الفصل الثاني

12.5K 230 6
                                    

وإن جارت علينا الأيام سنقف ، سنحيا
وخطواتها ثابتة بعيناها الزيتونيتان بطلة هادئة ، درجات السلم تبدو ثقيلة مع كل تلك الحقائب التي تحملها ..

_ عنك يا ست الحسن

وكان صوتا ذا بحة خبيثة ، التفتت لصاحبه وهي ترفع عيناها في ملل ..

_ رقية : لا هشيلهم لوحدي
_ ودي تيجي بردو و منير موجود
_ شكرا يا أستاذ منير ، خيرك معلوم
_ خير ايه بس

واقترب خطوة على أثرها رجعت هي ..

_ منير : دا انتي متعرفيش انتي بالنسبالي ايه يا ست رقية
_ أستاذ منير ميصحش الي بتعمله دا
_ وهو يصح بردك انك ترفضيني كدا من غير أي وجه حق
_ انا .. انا قلت مبفكرش في الموضوع حاليا
_ اوماله ، اما الجميل يدلع المقام معلوم يا ست رقية لكن اول ما الموضوع يشعشع في دماغك متفكريش غير في منير الطحلاوي

واقترب خطوة اخرى و كانت قد ارتدت ظهرها الي جسد أخر ... رفعت عيناها له ، يقف في شموخ رافعا رأسه بتعال ينظر لها وعيناه في صمت تجول بينهما بيد واحدة أمسك الحقائب منها دون أن ينتظر منها جوابا ، نظرت للظهره وهو يخطو خطواته نحو الدرج بثباته المعتاد و سارت خلفه كطفل تمتثل للأوامر ...

_ رقية : ش..
_ حازم : ابقز اقفوا في حته مدارية شوية
_ تقصد ايه
_ اقصد الشو الي كنتوا بتعملوه تحت دا الناس كلها كانت معديه وتقريبا شافت
_ شو ايه انت .. انت تقصد
_ ولا مقصدتش الحجات عندك اهي و يا ريت منقفش عالبوابة كدا في بير سلم

ولم يعطها فرصة للهجوم ، جحظت عيناها للحظات و هي تتأمل ما قال للتو و قلبها تزداد خفقاته ، عيناها تلمع بدموع أبت أن تسيل و عقلها يناوشها بأن تنزل الآن و تصفعة بكل ما تحمل من قوة فترد بها كرامة ذهبت ادراج الرياح ..

_ رقية : سهير أنتي فين ؟
_ سهير : انا في البيت
_ رقية : طب تعالي حالا
_ سهير : في ايه يا رقية
_ رقية : خمس دقايق وتكوني هنا

*****************
دلف واضعا كفاه في جيوبه ينظر بلا مبالاه و يصدر صفيرا ذو ايقاع رتيب

_ أنت جيت يا حازم
_ حازم : ايوه يا امي

ودلف الي المطبخ ، وقف خلفها يتأملها وكانه ينتظر منها ردا ...

_ ها
_ حازم : ها ايه
_ لقيت مكان للعيادة
_ بحاول لكن لسه ملقتش مكان مناسب
_ شفت رقية انهردا

ولا يعلم لما شعر بغصه ، إسمها صار يتردد كثيرا في الاونة الاخيرة و ان لم تكن من أمه فذلك عقله الذي ظل يكرر اسمها بسذاجة ، ربما شعر بتلك الغصة بسبب ذلك المشهد عند مدخل البيت ، نظرتها ، صمتها ، خوفها
هراء
اي خوف ذاك هي كانت مستسلمة لذلك البغيض قصير القامة !
أي خوف ذاك و عيناها كانت تلمعان ببريق غريب !
رغما عنه لا يعلم لما ت قف ، ظل يتابعهما في صمت تام و كأنه ينتظر ردة فعلها التي لم تفعلها ! ، ربنا شعر ولو للحظة انها تثير الاهتمام ولكن ليس اهتمامه ..
هي تثير الاهتمام فقط !

قيد الإمتلاك ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن