الفصل الثاني

16.2K 482 12
                                    


بداخل جناح العروسين بأحد الفنادق الشهيرة كانت تقف بمنتصف الغرفة تفرك كفيها معًا بخجل وأرتباك، بدلت فستان زفافها بثوب نوم أبيض مخملي... أقترب منها يحيى بعدما أبدل ملابسه بمنامة رجالية سوداء... حرك أنامله فوق بشرة يداها العاريتان وابتسامة لعوب ترتسم على شفتاه..

أبتعدت عنه ميار بخجل تردد متلعثمة :  - مم ماتيجي ناكل أنا جعانة جدًا

غمز لها يحيى بعبث هامسًا بخفوت :
- وأنا كمان جعان اووي

أنطلقت تهرول من أمامه تجلس على الأريكة تقترب من الصحون وتتناول الطعام ببطىء شديد... تحرك بهدوء يجلس جوارها ويداه تتلمس كتفها العاري يقرب رأسه ويلثم بشرتها بخفة...

سعلت ميار وهي تهتف به بحنق وخجل :
- يحيى!! خليني أكل وكل أنت كمان

راقص حاجبيه بطريقة مستفزة لها وأردف بحب :
- ما أنا باكل اهو

زمت شفتيها بغضب طفولي وعادت لتناول الطعام، رمش عدة مرات وهو يتذكر أبنة عمه الأخري وهي تقوم بتلك الحركة الطفولية...

تسائل بجدية وهو يستند بظهره على ظهر الأريكة :
- متعرفيش تارا كان مالها النهاردة شكلها كان تعبان حتى أختفت ومشوفتهاش في صورة العيلة

حركت كتفيها مرددة بنبرة فاترة وهي تلوك الطعام بفمها :
- معرفش... يمكن أتغاظت علشان أنا أصغر منها وأتجوزت قبلها

ابتسم يحيى بمرح مردفًا بسعادة تعجب من وجودها داخله مبررًا بهدوء :
- لا خالص تارا مبتفكرش في الأرتباط بحد وده أحلى حاجة عملتها محدش يستاهلها أصلًا

رفعت أحد حاجبيها وهي تنظر له مردفة بضيق :
- هو أحنا هنقضي ليلة الفرح نتكلم عن تارا! لو كدا أقوم أنام أحسن

ضيق عيناه يطالعها بنظرات عابثة بعثرتها :
- تنامي!! دانتي بتحلمي يا ماما

أقترب يحملها بين ذراعيه دالفًا بها لغرفتهما وشفتاه تتجول بحرية فوق بشرتها يلثمها تارة ويهمس بكلمات تذيبها تارة أخرى....

▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪

عشرة أشهر مروا منذ يوم الزفاف واليوم تحديدًا هو يفتقدها... صديقته الغائبة...
بأحد أركان المشفى يجلس فوق المقعد المعدني بجواره أفراد عائلته قلبه يهدر بعنف وهو يستمع لصراخ ميار من داخل غرفة العمليات، صرخاتها ترتفع تنادي عليه لا تستطيع تحمل ألم المخاض، اليوم كان بحاجتها لجواره لتُربت عليه وتبتسم ابتسامتها المشعة له فيشعر بالسكينة لم تودعه بل رحلت دون حتى أن تقول له أنها ذاهبة هل أفسدها دلاله؟.. كم أشتاق لعيناها السودواتان...

توقفت صرخاتها زافرة براحة، خرجت بعدها ميار من غرفة العمليات ووضعت بغرفة عادية بجوارها طفلة صغيرة خرجت للتو ترى النور صوت بكاءها ملأ أرجاء الغرفة... دخل يحيى يحملها بين ذراعيه يطبع قبله ناعمة فوق جبهتها ويأذن بأذنها...

عشق في سماء الماضي "نوفيلا"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن