قطرات العَرقِ المُجتمعة على الجبين لم تكن يوماََ أكثرَ من دليلٍ على التوترِ عند البعض، فورَ فضِّ اجتماعها ليتشتتَ البعض فوقَ الحاجبين، و بينَ جانبيّ الوجه. سخريةُ صديقهِ لشدةِ سهولةِ قراءة تعابير وجهه لم تفارِق ذاكرته، و قد عَلِمَ أيضاً بأن هذا بالضبط هوَ ما يحدث الآن.لم تعلم ما الذي يقصده ذلكَ الواقفُ أمامها، ولكن جلّ ما علمته هو أن عيناهُ لا تدلّ بأنه شيءٌ يحتمل روحَ الدُعابة الثقيلة.
نبست بعدَ مراجعةِ نفسها بوجهٍ لا يدلّ بشيء من الجدية :
_ماذا؟ ما الذي تعنيه بهذا؟، هل أنتَ قاريءُ طالعٍ أو ما شابه؟.تضجرَ عقلُ هيتشول من ردةِ فعلها، ولكنه حاولَ تهدئة نفسه فالوضع لا يَحتمل أقلَّ فرصِ الشجار.
أشارَ لها بأن تتبعه بواسطةِ عينيه، لم يعلم كيفَ استطاعت رؤيةَ إشارته بسببِ خصلاتهِ المُترنِحة على جبينهِ و التي منعته هوَ نفسه من الرؤية، و قبلَ أن يهمّ بإجابةِ نفسهِ على أسئلته وجدَ فاهه ينطقُ بعد اتخاذهما مكاناََ جانبياََ:
_أنا أعلم بأن التصديقَ صعب، ولكن هل يمكنك مساعدتي فقط؟، و بعدَ ذلك سأشرحُ لك كل شيء.كانت بيول قد قرأت بالفعل عن أشياءَ كهذه من قبل في إحدى الكتب، مثل الحاسة السادسة و من يحلمونَ بأشياء و تحقق أحلامهم، ولكنها لم تؤمن بِذلكَ قط، و اعتبرتهُ نوعاََ من الخيال لكسبِ المال عن طريقِ تزوير الحقائق.
و في ذلك المكان، في ذلك الوقت، لم تكن في مزاجٍ يَحكُم بشيءٍ على الإطلاق، ولا يسمحُ بالنقاش حولَ بديهيات مبادئها الراسخة، بينما نَفسُها تأبى الإنصياع، لم ترِد أن تكذب كلامه، فهوَ يبدو صادقاََ على الاقل، فردودُ أفعالهِ لا تبوحُ بأي شكل من أشكال حب التلاعُب._حسناً، فلنَقُل بأن كلامك صحيح الآن، هل لديك خُطة واضحة؟.
_أجل.
أجابَ بسرعة كمن ينتظرُ صافِرة البدء:
_علينا أن نُغيرَ شيئاً من اثنين، إما الركاب أو الحافلة._ما الذي تعنيه بهذا؟، هل تقولَ بأننا إن صعدنا عليها دونَ الركاب أو غيرناها لن يحدث شيء؟ .
لم تزل اعتيادية، مُجردة من جميع المشاعر التي أرادت التعلق بصوتها._نعم.
بصوتٍ عالٍ ينضحُ بالثقةِ أجاب._و ما الذي يضمنُ نجاحك؟ .
_فقط ثقي بي! .
_و كيف تنوي أن تفعل هذا الآن؟.
عانقت صدرها بتقاطعِ يديها، و أسندت رأسها على الجدار تحثهُ على متابعةِ الحديث._علينا أن نأتي بعذرٍ يبيحُ لنا الصعودَ دونَ الاخرين، يمنحنا الافضلية للصعودِ على متن الحافلة، و أقوى عذر هو حالة طوارئ .
_أي نوعٍ من الطوارئ تقصد.. .
تظهر ابتسامة لم تستَطِع الأخرى تحديدَ نوعيتها، قبل أن يغرقَ هوَ في التفكير مجدداََ.
أنت تقرأ
مقطوعة سُونشيم
Mistério / Suspenseأنظرُ إليه نظرةََ عادية،يخلدُ عقلي صورة وجهه في دواخله، ثم يجعلني أستيقظ فزِعاََ من خوفي بموتهِ بعد دقائق. #1 in youngadult | 20102 #1 in أسلوب 2178 #2 in أسلوب 201019 #3 in موسيقي20927 #4 in خيال 20108 #6 in دراما 20108 #7 in غموض 20108 #13 in teen...