11

1K 97 664
                                    



يقول ميلان كونديرا [صباحات الإنسان تحدد طباعه] لأول مرة أعرف لمَ أطباعي بذلك السوء هذا لا يهم الآن ، بالطبع تتسائلون كيف أقضي هذه العطلة أو لمَ أتحدث عن الصباحات الآن

لقد تحول منزلنا بفضل والدتي إلى .. ماذا يسمونه مكتب استشارات اجتماعية و نفسية و عاطفية أو لحظة هو لم يتحول أنا الذي لاحظت متأخرا أنه كذلك منذ البداية بالفعل

أيً يكن فكما أخبرتكم سابقا أنها عضوة في أحد الجمعيات النسوية فتُعتبر ملاك الرحمة للكثير و لا أعرف لماذا فأمي غالبًا تساند بالقول و النصائح لا أكثر على أي حال اليوم استيقظت على صوت بكاء و نهضت راجيا أن لا يكون حدث أي شيء سيء لأنني لست بمزاج جيد لأنزعج الآن هرولت للأسفل بعد أن غفلت أن هذا ما يحدث كل يوم تقريبا لكن لا اعرف لماذا ظننت أن من يبكي هي أمي

كانت أمي تجلس على الكنبة العريضة ذات اللون السكريّ و خلفها تلك اللوحة العملاقة للبحر " عزيزي أذهب و تناول الفطور" قالت مشيرة بيدها لتصرفني ما إن رأتني اقف قريبا من غرفة الجلوس ثم أدارت وجهها للفتاة التي توقفت عن الحديث حين رأتني و على ما اعتقد انها في الثلاثين من عمرها كانت تجلس مقابل لأمي على الكنبة المنفردة المصبوغة بأحد درجات اللون بين الأزرق و الرمادي ترتدي معطف أحمر طويل و تشدد أمساكها على حقيبتها السوداء التي تضعها بحضنها

" أعتذر إن كنت جئت بوقت مبكر لكن لدي عمل و لا أستطيع الخروج إلا في أوقات غير مناسبة " تحدثت ببعض التوتر منزلة وجهها للأرض متظاهرة الحزن بعد أن لاحظت نظراتي المنزعجة و المطولة نحوها

" لا بأس إنها الثامنة صباحا و حسب" قلت ساخرا ثم توجهت لغرفتي لاستحم و اغير ثيابي و مظهري الفوضوي هذا ثم أنزل مجددا إلى الأسفل من أجل تناول فطوري

لن أكذب أنا حقاً يزعجني كل هؤلاء الاشخاص الذين يأخذون حب و اهتمام من أحبهم، إضافة لكونهم يصنعون الكثير من الشكوى كل يوم، لقد اصابني الاكتئاب من اكتئابهم

دخلت للمطبخ و كان كعادته تتراقص فيه رائحة المخبوزات إنه مرتب هكذا دائما و أفضل ما هنا النافذة الطويلة المطلة على الحديقة الخلفية الثلج يغطي الخارج و الجو ضبابي و باهت، و أيضا أحب الرفوف التي تعتليها بعض النباتات، كنبتة شجرة الحب و اوراقها تلك التي تتدلى من الأعلى للأسفل و أيضا نبتة زنبق السلام تلك النبتة التي تشبه أمي بورقها الرشيق و زهورها البيضاء الرقيقة كل ما في المطبخ لونه أبيض إلا الطاولة الخشبية هذه التي أمامي

أكملت تناول طعامي بهدوء و غسلت صحني و كوبي و عدت لغرفتي

بعد نصف ساعة تقريباً تقتحم أمي غرفتي لتقول بدون مقدمات و بصوت حاد يظهر فيه الانزعاج بينما أقوم بأكمال بناء مجسم جديد لمدينة الليغو خاصتي " كيف تتحدث مع الفتاة بتلك الطريقة ؟ "

ROBOTحيث تعيش القصص. اكتشف الآن