1|عابث

6.3K 169 267
                                    

الخامس من ديسمبر لشتاء عام 1949

توقف بصمت يراقب النعش الخشبي القابع بين احضان التربة الصمت يملئ المكان من حوله او بلأحرى هو كان فقد القدرة على السمع

السماء كانت ملبدة بالغيم الداكن اللذى ينذر بـ هطول المطر ، غارت عيناه خلف طبقه هشه من الدموع الا انه جامداً و هو يراقب التربه تلقى على النعش ليدفن ، رفع رأسه الى السماء فور احساسة بالنقر و انزلقت دموعه اللتى جاهد كبتها بفعل تلك الحركة

ابتلع لعابة بثقل و مد يده ليتقط صورة كانت قد قبعت في جيب معطفه ليهمس بشئ من ثقل "كيث"

FLASH BACK

عيناه شبه مغلقه بينما كان يحدق بالنافذة اللتى تسلل ضوء القمر من خلالها زخات المطر المنزلقه على زجاج النافذة تجعلة ينكسر خلالها الة الفنوغراف تردد صداها في ارجاء الغرفه ممتزجا بصوت ارتطام المطر مكرره ذات الاغنية اللتى لا يكل من سماعها

When marimba rhythms start to play
عندما يباشر ايقاع المريبيا بالعزف

Dance with me, make me sway
ارقصي معى دعيني اتمايل

Like a lazy ocean hugs the shore
مثل محيط كسول يعانق الشاطئ

Hold me close, sway me more
دعيني اقرب و تمايلي معى

Like a flower bending in the breeze
مثل ورده تتراقص مع النسيم

Bend with me, sway with ease
التوى معى و تمايلى بسلاسه

قطع هدوئه قرع على باب غرفته مما اجبره لعكف حاجباه بأنزعاج "تفضل"

نطق و نبرة الضيق كست صوته مصحوباً بعكفه لحاجباه ليردف بعد رؤيته للخادم اللذى انحنى بخفه قبل ان يدخل "يستحسن ان يكون الأمر هاماً"

ابتلع الفتى ريقه و قد كان شاباً نحيل البنيه ذو شعر بنى و اعين زبرجدية "اعذر تطفلى و لكن الأمر لا يحتمل التأجيل قد طلب منى سيد ديڤد استدعائك الى المتحف حالاً"

رفع احدى حاجباه و اماء له لينصرف لا بد انه امراً قد حدث فـ ديڤد نادر التردد لمنزله فما الذي سيجعله يطلب لقائة في هذا الوقت المتأخر التقط معطفه ليخرج مسرعا يبدو بأن ما كان يخشاهـ قد بات واقعاً ابتلع ريقه و ولج الى عربته ، كان التوتر يرشح منه استمر بقضم شفتاه بينما يحدق بالطريق الفارغ من اي شئ فلا شى كان يقبع في الطريق الفارغ سوى اشباح العمائر الساكنه و اعمدة الأنارة، ركن عربته امام بوابة المتحف و ارتجل للخارج كانت الامطار قد اشتدت حينها مما دفع بخصلات شعره بلألتصاق بجبينه كحال ثيابه اللتى ابتلت ، لم يكن ذلك يثير اكتراثه فقد كانت اعصابه في حالة تأهب شديد لما سيلتقيه و كأنه يعلم بالضبت ما يقبع خلف بوابة المتحف و رغم ذلك كان يستمر بتكذيب ذلك على كل حال لا بد بأن تكون الاجابة واحدة و قد كانت كذلك فور ولوجه الى الداخل توقف امام تلك التحفة الفنية القابعة في منتصف القاعة الرئيسة

انحوتة| [BXB]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن