الفصل الخامس

16.4K 487 63
                                    


بمنتصف غرفة المعيشة بمنزل زوجها حديث الطراز واقفة تفرك كفيها معًا بتوتر وتعجب تراه يتحرك كبندول الساعة في أرجاء الغرفة يجلس لوهلة فوق الأريكة ويعود للأنتفاض مرة أخرى تكاد تجزم أنه سينفث لهبًا بعد قليل كتنين غاضب...

تسائلت تارا متعجبة :
- احنا جينا هنا ليه؟!

زفرت يحيى غاضبًا :
- مفيش حاجة اسمها ليه هنفضل قاعدين هنا طول ما طارق عند بابا

عقدت حاجبيها وأعينها تضيق متعجبة للحظة تراقصت أمامها فكرة مجنونة أنفجرت ضاحكة عند تخليها ليحيى واللهب يخرج من فتحتي أنفه يترك دخانًا متصاعدًا بعدها عادت روحها المرحة الطفولية وضحكت بمرح لتتسع أعينها وهي تراه يتقدم إليها بلحظة وضعت كفيها فوق ثغرها تكتم ضحكاتها وشهقاتها...

أقترب يحيى يزمجر بضيق :
- ليكي عين تضحكي أنتي مش حاسة بالنار اللي جوايا

رمقته تارا ببلاهة تلوي شفتيها ببراءة :
- لا أنا مش عارفة اصلا مالك

عاد يدور حولها وهو يصيح بقوة يردد كلماتها كبغبغاء ثبُتَ لسانه على نطق حروفٍ ثابتة :
- مالي!! مالي!!!

اتسعت أعينها برعب حقيقي وهلع عندما أنقض عليها يحيى يمسك بخصلاتها القصيرة بين يداه يقربها من أنفه يستنشق عبقها مرددًا بهمس خافت حنون جوار أذنها :
- محدش ليه الحق يلمس شعرك غيري

رمشت بأهدابها وخفقات قلبها ترتفع مع أحتضانه لها يشدد من عناقها وزرعها داخل أضلعه يعيد همسه من جديد، همس جعل قشعريرة باردة تسري بداخل عمودها الفقري ينتفض قلبها على أثرها : - محدش من حقه ياخدك في حضنه غيري... مفيش حد له الحق يقولك توتي غيري

ابتلعت تارا ريقها وهمست بوهن محبب لقلبه جاهدت لتُخرج صوتها فخرج بنبرة مهتزة أثارت داخله شعر بريشة طائر ناعمة تدغدغ قلبه :
- يحيى ليه بتعمل كل ده!!

نظر بداخل أعينها بنظرات راغبة مشتعلة بنيران الشوق مرددًا بخفوت وشفتاه تتحرك فوق وجهها تلامس بشرتها الناعمة :
- بعمل كل ده علشان عاوزك

عيناها متعجبة ونظراتها تائهة مشتتة تركت عقلها جانبًا وأغلقت أجراس الأنذار أوهم قلبها عقلها أن كلمة أريدك هي أحبك التي تمنت أن تسمعها من بين شفتاه...

يرمقها بنظرات راغبة تبعثر داخلها مقتربًا منها ينثر قبلاته على صفحات وجهها ويقبل وجنتها بخفة مبتعدًا ليطبع أخرى على الوجنة الثانية يتحرك بشفتاه مقبلًا جفونها المغلقة وأنفاسها ترتفع نبضات قلبها ترتفع مع حركة يداه على جسدها أنقض على ثغرها الوردي يخطف قبلة عميقة تشتت كيانها يهمهم بإستمتاع من بين قبلاته....

أبتعد عنها لحاجتهما للهواء مستندًا بجبينه فوق جبينها عيناه مشتعلة بمشاعر ثائرة تتطلع له بخجل وتخبط، لثم ثغرها بخفة قبلة سريعة زادت من أرتباكها ليحملها بين يداه دالفًا لحجرة النوم يضعها بخفة على الفراش...

عشق في سماء الماضي "نوفيلا"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن