بطاقة اخرى !

295 29 30
                                    

كان الكابوس بالنسبة لي هو العودة إلى ما كنت عليه ..إلى حيث ما كنت اعيش ..إلى المكان الذي اعتدت العيش فيه والذي كان زائفاً بشكل فظيع !..كرهت أن اعود ولا زلت !

في إحدى الفنادق

- ما الذي تفعلينه هنا ؟ ظننتك عدتي !
قال رين وهو يحدق بيورا التي ظن انه لن يلقاها مجدداً ..

- كنت متعبة ..فلم أفعل .
اجابته ثم جالت به بعيناها ..شعر مرتب وملابس نظيفة بدا كما لو انه شخص اخر بالفعل ..
اردفت بشيء من السخرية :
- ظننت انني سأراك بوضع أسوء وليس افضل .

اتكئت على جانب الباب فأنزلقت بعض خصلات شعرها المنسدل على وجهها فأعادتهم خلف أذنها وهي تسأل :
- اذاً ..لم تستطع إيجادها ؟

اومئ بالنفي فهمهمت بتفهم ..لابد من انه في وضع صعب حالياً ..لابد من ان العديد من الافكار تجتاح رأسه دفعة واحدة ..لا اشفق عليه ..انا فقط اعرف ما يعانيه الان حق معرفة ..القلق على شخص ما عزيز عليك ..شخص لا تدري ما يحل به وانت تقف مكتوف اليدين عاجزاً عن فعل شيء من أجله ..

تكتف رين وأسند ظهره على الجدار امام يورا مغلقاً عينيه ..لأول مرة تلاحظ يورا اهدابه الطويلة ..حين تمعن النظر الان ..فرين وسيم حقاً !..ذو شعر اسود وعينان بنيتان ..وبنيته قوية نوعاً ما ..ذلك الجينز الأسود والقميص ذو اللون الأزرق الغامق الذي يرتديهما يليقان به حقاً ..عجيب كيف لها أن لا تلاحظ ذلك من قبل ؟..

- اخبريني ..
فتح عينيه ناظراً لها لكنها سرعان ما اشاحت بوجهها بدون شعور شعرت وكأنه كاد يقبض عليها متلبساً لتحديقها بمظهره بإعجاب ..

- مـ..ماذا ؟
لماذا تتلعثم ؟!..اخذت نفساً ثم وجهت نظرها نحوه ..كان ينتظر ان تنظر إليه !..تشعر بشيء غريب حينما تنظر إلى عينيه ..شيء يجعل قلبها ينقبض وتشعر بشيء من الأسى يتغلل فيها ..

- اعرف انه طلب أناني ولكن هل يمكنكِ مساعدتي ؟ وفي المقابل سأساعدك ان احتجتي ذلك يوماً ما !

انا ؟!..شخص ما يطلب مساعدتي ؟!..لم يحدث لي هذا من قبل !..حتى اختي ..لم تفعل ..قبضت على يدها وهي تنظر له بتردد ..

- سأفعل ما بوسعي !
رغم قولها لذلك لم تستطع الابتسام ..لان شبح الماضي قرر زيارتها فجأة لدى تذكرها لأختها ..

قبل ثلاثة شهور ..
اعدت يورا الفطور كالعادة ..ونادت اختها الكبرى ..
لقد ارتادت ديل اخت يورا الجامعة منذ شهر ..وهي مؤخراً مسرورة بشكل مبالغ فيه بعض الشيء ..حسناً لا بأس ..طالما هي سعيدة فلا بأس ..
- ديل ! سيبرد البيض !

- قادمة !
قالت وهي تتابع ترديد لحن ما بينما تضع اللمسات الأخيرة الا وهي قلادة مرسوم عليها حرف M ..لامستها بأناملها وهي تبتسم ببلاهة ..لم تدرك وجود يورا التي تململت :
- اتساءل عن صاحب هذه القلادة التي تجعلك تبتسمين لدى رؤيتك لها فقط .

في حين استطعت إنقاذي..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن