09•كـوشينـآل || ١

166 3 14
                                    

التضحية نوعان من يضحي بنفسه لأجلك ومن تضحي بنفسك لأجله..ونادرا ما يتواجد هنالك من يضحي بنفسه لأجلك لأنه وفي الحقيقة المؤلمة بهذه الحياة وهذا الزمن الذي نعيش فيه الآن، لا يهتم الجميع إلا بأنفسهم،بهذه الحالة أين يكون من سوف يضحي بنفسه لأجلك..؟..
بينما مازلت تبحث ولا تجد من يضحي بنفسه لأجلك ..سوف تجد من يضحي بك أنت لأجل مصالحه الشخصية، التضحية بك، التضحية بغيرهم بينما هم بأنفسهم لا يضحون لأجل أحد ،أولئك هم من يعجزون تقديم التضحية،هم من يعجزون تقديم ذلك التصرف النبيل، المميز ونادر الوجود..

بينما النوع الآخر الذي يكونون نادرين الوجود يضحون بأنفسهم لأجل من يحبونهم ومنهم العائلة،الأصدقاء،الحبيب،الزوج،والأبناء،ببساطة يقدمون التضحية لأحبائهم.. انت قدمت التضحية لكن هل يستحق من قدمت التضحية لأجلهم؟؟

ومن المؤسف أن تكون هي من بين ملايين البشر من يقدم التضحية، تضحي أيضا بروحها .. وهذا ما جعلها بين غرباء،مكان لا تعلم ماهيته،ملك يستغلها دون أن يرف له جفن، وحياتها التي أصبحت بالفعل الآن بخطر..!!
وفوق كل هذا أن تذهب تضحيتها بمهب الرياح هذا ما جعلها تفقد ما تبقي لها من عقلها الواعى..
لذلك كان عليها قتله واليذهب كل شيء الي الجحيم لا يهم ....

كانت يدها ترتجف وهي تحاول أن تفرز ذلك الخنجر بعمق ظهره،إلا أن تحركه فجأة جعلها تترك الخنجر..وتنظر له بعدم تصديق،لقد كان الخنجر مفروز بظهره عندما إستدار إليها ببطء ارعبها بحق .. للحظة لم تستطيع تبين ملامحه التي أصبحت فجأة مختلفة تمام عن ملامحه الإعتيادية..
فعدساته الرمادية المميزة تصبغة باللون أسود بالكامل، حتي أن عروق سوداء بارزة أصبحت تحت عيناه وفوق خدوده..
لم يكن يرسم إبتسامة ساخرة بل ملامحه كانت خالية من أي تعابير آدمية.. لقد كانت ملامح جامدة بحق الخالق، كان ينظر لها عبر بؤبؤ عيناه الفحمية دون أن يحرك قيد أنملة.. وهذا بحد ذاته كان المصيبة الأكبر لأن ديكستر علم أن خلف هذا الهدوء عاصفة لذلك تقدم ووقف أمام الملك وهو يلعن تحت أنفاسه ثم أردف

"أبعديها من هنا ميساكي، والآن "

لم تعلق ولم تحاول التدخل بل تحركت سريعاً تاخذ ليديا حتي ولو كان بالقوة.. وفعلا لم تحتاج للقوة معها لأنها تجمد مكانها وعدساتها الزمردية تنظر لخاصته الفحمية.. وعندما وضعت ميساكي يدها علي معصمها وجدتها تتعرق فنظرت إليها كانت تتعرق حقاً،هل هدوئه المريب هذا يوترها لهذا الحد ..؟ بالفعل عليها التوتر ...
سحبتها ميساكي سريعاً خلفها ... وهي تحمد في سرها لوجود ديكستر فلولاه لكان الآن الوضع أشبه بمجزرة حدثت آثار الحرب العنيفة والغير راحمة..

"مـيسـاكـي!!"صاحت بها ليديا التي كانت تنظر بأعين متسعت لجسد ميساكي الملقى علي الأرض بإهمال هل مجرد صفعة منه جعلتها تبطُح أرضا بهذا العنف؟؟..

تروميسكارل.{الأرض المُحرّمة^}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن