لدينا حتى نفس الذكريات و ضحكاتنا الكثيرة التي تجمدت متحولة لصورة و الغرفة حين كنا صغار و أحياناً السرير أيضاً كان الوقت يبعده شيئا فشيئا فأولا أنتقل من الغرفة و بعدها لم يعد يحدثني ثم غادر المنزل أتذكر أيضاً أنه كان يروي لي قصة كل ليلة، كان يسمح لي بتناول القطعة الأخيرة من الحلوى كان يشاهد معي برامج الأطفال التي يمقتها كي لا أحزن و يأخذني معه لنلعب دون أن تطلب منه أمي حتى أتذكر أنه نال عقاب قاسي بسببي في أحد المرات حين ضعت كنت قد فعلت ذلك عمدا كي يبحث عني لكنه لم يغضب طويلا كان آدم شخص طيب لكنه مع الوقت كان يتغير لشخص لا أعرفه شخص له ملامح أخي لكنه ليس هو

ROBOTحيث تعيش القصص. اكتشف الآن