الثاني :صَدَقَ حَدسِي

153 15 44
                                    

_

_أيتها الحشرة، ما الذي تَظُنينَ نفسكِ فاعلة! .

قامَ أضخمهم بنيةََ بلكم بيول بألطفَ مما تبدو عليه بنيته، إذا تغاضينا عن الكدمة التي تكونت حولَ جانبِ شفتيها الصغيرتين :
_كيفَ تجرؤينَ على خِداعنا؟، لقد دفعنا لكِ المال مسبقاََ من أجلِ هذا الهراء؟.

بصقَ الرجل كلماتهِ و بدأت الأوراق التي نثرها للتو بالتطايرِ جيئةََ و ذهاباََ، آخرها قامَ بدغدغةِ خدها قبلَ أن تحط أمامَ قدمها اليمنى:
_ولكن هذا ليسَ عملي، أقسمُ لك بأنه ليسَ هوَ، أنظر هذا ليسَ توقيعي.. .

تمتّ مقاطعة جملتها من قِبلِ لكمة أخرى، قبلَ أن يقتربَ الرجل:
_لقد انتهى الأمر بالفعل، أخبرناكِ بأن تصممي الشعارَ بمواصفاتٍ معينة، ولكنكِ أفسدتِ الأمر و قمت بإحراجنا أمامَ المَلِك، انسيَّ الأمرَ لقد انتهيتِ الآن.

قامَ بتعديلِ وقفتهِ فورَ انتهائهِ من جملتهِ، ليشير بعينيه لبقيةِ من حوله:
_لا أرجوكَ انتظر، أمهلني بعضَ الوقت، أعدك بأني سأعيدُ تصميمه... .

_أخبرتك بأنَ الأمر انتهى.

تِلكَ الجملة الأخيرة كانت شِبهَ همسٍ فورَ استيقاظ بيول، بعدَ تَبادُلِ النظرات لأكثرِ من دقيقتين مع جانبِ الحائِط المُجاوِر لها، و مسحها للعرقِ بواسطة كمها الطويل البني:
"يا له من حلم مضحك، ملكٌ و شعار و عصابة تتبعُ له، أظن بأن الدراما التي أشاهدها مؤخراََ لديها أعراضٌ جانبية".

ابتسمت بزاويةٍ ساخرة قبلَ أن تنهضَ و تستعدَ للذهابِ بسرعة، و بمجردِ تذوقها للطعم الحار لمعجونِ الأسنان، دارَ الحديثُ قبلَ يومينِ تلقائياََ أمامها، كأنما تشاهدهُ من زاويةٍ أخرى أمام المرآة :

_ماذا ما الذي تعنيه بأنك تدرسُ هنا؟.

قالَت سويو و بيول بصوتٍ واحدٍ مسموع لفت الأنظار إليهما من قبلِ جميع رواد المقهى.

شعرَ الفتى ببعض الحَرج فعبثَ بشعره قائلاً :
_ما الذي تعنيانه أنتما بسؤالكما هذا؟، و ما الغريب في الأمر، قلتُ بأنني أدرس هنا، أنتما ما الذي تفعلانه هنا؟ .

قالت سويو بينما تُبادِل بيول نظرةََ تبدو نوعاََ ما محرجة :
_ااه نحنُ.. في الحقيقة انه أول يومٍ لنا هنا، و قد ظننا بأنك تبعتنا إلى هنا مجدداً، المعذرة.

_أظنُ بأنّ لديكما هوساً من نوعٍ ما، أتعتقدانِ حقاً بأن جميعَ الناس يتبعنكن؟، هل لديكما إحساسٌ بالشهرة أو ما شابه، أم تظنانِ بأنكما جميلتان أو شيء من هذا القبيل؟.

شعرَت سويو بتوتر بيول الذي يطفو بوضوحٍ في الجو، تاركاََ آثاره بعبثه في خصلاتها الطويلة بجانبِ يديها :
_سيبدأ أول صف لنا بعد قليل، و يبدو أن علينا الذهاب الآن .

مقطوعة سُونشيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن