06•هديـة المـلـك

101 5 2
                                    

أن تسلب روح عن الجسد سواء كانت بريئة او لم تكن ليس بالأمر الهائن ففي النهاية ليس نحن من نقرر مصير أحدهم أو إن كان يستحق الموت ام لا،فلو حاولت إقناع نفسك أنه يستحق القتل فقط لأنه شخص سيء فلن تقتنع أبدا لأنه وببساطة ضميرك الحي سوف يستمر بتعذيبك.. ..

لقد رأته إلا الآن رغم وجودها بهذا المكان بوقت ليس طويلاً إلا أن زهقه الأرواح دون ضمير يعذبه،كان يقتلهم بجفن لم ترمش لدرجة جعلتها تتسأل في نفسها مع من تعبث بحق.
هل قتل أحدهم بهذه البساطة؟نعم،فكما تبين لها ليس للأرواح قيمة عنده وقتلهم بسيط له واللغاية كما رأته..

إنه يقتل دون رحمة فكيف سوف تثق به؟إلا الآن لم تعرف حقيقته،وأين هي؟ وما هذا المكان بالضبط؟كثير من الغموض يحوم حولها. وذلك يشوشها بالفعل،رغم أنها لا تعلم شيئا عنه إلا أنها رافقته فقط لأجل سلامة عائلتها،لكنها لا تعلم إن كانوا علي ما يرام ولم يصيبهم أي أذي..لقد ندمت إنها نادمة الآن حقاً..

سقطت علي أرضية البلاط الذهبية في القاعة آثار تركه لها ليجلس هو علي عرشه المجنح.. ويده التي كان يقضيها الدم وضعها جانباً ثم نظر إليها،هيئتها المبعثرة.،وعينها التي تنظر إلي الأرض بشرود،هل تفكر؟هل هي نادمة؟هل سوف ترفض تحريره؟كل تلك الأسئلة كانت تشوش ذهنه بالفعل..

صفق بيديه ليأتي الحرس  بالتوازن ونظام عسكري ورؤوس منحنية ثم يأمرهم .. "أحضروه لي "..

كانت شاردة لا تعلم ما يدور حولها الآن ولم تنتبه للحرس الذين أتوا بما طلبه الملك. أخرجها من شرودها صوته الذي كان يقول
"هل تريد إعدام ام ألموت بشرف؟"،

رفعة رأسها الذي كان منحني لتنظر أمامها مالذي يقصده هل يقصدها هي؟، تعمقة في النظر للرجل الذي يقف أمامها لتتسع عينيها الزمردية بعد أن تذكرة من يكون إنه المقصود بكلامه أنه الحارس الذي كان يحرسها ،هل يريد قتله فقط لأنها هربت؟هل هي السبب في موته؟

"يشرفني الموت بشرف جلالتك "قال الحارس بعد أن انحني بطاعة..
"لن يموت أحد "قالت بعد أن انتصبت ثم وقفت بين الملك والحارس تحاول أن تكون درع حماية ونجاة للحارس..

"أيها الحارس؟"أردف الملك ناظر إلا ليديا التي تقف أمامه بجرأة ودون خوف وعينيها التي أصبحت تنظر له بحدة .. ألم تكن تلك الضعيفة التي كانت ساقطة وسط بلاط القاعة قبل قليل؟ماذا حدث لها الآن؟

"أيها الملك أنا آسفة أقسم لك لن أكرر فعلتي مجددً فقط دعه يبقي علي قيد الحياة "قالت بتوسل بعد أن تقدمت قليلا من الدرجات التي تقود الي الأعرش ..

لم يرد الملك عليها بل نظر الي الحارس الذي كان خلفها منحني رأسه بطاعة"سمع وطاعة"

ثم إستقام الحارس ورفع يده أمام صدره ليخرج قلبه بيده.. سقط علي ركبتيه والألم ارتسم علي ملامحه التي أصبحت  شاحبة كان يمسك قلبه بيده الأيمن ليسقط بعدها جثة هامدة..
إستدارة ليديا تنظر لما حدث بصدمة وعدم إستيعاب،متي فعل ذلك لقد كانت واقفت أمامه تحميه هل هذا ما يعنيه 'الموت بشرف'؟أن يقتل نفسه بهذه الطريقة القاسية ..

تروميسكارل.{الأرض المُحرّمة^}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن