عشق في سماء الماضي "نوفيلا"

الفصل الرابع

في اليوم التالي بفيلا عمها سليم والد زوجها كانت تحضر الزينة والكعك من أجل عيد مولد الصغيرة الخامس، أول عيد مولد يمر عليها بدون أمها... تحركت تارا على قدمٍ وساق تُحضر الزينة وتصنع الحلوى والكعكات المنزلية رغم حديث زوجة عمها صافية بأنهم أرسلوا لطلب الكعكات من الخارج ولكنها أصرت على أن تصنع هي ونجمة كعكة سويًا...

وقفت بالمطبخ ترتدي المِرْيَلَةُ المزينة برسومات طفولية وردية اللون والصغيرة ترتدي مثلها تجلس أمامها على الطاولة الرخامية وتمسك تارا الطحين تضعه في الأناء الواسع تضع فوقه الماء وبعض المكونات تحركها بخافق البيض المعدني أمتلأت يدها بالطحين وهي تصنع كعكة مملؤة بالمحبة لصغيرتها البراقة... تمردت خصلة من شعرها وتحررت من المطاط تسقط متراقصة أمام عيناها حركت الخصلة ترجعها للخلف وتناست يداها الملطخة بالعجين.. عقدت حاجبيها بدهشة وهي تستمع لضحكات الصغيرة المرحة تشير إلى وجهها.

نظرت إليها تارا تهتف بغضب مصتنع يتخلله المرح وهي تمسح وجهها بظهر يدها :
- كل ده علشان خاطر البرنسيس نجمة بنتبهدل علشان نعملها كيك

ابتسمت نجمة ثم عبست ولوت شفتيها بتردد بتساؤل :
- مامي مش هتيجي البارتي بتاعي

توقفت تارا عما تصنع وأقتربت منها تمسح على خصلاتها بحنان بعدما مسحت يداها بالمنشفة، تخبرها بنبرة هادئة وقلبها يخفق بأضطراب :
- عارفة مامي مش هتيجي ليه!!

هزت نجمة رأسها وعبوسها يزداد لتتابع تارا بابتسامة لطيفة :
- علشان هي في مكان أحسن هي فوق عند ربنا وسط النجوم الكتير في السما بس روحها على طول جنبك .... شايفة نجمة وهي فرحانة بتعمل الكيك للبارتي بتاعتها وتضحك مع أصحابها ، هي بتفرح لما أنتي بتفرحي عارفة لو كشرتي كدا تاني هي هتزعل... عايزة مامي ميار تزعل؟

قالتها وهي تضرب طرف أنفها بسبابتها تبتسم لها بمحبة، حركت نجمة رأسها برفق وهمست بطفولة وهي تبتسم :
- لا أنا مش عايزة مامي ميار تزعل وهفضل على طول أضحك علشان هتفضلي معايا يا مامي تارا صح!!

كلمة عفوية خرجت من فم طفلة جعلت عين تارا تدمع لتأخذ الصغيرة بأحضانها تهمس بتحشرج :
- صح طبعًا يا قلب مامي تارا

لم تعلم بأن عيناه تراقبهما يقف مستندًا على باب المطبخ منذ أن بدأتا تعدان الكعك غافلتان عن وجوده ابتسم يحيى بإنكسار وصعد لغرفته وعيناه تفيضان بإمتنان لتارا وحديثها الذي استمع إليه خرجت الكلمات من فمها بعفوية ومحبة لتُصيب قلبه فتتضارب خفقاته....

▪▪▪▪▪

إلتف الجميع حول الطاولة الموضوع فوقها الكعكات المُزينة، تناثرت في المكان البالونات المتطايرة ولمعت الأنوار بالحديقة الخلفية لمنزل الجد سليم... أجتمع الأصدقاء وصغارهم منهم مهنئون لزواج يحيى وتارا السريع وأخرون مهنئون نجمة بحفل ميلادها...