12

773 75 535
                                    

الوقت

الناس دائما تخشى الوقت لأنه وحده المراهن على حتمية التغيير في كل جزء و ركن من الحياة، التغيير الذي يصعب على الأشخاص تقبله و إن تقبلوه فحياتهم تهدر في تذكر الماضي لأنه كان كما يرغبون و لو كنت معهم في الماضي لرأيت أنهم كانوا أيضا يكررون نفس الكلام 'لو أن الماضي يعود' إن البشر مفتونين بعدم الانتباه لقيمة الأشياء إلا حين تنتهي

الوقت عذاب المشتاقين، حسرة الهرمين، خيبة المتمنين و دواء الفاقدين، الوقت قصيدة الواصلين، و حجة الحاكمين، الوقت بطيء مستفز لا ينتهي في ساعات المنتظرين و سريع كسرعة الغزلان الهاربة بحياتها من مخالب المفترسين في أيام الفرحين، الوقت غير قابل للتعويض إنه يستمر بالنقصان دون أن تشعر، لا أقول أنه مخيف أن تكبر المخيف حقا أن يزداد عمرك دون شعور منك و كأنه طيف مرك، تتسرب منك الأيام كحبات القمح في كيس مثقوب حمله رجل لأطفاله الجياع و حين وصل لم يجد فيه حبة واحدة تفيده أتفهم ما أعنيه إن لم يفعل الإنسان في عمره ما يفيده او على الأقل يسعده فلا شيء قادر على تعويضه و إقناعه أن ما كان يعيشه هو حياة

إن الوقت كالثقة لا يسترد إن غادر

الأيام تتدفق بسرعة كالمطر و أقصد بذلك وقتنا في هذه الجامعة فلم يبقى إلا بضعة أشهر و سينتهي هذا المشوار، أحيانا أتسائل أين سيصبح كل شخص منا كيف أن طرقنا ستفترق أيعقل أن يتغير ما نحمله من ود لبعضنا البعض! عندما أتذكر رفاق الثانوية الآن لا أشعر بنفس الشعور القديم تجاهمم و أتمنى أن لا يحدث الشيء نفسه هذه المرة أتمنى

و على ذكر هذا لم أعد أرى كيم سان تحاول ازعاجي او التطفل علي هناك مسافة أصبحت بيني و بينها و بالأصح مسافة كبيرة إنها تتجنبني و كأنني أنا من كان يظهر لها في كل مكان و رغم أن هذا الذي أريده منذ اول لحظة لها داخل حياتي لكن لا أحب حدوث الاشياء دون معرفة سبب حدوثها

أيعقل أنها ما زالت غاضبة من أجل السيد كيم لكني اعتذرت و هي قالت لا بأس !

وصلت متأخر قليلا لأرى أعلانا في لوح الجامعة العملاق في الطابق الأول كان الإعلان عن رحلة تنظمها الجامعة لجميع الطلاب و الفئات لم اتمعن النظر لكن أخمن أن الرحلة لجزيرة جيجو أو أي مكان أخر فيه بحر فالأعلان محاط بشاطئ لم أكترث و أسرعت في مشيتي لأصل للقاعة على الوقت و لحسن حظي لم تكن المحاضرة قد بدأت

رفعت يدي ملقيا التحية على الرفاق و رميت بجسدي على الكرسي

" هل ستذهب للرحلة ؟" سأل جوني الذي يجلس بجانبي

" لماذا تسأله الآن و أنت تعرف أنه لن يأتي على أي حال دعنا نعد لموضوعنا ما زلت محتار هل أخذ الطعام معي أو اشتري من هناك تعلمون لا أحد يجيد الطهي كالطاهية التي في منزلنا لذا أحتاج أن أفكر مليا الرحلة ليومين أي إن لم أجد شيء لذيذ هناك سأموت من الجوع ما رأيكم! " لا احتاج أن أخبركم عن هوية المتحدث الذي يتحدث بصوت منخفظ لكن جميع من في القاعة ينظرون له

ROBOTحيث تعيش القصص. اكتشف الآن