انها هي !

277 29 26
                                    

هذا ظلم ..انا لست هكذا ..هذا كذب ..انا لن افعل هذا ..ظلم وسوء ظن ينتشر بيننا دون ان ندرك خطورة ذلك ..ان استمررنا بفعل ذلك اتساءل عن المجتمع الذي سينشئ وسط هذا السوء الذي يحفه ..فلننقذ انفسنا قبل ان نفقد الفرصة لذلك !

أمام جسر يطل على نهر

البرد يلفح وجهها من كل ناحية ..بكل قسوة يحاول تجميد يديها المحمرتين من البرد ..زفرت فشاهدت البخار الأبيض يخرج من فاهها ..هل تعود ؟..من أجل وعدها ؟..هل تعود ؟..لماذا هي هكذا مترددة ؟!..لماذا قلبها ثقيل ولا يتوقف عن إيلامها ؟!..عديمة الأحساس ..اذاً ما الذي يعنيه هذا ؟!..اللعنة !..ضربت السياج بيدها ثم وقفت لتسير على طول الطريق ..
هي لا تعرف على أية حال أين هي ..على الاقل عليها إيجاد مكان ما لتبيت فيه الليلة ..
شهقت مرتعبة لليد التي وُضعت على كتفها ..بصوت لاهث همس :
- لـ..لقد وجدتك !

- افزعتني !

- ما الذي تفعلينه هنا بحق ؟!

تكتفت تنظر له ببرود :
- وما شأنك ؟

- جعلتني اتي كل هذه المسافة راكضاً !

- وإذاً ؟..لم اطلب منك ذلك ! أساساً ما الذي تريده من عديمة الاحساس ؟!

اشاحت بوجهها وازدرت ريقها وكأنها بذلك تمنع دموعها التي اوشكت على الخروج من ان تعاود الإنهمار مجدداً ..
حدق بها بعين شاردة ..جال بها واستقرت عيناه على الاحمرار الطفيف تحت عينيها..بعثر شعره متوتراً ..
- آسف ..لم يكن علي قول ما قلته لكِ سابقاً .

حضنت نفسها دون شعور واستدارت لتعطيه ظهرها ..لماذا هذا التناقض الذي تشعر به ؟..كيف لكلمة آسف ان تشعرها بهذا الشعور ؟..شعور لا تعرف كيف تصفه ..

- على كلٍ ما قلته صحيح..لم احضر جنازتها .

صمت اكتسح المكان ..لم يجد رين ما يقوله ولم تتوقع يورا سماع اي شيء ..بعض الكلام ينتهي بالصمت المليئ بكلمات يعجز اللسان عن نطقها ..

- اسف ..
كرر اسفه فأرتعش بدن يورا ..ما الذي يجدر بها قوله ؟..
لا شيء ..
مجدداً ليس عليها فعل اي شيء ..

- لنعد ..لقد وعدتك مسبقاً بمساعدتك وليس من شيمي اخلاف وعد قطعته .

قالت ناظرة له بشيء من الجفاء والبرود الذي حاولت بجد اظهاره ..رغم ملاحظته لذلك إلى انه تجاهل ذلك ..تسائل رين عن سبب هذا الشعور المريح الذي يغمره عندما يكون برفقتها ..والشعور بالإنزعاج عندما يفكر بأنها ستذهب يوماً ما بعد ان يجد هيتوري ..
ان وجد هيتوري سترحل ..
مجرد التفكير بهذا يترك في فمه طعم مر ..
ومجدداً تسائل عن سبب ذلك ..
لكن ما يشعر به الان هو الرغبة بأن تكون يورا في مكان يستطيع رؤيتها فيه ..
على الاقل ..

في مكان ما

صوت احتكاك الحبال بالأرضية المندمج مع صوت الانفاس الشبه معدومة ..
صوت تخبط على الأرضية ..
ودموع مُنعت عن النزول بسبب القماشة المربوطة حول عينيها ..
كدمات زرقاء حول جسدها وبعض الجروح تنزف على طول يديها وساقيها ..
ارتعش جسد الفتاة برعب لدى سماعها صوت وقع اقدام تقترب من الغرفة ..
صوت اعتادت في اليومين السابقين على سماعه ..
فُتح الباب فتوقفت هيتوري عن الحركة ..ما زالت تدعي القوة امامه وهذا ما كان يثيره ..
اقترب منها وابعد القماشة عن عينيها واخذ يتحسس الكدمات حول جسمها وينظر لها بشيء من الإعجاب وكأنها تحفته الفنية ..

في حين استطعت إنقاذي..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن