1.ح.( انتحار وإختفاء !)

1.3K 74 28
                                    

في محطة القطار
الساعة الرابعة

تعج المحطة بالعديد من الأصوات ..
صوت اعلان وصول القطارات او رحيلها..
صوت الرجل الذي يصرخ بغضب وهو يتحدث بهاتفه ..
صوت الطفل الذي يبكي وتحاول والدته بشتى الطرق إسكاته لكن دون جدوى ..
صوت أقدام النازلين والعارجين إلى ومن القطارات ..
لكن جميع هذه الأصوات رغم علوها لم تستطع اختراق الصمت الذي يحفهما !
كما لو كانا في عالم اخر تماماً ..بعيداً عن كل شيء ..

تعابير الأسى تعلو وجهها في حين تعابير التفاجؤ وعدم التصديق تتربع على وجهه ..يحاول بكل جد ان يستوعب ما قالته للتو ..عجز عن الكلام وهي لم تستنكر ذلك ..انها تعلم ..لم يكن ما قالته امر سهل وبسيط !..انها تعلم ذلك ..

- هيتوري ..ما قلته للتو ..ما

قال رين وهو يحاول تكذيب ما سمعته اذناه ..لكن بلا جدوى ..اخفضت عينيها وهمست بصوت يكاد يسمع :
- انا ..اسفة ..

- ولكن ..

- اسفة ..

- تباً ما هذا ؟!!
بعثر رين شعره ونظر إلى من حوله بحدة ..لا يقوى على التحدث إليها ...ما الذي عليه قوله ؟!..هل عليه أن يفجر كلماته التي تكاد تخنقه ؟!..نبض قلبه بشك وخوف حينما استرق نظرة إليها ..ما هذا التعبير الذي لم يسبق له أن رآه ؟!..إن كان ما قالته حقيقة إذاً أليس عليها أن لا تبدي هذا التعبير ؟!..أليس عليها أن تكون سعيدة ؟!

زمت شفتيها بأسى وألقت نظرة عليه ..كانت عيناه تلمعان بعدم التصديق وبسؤال واحد استطاعت هيتوري معرفته .."..لماذا ؟.." ..لو كان بوسعها لأخبرته ولكنها...لا تستطيع ..

ارتعشت يديها عندما شعرت بحركة خلفها ..

"..حتى إلى هنا ؟! ..هل يعقل ؟..هل استطاع ان .."

قُطعت افكارها عندما لمحت من بين الحشد من خلفها أمراة ترتدي معطف يخفي وجهها ونظارة سوداء تحجب عيناها ..ارتطمت بكتف هيتوري هامسة ببعض الكلمات ..
توترت هيتوري وهي تلاحق المرأة بعينيها بتعابير متفاجئة ..

".. لا يمكن !.."
اخذت خطواتها تتراجع نحو الخلف ..

لم يلاحظ رين ذلك..فلقد ابقى نظره على هذه المرأة التي اتجهت لتقف على الخط الاصفر الذي يمنع الاقتراب منه ..

تأملها بإستنكار وشعر بالغرابة ..شعور غريب يعتريه ولا يستطيع معرفة سبب ذلك ..

اجفل لصوت المحطة التي تعلن اقتراب وصول القطار ..
"..اعزائي المسافرين أرجو الابتعاد عن الحد الغير المسموح له بالوقوف قطار الساعة الرابعة على وشك الوصول ارجو لكم سفراً هنيئاً .."

في حين استطعت إنقاذي..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن