(4) حكاية برج العقرب

166 37 6
                                    

البروچ
(قصص قصيرة)
-----الحكاية الرابعة-----
#برج_العقرب

أ.حسام أبو حطب
*********

"اسف ان اقول ان تلك الغيبوبة التى سقط فيها السيد مالك قد تستمر فترة اطول مما كنا نتخيل.. لكن مايقلقنا هى تلك النوبات التى تطارده على فترات.. كنت اتمنى ان اطمأنكم لكن يجب ان اكون صريحا معكم قدر الامكان"

قالها الدكتور اكرم الرداد لرجل وامرأة تخطى كل منهما حاجز الخمسين خريفا وقد انهارت المرأة على كتف زوجها صارخة:
-أبننا يضيع يا سراج.. ابننا يضيع..

احتضنها العجوز بحنان هاتفا:
-لاتقولى ذلك.. سيكون بخير باذن الله.. سيفيق من غيبوبته ويعود لنا احسن مم كان.. صدقينى..لقد كان الامر اكبر من قدرته على التحمل.. لكنه سيتجاوزه بدعواتك..

انهمرت دموعها على ابنها الوحيد وهى تراه من خلف زجاج الحجرة مستلقيا على سريره غير شاعرا بم يدور من حوله.. حياته كلها معلقة باسلاك واجهزة وجهاز رسم القلب يرسم منحيات الحياه لشاب ملأ الكون بهجة وحبا وحنانا احاط به كل من حوله..
حتى كان ذلك اليوم المشؤم..
استأذنهما الطبيب قائلا:
-سيدى انا اعتذر منكما.. لقد انتهى موعد الزيارة ولابد من انصرافكما الان وفى حالة حدوث اى امر جديد سأقوم بالاتصال بكما بنفسى..

ودعاه منصرفين وما كادا يختفيا فى نهاية الرواق حتى تعالى نداء احد الممرضين :
-دكتور اكرم.. دكتور اكرم..

التفت له مستفهما فاكمل الممرض:
-الدكتور عاكف فى انتظار سعادتك فى المكتب..

ابتسم اكرم شاكرا الممرض ثم عاد ينظر للشاب الغائب عن الوعى منذ عام كامل قبل ان يتجه الى مكتبه مرحبا برجل اشيب الشعر تبدو عليه ملامح الخبرة والذى احتضنه متبسما قبل ان يجلسا وقد لاحظ عاكف ان امرا يقلق اكرم بشدة فسأله:
-تبدو من ملامحك ان امرا ما يشغل عقلك يا اكرم.. لم ارك هكذا منذ فترة..

رد اكرم بشرود قائلا:
-حالة محيرة بعض الشىء يا عاكف..

ثم مال نحوه قائلا:
-لماذا لم افكر فيك من قبل انت بالتحديد قد تفيدنى فى هذه الحالة كثيرا..

ضحك عاكف قبل ان يقول:
-حسنا يارجل لكنك ستدفع ثمن الاستشارة..

ثم عادت ملامحه للجدية قائلا:
-اخبرنى كل شىء.. كلى اذان مصغية..

اعتدل اكرم قائلا:
-الامر معقد بعض الشىء فالحالة لشاب لم يتجاوز الثلاثين عاما وحيد والديه والده رجل اعمال ووالدته ربة منزل كان على علاقة بفتاة تدعى ملك.. ربطه بها علاقة حب شديدة وتعلق جعله يفاتح ابويه فى طلب يدها للزواج..

البروچ (أ. حسام أبوحطب) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن