في خطر !

260 28 19
                                    

في مطعم المدينة

حدق النادل بريبة إلى أولائك الأربعة الجالسين قرب النافذة المطلة على الشارع ..كل منهم كان يحدق بالأخر متوجساً ..شعر النادل بثقل الجو من حولهم حينما تقدم ليسأل عن طلباتهم ..

- قهوة ..ماذا عنكِ يورا ؟

- كروسان بالجبنة الصفراء وكابتشينو .

- مادي ؟

- شوكلاته ساخنة ..وسيث ؟

- قهوة كذلك .

ادلى الأربعة بطلباتهم فدونها النادل واتجه مسرعاً وكاد ان يهرول إلى المطبخ وكأنه اراد الابتعاد عنهم بأسرع وقت ممكن ..

تحت النظرات المترقبة ارخى سيث كتفيه متنهداً ..فأزداد شعور مادي بالضغط من حولها ..الجميع ينتظرها ان تتحدث ..اخذت نفساً عميقاً واستقامت في جلستها محاولة بفعل ذلك ان تخفي ارتباكها وارتجاف شفتيها ..

- انا ..سأبدأ بالحديث عن كيف التقينا انا وهيتوري ..

- كلنا اذان صاغية
اعرب رين عن استعدادهم لسماعها ..شعرت بشيء من الحنين وهي تبدأ حديثها :
- كنت فتاة ذا عمر الخامسة عشرة عندما قررت الهرب من المنزل ..

- لماذا هربتِ ؟
سأل رين فازدردت ريقها وارتعش بدنها لدى تذكرها للأمر ..خفية امسك سيث بيدها مطمئناً لها ولم تمتلك الطاقة لإبعاد يده فهي بالفعل كانت بحاجة ان يمسك سيث بيدها ..

- كان ابي ينوي تزويجي برجل ذو الخمسين من عمره .

شهقت يورا بصدمة ولم يستطع اي احد لومها ..فتاة في الخامسة عشرة مع رجل في الخمسين من عمره !..انه امر مستحيل !.. فارق 35 سنة !..ولقد كانت مجرد طفلة انذالك فكيف له ان يزوجها رجل كبير في السن ؟!

- كنت خائفة ..مرتعبة ..لم اخبر احد عن ما انوي فعله ..لم استطع التفكير بحل اخر ..حتى سيث الذي كنت اثق به لم اخبره ..وهربت !..لم اكن اعلم بما يتوجب عليّ فعله ..لم املك المال ولا الطعام فوجدت نفسي فجأة اعيش في الشارع كمشردة ..لماذا ؟!..لأن والدي اراد ان يبيعني بسهولة ..وكأنني مجرد سلعة عديمة الفائدة اراد الاستفادة منها بالتفريط فيها ..كونت صداقات مع الذين بالشارع واصحبت جزء منهم..اصبحت اسرق وانهب وامقت الأغنياء وجميع من يملكون مكان يعودون إليه ..اصبحت فتاة اخرى تماماً !

انهمرت دموعها ولم تعد قادرة على تمالك نفسها ..ربت سيث على رأسها معلقاً :
- كنا انا ومادي نحب بعضنا البعض ولم استطع استيعاب مسألة زواجها الذي تبعه اختفائها المفاجئ ..بحثت عنها في كل مكان ولم اتمكن من إيجادها ..يوماً بعد يوم ..ولا أثر لها ..

- لم اكن اريد ان اصبح ما أصبحت عليه ..ولكن لم يستطع احد انقاذي من هذا المستنقع النتن إلا شخص واحد ..كانت هيتوري ..دخلت منزلها ذات يوم وخططت ان اسرقها ..لم اجد الكثير من المال ولكنني اخذته وحينما اردت الخروج من المنزل اشتعلت إضاءة المنزل فجأة ..لم اهتم ابداً بما سيحدث لو تم الامساك بي ..ضربي ؟..سجني ؟..قتلي ؟..كنت مستعدة لحدوث اسوء الأمور لي ..ولكن ما حدث كان العكس تماماً ..لقد ابتسمت لي !..انا المشردة السارقة ابتسمت لي وامسكت بيدي ..قالت لي بلطف :
"..- لابد من انه كان صعباً عليكِ ..ولكن كل شيء انتهى الان ..فلتعيشي معي !..مكانك ليس في الشارع بل هنا !.."

في حين استطعت إنقاذي..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن