الفصل الثالث

10.8K 227 4
                                    

" بعدك على بالي يا قمر الحلوين يا زهرة بتشرين يا دهبي الغالي "

وكان صباحا مطرزا بعطر فيروزي رقيق ، قدح قهوة داكن و كتاب تاريخي كلاسيكي يناسب مزاجيته ...
ارتشف القليل من القهوة وهو يستند الي المقعد الملحق بالشرفة و عقله رغما عنه يشرد لها ...
صفعته !
صفعته بكل قوة !
عيناها كانت تتألم رغم ثباتها كانت تتألم
لا ينكر ان كلماته جاءت كصاعقة لكليهما وصدقا هو لا يعرف لما وصل الي تلك الحالة ، لما اخبرها كلمات جارحة، لما هي في الأساس تزور باله ؟!
ومن بعيد لمحها .. كانت تسير بخطواتها الهادئة نحو محلها الصغير على ناصية الشارع ، ثباتها يقلق راحته ، عباپة سوداء ووشاح أسود يطل اسفله وجه ذادته خمريته جمالا ....
راقبها من بعيد بتسليط خبير ، ولا يعلم لما أخذ قرار بالتحرك الآن و ربما للقدر ترتيب !

*******************
" بعدك على بالي يا حلو يا مغرور يا حبق و منثور على سطحي العالي "

وكان المذياع ينشد بنغماته الصلاحية ، فيروز ، و كلمات فيروز ، وطلة فيروز ، هي ومنذ طفولتها تعشق ذلك الدفئ الخالص في صوتها و كأن سلام العالم إجتمع في نبرتها ، بدأت تصف علب الكمون و الفلفل بجانب و تعزل النعناع الي جانب اخر يليق به ، تعشق هي النعناع حتى باتت رائحتها تنتمي له ، ابتسمت وهي تسمع صوت فيروز
" يا حلو يا مغرور "
والمغرور كان يقف هناك ، يتأمل ذلك الصمت ويشرد عله يجد ايجابة مناسبه لوجوده هنا الان بعد صفعة الامس ... ولم تمهله فرصة التفكير .. التفتت فتقابلت عيناهما للحظات .. اقترب بثبات معتاد راسما قوسا يمرر قسوة التعبير ...

_ فيروز !
_ ايه الي جابك ؟
_ هو انتي فاكرة انك هتديني بالقلم و هقف أسقفلك
_ دا اقل حاجة ممكن تاخدها مني
_ لا بس برافو القلم عجبني ، دور الشريفة بردو عجبني

وانهارت حصون الثبات لها ، نزلت من على الكرسي الذي كانت تقف عليه لجمع العلب و اتجهت نحوه ...
اخفض نظره لها و رفعت هي عيناها في تحدي بدا لكليهما حرب

_ انت بني ادم قليل الادب
_ و انتي بني ادمه رخيصة
_ لولا انك ابن الست الي ربتني انا كنت عرفت شغلي معاك
_ وانا لولا ان اتحكم عليا اني اتجوزك كنت نسفتك
_ تتجوزني ! دا على اساس اني هوافق
_ هتوافقي ، لان انا و انتي مقدمناش حل تاني
_ اتكلم عن نفسك
_ لا تكوني فاهمة اني هموت عليكي ! فوقي انا اكتر حد عايز اخلص منه هو انتي
_ ومين سمعك
_ بس ورحمة ابويا منا معديلك الي عملتيه دا بالساهل
_ اطلع برا
_ ........
_ بقلك اطلع برا ، براااا

نظر لها بتزمجر وهو يخرج قبل ان يلمح ذلك البغيض مجددا يدلف الي المحل ، ابتسم بسخرية وهو يتمتم

_ لا وزعلانة اني بقلها رخيصة

******************
دلف منير الي المحل و هو ينظر لها بعينان تشتهيانها .. اما هي فكانت عيناها في شرود واضح ... منطفئ الشعاع ، قلبها يهدر بألم

قيد الإمتلاك ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن