عشق في سماء الماضي "نوفيلا"

المقدمة

غرفة معيشة واسعة أجتمع بها أفراد عائلة "الجيار" أجتمع الأخوان مع أبنائهما يقررا أرتباطٍ جديد؛ جلس الأخين على الأريكة الوثيرة وظلت هي بعيدًا تجلس على المقعد بأطراف الغرفة يقابلها على الطرف الأخر هو وفوق أقدامه تجلس الصغيرة ذات الأعين الخضراء الممتلئة بالدموع... تراقصت الستائر المخملية بفعل نفحات الهواء الباردة، هدوءٍ خيم على المكان تخلله صوت بكاء صغيرة يهدهدها أبيها يحتضنها بين ذراعيه ولا تكف عن البكاء متذمرة تريد والدتها...
عم الصمت بعدما مدت يداها للصغيرة بدٌمية أثارت فضول الطفلة فصمتت وهي تترجل من فوق قدم والدها ترتمي بأحضان المرأة المبتسمة لها تُحرك الدمية بين يداها وتحتضنها بحنو تربت على خصلاتها الصفراء كما كانت تفعل معها والدتها والآن تفعل تلك المرأة ذلك.

قطع الصمت صوت والده مرددًا :
- شوفت أزاي بنتك سكتت معاها!! الجوازة دي لازم تتم

صاح بغضب يهمس ضاغطًا على حروف كلماته :
- لا مش هتجوز واللي عايزين تعملوه أعملوه بنتي محدش هيخاف عليها قدي وأنا مش هخون ميار بجوازي من غيرها

رفعت عيناها تنظر له بقهر بينما عيناه معلقه بوالده ينظر له بتحدي غاضب، يتحدى الجميع بتمسكه بقراره...

حمحم عمه بجدية وهو يشعر بالخجل والضيق :
- خلاص يا سليم سيب يحيى يقرر حياته متفرضش بنتي عليه

ضرب سليم عصاه بالأرض مزمجرًا بحدة :
- أنا قولت كلمتي يا هشام ، مستني أشوف أزاي أبني هيكسرها!! الراجل اللي عنده تلاتة وتلاتين سنة خلاص هيقف قدام ابوه

زفر يحيى بضيق بينما عيناها تتابع ما يحدث بصمت، أتسعت أعينها ورفعتها تنظر إليه بغضب وهي تستمع لكلماته الحادة تصيبها كأنصال سكين تُدمي فؤادها :
- خلاص يا بابا موافق أتجوز بنت عمي بس الجواز هيكون علشان خاطر نجمة مش هقدم أي إلتزامات في الجوازة دي

كاد أن يعترض سليم لتقاطعه هي بنبرة جامدة حاسمة تهدر بكبرياء منجرح :
- وأنا موافقة ياأبن عمي وفرت عليا اللي كنت هطلبه منك.

عاد الهدوء من جديد فقط أصوات الخفقات الهادرة تُسمع بالغرفة ونظرات حادة من الأب صوبت تجاه ابنه بينما نظر لها والدها بشفقة على حالها وقرارها فاليوم أتى لتعاني هي من جديد بذكرى ماضية تكوي فؤادها...

بعدما ظنت أن غيم الألم قد أنجلى وأشرقت شمس الأمل وأدها هو بحديثه فتجمعت الغيوم من جديد بداخل قلبها تحجب شعاع الضوء من أن يُنير ظلامها، كبرياؤها أخبرها أن تحيا بالظلام خيرًا من أن تشعره يومًا أنها بحاجة لضياء حبه لتُنير حياتها....